-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
أفارقة يوظفون الأطفال.. سوريون يبيعون المناديل وجزائريون يدّعون المرض!

التسول.. حيل ومقالب لاستعطاف “جيوب” الصائمين

نادية سليماني
  • 3209
  • 6
التسول.. حيل ومقالب لاستعطاف “جيوب” الصائمين
أرشيف

بن حبيلس: وزعنا الكمامات والمطهرات على اللاجئين في الشوارع

عادت ظاهرة التسول وبصورة لافتة خلال الشهر الفضيل، حيث انتشر المتسولون.. أفارقة وسوريون وجزائريون، عبر مختلف الأماكن، خاصة بمفترق الطرق والمساجد والمحلات، والكل يتوسّل بطريقته الخاصة، غير آبهين بمخاطر فيروس كورونا خاصة المتحورة، التي تتسع هوتها يوما بعد آخر.
بعد اختفائهم لأشهر بسبب الحجر الصحي والمنزلي ومخاطر فيروس كورونا، عاد اللاجئين الأفارقة بقوة لامتهان التسول في الشوارع ومفترق الطرقات، ومداخل محطات البنزين، والغريب أنهم يتسولون جماعات جماعات. فتجد في شارع واحد أو مفترق طريق معين، أكثر من 10 أفارقة مع أولادهم ونسائهم، وكأنهم يحتلون المكان، فإذا نجحت في الهروب من إلحاح واحد منهم، فلن تفلح في الهروب من الثاني، خاصة وأطفالهم معروفون باحتكاكهم الشديد بالمواطنين، وحتى المتسولون الجزائريون، احتلوا أرصفة الشوارع ومداخل المساجد والمحلات

بيع المناديل الورقية وغسل زجاج السيارات حيلة جديدة للتسول
وفي جولة لـ “الشروق” عبر بعض مفترق الطرق بالجزائر العاصمة، لفت انتباهنا تزاحم اللاجئين الأفارقة على ظاهرة التسول وبصور غير طبيعية، فبمفترق الطرق “لوتيسمون ميشال” ببلدية القبة، انتشر اللاجئون المتسولون في كل مكان، محتلين المنطقة، ومستغلين زحمة المرور الخانقة خلال فترة خروج الموظفين من أماكن عملهم مساء، حيث “يهجمون” على سيارات المواطنين، ويلحون في طلبهم المال لدرجة الإزعاج.
ولأن التوسّل لم يعد يدرّ المال عليهم مثل السابق، بسبب انهيار القدرة الشرائية، اهتدى اللاجئون إلى حيل بيع المناديل الورقية، وغسل زجاج السيارات المتوقفة في زحمة المرور، ولو بالقوة.
واستنكر المواطنون، ظاهرة انتشار الأفارقة بالشوارع والطرقات، متخوّفين من نقلهم لكورونا من السلالة النجيرية، حسب ما صرح به البعض لـ “الشروق”، حيث تساءلت سيدة قائلة: “ومن يدرينا كيف دخلت الكورونا النيجيرية إلى بلادنا، فربما جاءت مع الرعايا الأفارقة، الذين يدخل بعضهم بطريقة سرية عبر حدودنا الجنوبية، ويتنقلون إلى ولايات الشمال للتسول، دون مراقبة طبية”.
وبالشارع الرئيسي لبلدية القبة، انتشرت عائلات إفريقية على طول الشارع للتسول. ولاستعطاف المارة، تضع الإفريقيات أبناءها الرضع الذين يبلغون من العمر أشهرا فقط، في الواجهة، ولكن وحسب ما رصدناه، لم يعد المواطنون في ظل انهيار قدرتهم الشرائية، يقدمون المال للمتسولين، إلا قلة فقط.
وقد شاهدنا، بالقبة، رعية إفريقيا رجلا، يشتغل بناء في بناية طور الإنجاز، يقدم بعض المال لمتسولة من جنسيته كانت تحمل رضيعا، كما قدّم المال أيضا لمتسولة جزائرية لم تكن بعيدة عنها، وكانت بدورها رفقة رضيعين.
ولأن التسول لم يعد يدرّ المال عليهم كالسابق، لجأ المستولون لحيلة بيع المناديل الورقية وبعض إكسسوارات السيارات، أو إلى غسل زجاج السيارات. وهذه التصرفات باتت تزعج المواطنين. فالمناديل الورقية، قلة يشترونها من أيادي الغير بسبب الخوف من انتشار فيروس كورونا عن طريق اللمس. فيما لا يفضل أصحاب المركبات أن يقترب منهم أطفال اللاجئين المتسولين، بسبب مشاغبتهم وثرثرتهم وإلحاحهم الشديد، وحتى التجار باتوا ينزعجون من دخول المتسولين إلى محلاتهم دون ارتداء الكمامات، ورفضهم الخروج إلا بالقوة. فلطالما شاهدنا أصحاب محلات ومقاهي يطردون أطفالا أفارقة من محلاتهم وبالقوة.

