-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الجزائريون اقتنوا ملابس العيد في موسم "الصولد"

التجار يشكون الركود

نسيبة علال
  • 1067
  • 0
التجار يشكون الركود
تصوير: زهور سبع

أعلنت المحال التجارية قبل أيام قليلة فقط عن انتهاء موسم التخفيضات، حسب ما حددته وزارة التجارة، وعلى غير العادة في السنوات الفارطة، يؤكد الباعة أن جل السلع قد نفدت في وقت قياسي، خاصة ملابس ومستلزمات النساء والأطفال، لكن السلع الجديدة لقيت عزوفا، وهاهي تواجه الركود على رفوف المحلات.

لم يكن قرب موسم “الصولد” حجة كافية لتفسير تعطل بيع المنتجات في هذا الوقت بالذات، خاصة أن هذه الفترة من السنة هي الأكثر إقبالا للمواطنين على مختلف السلع خاصة الألبسة، الأحذية، العطور.. فتوالي المناسبات، كحفلات التخرج، رمضان، عيد الفطر، الأفراح والمناسبات العائلية، عيد الأضحى، الدخول الاجتماعي.. كلها مناسبات تحتاج إلى اقتناء هندام يليق بها، فيما لا يزال التجار يؤكدون وقوعهم في مشكل عزوف الزبائن، حتى إن البعض استسلم وقرر عدم التسوق بتركيا أو طلب سلع من بلدان أوروبية، كما يفعل في العادة في كل المواسم المهمة.. ولتحليل هذه الظاهرة، حاولنا الاتصال بجمعية حماية المستهلك، لعلها تفسر ما يحدث في سوق الألبسة الجزائري خاصة، وقد أطلعنا الدكتور عبد الكريم بابا، عضو فعال بالجمعية، على أن “المواطن الجزائري قد اكتسب وعيا حيال مواسم “الصولد”، واستسلم لمصداقية بعض الماركات، وبخاصة البارزة منها، عندما اكتشف أنه بإمكانه الحصول على ملبوسات ذات جودة عالية بسعر يساوي أو يقل عن قيمة الملبوسات الصينية.. لذلك، فإن المستهلك الجزائري خاصة محدود الدخل، أخذ يكتسب ثقافة اغتنام فرصة التخفيضات، حتى يتسنى له اقتناء مجموعة من الملابس التي تلائم المناسبات”.

رفع الأسعار أوقع التجار في الركود

بالإضافة إلى الأسعار المناسبة التي يأتي بها موسم التخفيضات، هناك أسباب أخرى يجدها المواطن الجزائري البسيط حجة على أصحاب المحلات، اغتنام حلول أي مناسبة كانت، سواء دينية أم اجتماعية، لرفع الأسعار، إذ إن بعض المنتجات واسعة الطلب قد تصل قيمتها إلى الضعف إذا اقترب العيد.. تقول السيدة “حليمة. ب”، أم لأربعة أطفال متمدرسين: “خلال ثلاث السنوات الأخيرة، أصبحت أقتني ملابس أولادي قبل مدة طويلة جدا من حلول العيد، والسبب الرئيس، أنني في سنة 2015 تسوقت وشاهدت أسعارا معقولة، ثم تركت الأمر، طمعا في دخول موديلات جديدة إلى السوق، أو انخفاض أسعار هذه.. حضرت ميزانية كافية وتوجهت مجددا إلى السوق قبل نحو عشرة أيام عن عيد الفطر، صدمت فعلا بأن قطع ملابس الأطفال التي كانت بسعر ألفي دينار أصبحت بقيمة أربعة آلاف وخمسة آلاف دينار..” صدمة السيدة حليمة، بما واجهته في أسواق العاصمة، أفقدتها الثقة في التجار، وجعلتها تنضم إلى قائمة المواطنين المقاطعين لسلع العيد.

“الفرص تأتي مرة”

تقول نورة، أم لثلاثة أطفال، إن الفرص قليلة في السوق، وأحيانا، لا تأتي سوى مرة واحدة، وعلينا استغلالها للتوفير. السيدة نورة، تمضي بمبدإ أنها كلما وجدت قطعا رخيصة في المحلات، اقتنت منها كمية معتبرة، شريطة أن تكون بجودة عالية. تروي لنا بعض المواقف التي تحدث معها، فتقول: “خارج موسم التخفيضات، زرت مرة المركز التجاري لباب الزوار، فوجدت إحدى العلامات الشهيرة تبيع قمصانا أصلية من القطن، بسعر 400 دينار فقط، فاقتنيت كل الألوان والتصاميم الموجودة، ولست مضطرة إلى إعادة شراء قمصان جديدة في المناسبات القادمة..”، عدا ذلك، واجهت السيدة نورة مواقف مشابهة، حيث وجدت قبل أيام سراويل جينز متقنة الصنع، بسعر 500 دينار تباع بساحة الشهداء، تقول: “لم أفوّت الفرصة أيضا، لقد اقتنيتها بهذا السعر للدخول المدرسي، وسأنسقها لأولادي مع قمصان جميلة، بدل شراء بدلات بما يفوق خمسة آلاف دينار، فراتب زوجي لا يسمح..”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!