لاجئون يمارسون العنف والتحرش في التسول
وفي مكان آخر حول الأفارقة المتسولون مفترق الطرق ببلدية الكاليتوس، إلى منطقة نفوذهم، مستغلين كثرة السيارات المارة بالمكان وزحمة المرور للتسول. والمؤسف أن بعض المتسولين يلجؤون إلى العنف عندما لا يُحصّلون مالا من المواطنين. حيث أخبرتنا مواطنة كان برفقة صديقتها داخل السيارة، بمفترق الطرق بالكاليتوس، أن فتاة إفريقية، اقتربت منهما تطلب مالا، وعندما لم يعيرانهما اهتماما، أقدمت على البصق على وجه إحداهما وهربت.

صراع على الأماكن والاحتيال سيد الموقف
بينما توزّع المتسولون الجزائريون، على جميع مداخل المساجد والمخابز وأبواب الجزارات، مانعين الأفارقة من الاقتراب منها، باعتبارها مناطق محرمة على المتسولين من جنسيات أخرى، لأنها تُدر بعض المال. وقد يتنازل المتسول “المحلي” عنها لـ “الأجنبي” مقابل بعض المال، أو يؤجرها له لبعض الوقت..!!
بينما يتفق الجميع، بأن التسول لم يعد يدر المال على أصحابه، على غرار سنوات ماضية، بسبب الفقر الذي تتخبط فيها العائلة الجزائرية، وأيضا للاحتيال الممارس في هذه المهنة. فمؤخرا صار الجميع يتسول.. فكثيرا ما اقترب منا شباب أصحاء يطلبون المال، بحجج كثيرة، ومنها ضياع محفظة النقود، أو لغرض السفر إلى ولايته، أو لعلاج والدته المريضة.. وكلها حجج كاذبة، غرضها تحصيل أموال لشراء المخدرات وغيرها من المحرمات.
كما تجد نساء صغيرات في السن وعجائز وشابات، يرتدون أغلى الثياب، ولكنهن يتسولن بطريقة حديثة، فتدعين حاجتهن الماسة للمال لغرض تسديد فواتير الكهرباء المنقطعة، أو لعلاج مرض السرطان الذي أصابهن، ويدعين بأنهن سيُرجعن لك المال لاحقا.
كما انتشرت ظاهرة التسول داخل العيادات الطبية، حيث يدعي أصحابها المرض، ويتجولون بين المرضى لطلب المال، حاملين وصفات طبية، غالبيتها قديمة ومزورة. ففي إحدى العيادات الطبية بالقرب من مستشفى القبة، دخل رجل في الأربعين من عمره ضخم الجسم، ويبدو في صحة جيدة، وراح يطلب المساعدة من المرضى، بحجة إجراء أشعة تكلف مليون سنتيم. ولسوء حظه تواجدت طبيبة بمستشفى القبة بالعيادة، فطلبت منه الحضور للمستشفى لإجراء الأشعة وبأنها مجانية للجميع. الأمر أغضب المتسول، ما جعله يغادر المكان مسرعا.

الهلال الأحمر يوزع الكمامات والمنظفات على الأفارقة
أكدت رئيسة الهلال الأحمر الجزائري سعيدة بن حبيلس في اتصال مع “الشروق” أنه في بداية انتشار فيروس كورونا بالجزائر، كان الهلال الأحمر يجري فحوصات سريعة للاجئين المتواجدين بالشوارع، وبخصوص لجوئهم للتسول في رمضان، قالت: “غالبية الرعايا يتناولون إفطارهم بمطاعم الرحمة، المملوكة للخواص أو المؤسسات، أما الهلال الأحمر فلم يفتح مطاعم رحمة هذه السنة، بسبب قلة الإمكانيات وتخوفا من كورونا، ولكننا عوضناها بتقديم طرود غذائية للعائلات المحتاجة بمنازلها”.
أما الأفارقة المتواجدون بالمخيمات أو بالشوارع على المستوى الوطني، فيتلقون مساعدات، هي عبارة عن كميات من فاكهة التمر وقارروات المياه والمشروبات الغازية والعصائر، ومختلف أنواع الحلويات والبسكويت، إضافة إلى مراقبة طبية دورية، مع تمكينهم من المنظفات والكمامات، على حد تعبيرها.
ومن جهة أخرى، يسعى الهلال الأحمر لتلقيح الرعايا من مختلف الجنسيات المتواجدين على أراضينا، والعائلات الجزائرية المحتاجة، وذلك عن طريق تقديم طلب للصليب الأحمر الدولي، للتبرع بكميات من اللقاح المجاني “ومازلنا ننتظر في اللقاح”.

بقاط: المتسولون الأفارقة مصدر لانتشار السلالة المتحورة
أكد عضو اللجنة العلمية لتتبع ورصد فيروس كورنا، البروفيسور بقاط بركاني، في اتصال مع “الشروق”، أن غالبية حالات الكورونا النيجيرية بالجزائر، تم تسجيلها في ولايات جنوبية، على غرار ورقلة وغرداية وغيرهما من المناطق. وهو ما جعله يرجح إمكانية نقل هذا الفيروس عن طريق المهاجرين غير الشرعيين واللاجئين الداخلين إلى البلاد، عبر الحدود الجنوبية.
وقال المتحدث: “لا أظن أن جزائريا نقل الكورونا النيجيرية من مسقط رأسها بنيجيريا، لاستحالة ذلك، في ظل غلق الحدود، من غير الأفارقة المتواجدين بالجزائر”. وهو الأمر الذي جعله يدعو إلى تكثيف المراقة الطبية على الأفارقة المتواجدين بالجزائر، مع تكفل فرق أو وحدات طبية، إن أمكن الأمر، تزورهم دوريا في أماكن تجمعهم لتوعيتهم بخطورة الكورونا، ولتقديم نصائح لهم، “فلربما نكتشف بينهم حالات حاملة للفيروس” على حد تعبيره.
كما تأسف البروفيسور بقاط لظاهرة انتشار المتسولين الأفارقة عبر شوارع الوطن في جماعات كبيرة، وغالبيتهم غير ملتزمين بالإجراءات الصحية الوقائية، حيث قال: “علينا الالتفات لوضعيتهم ولكن بطريقة إنسانية، لأن خروجهم إلى الشوارع دون إجراءات صحية، يشكل خطرا على أنفسهم أولا، وعلى المجتمع الجزائري ككل ثانيا”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
6
  • المخبر السياسي

    ورد في المقال :بينما يتفق الجميع، بأن التسول لم يعد يدر المال على أصحابه، على غرار سنوات ماضية، بسبب الفقر الذي تتخبط فيها العائلة الجزائرية . السؤال هو: أين أموال الجزائر؟

  • عبد السلام

    ومن هو المتسبب في إنتشار هؤلاء الأفارقة داخل البلاد بشكل مرعب هو النظام أين هي حراسة الحدود لكي تمنع هؤلاء الأفارقة من التسلل داخل البلاد لو كانت عندنا حراسة في الحدود لاما تسللة هؤلاء الأفارقة داخل البلاد وأنتشرو بشكل مرعب . ننظر إلا دول الجوار هل يستطيع إفريقي أن يتسلل إلا هذه الدول ويفعل مايفعله في الجزائر . ومن أفرش البساط لهؤلاء الأفارقة الذين أصبح يتفنانون في تهريب خيرات البلاد إلا أوطانهم هو الشعب . لأن الشعب الجزائر كل من يأتي يتبكى بدموع التماسيح يفرش له البساط . سيأتي يوم الندم أيها الشعب الجزائري وأنت الخاسر ؟

  • الصيدلي الحكيم

    دائما أقولها.الخطر القادم من دول جنوب الجزائر من جميع النواحي.اذا استمر النسق على ما هو عليه ستصبح الجزائر بعد 10 الى 20 سنة دول يقطنها غالبية من ذوي البشرة السوداء.يجب طردهم فورا فهم خزان لجميع أمراض الدنيا.كما سبق لهم التورط في حالات سرقة و اغتصاب و تزوير كثيرة.

  • Haron

    لو كان الفقر رجلا لقتلته (عمر ابن الخطاب رضي الله عنه ) الفقر يجعلك تسرق تقتل تغش تتسول هذه الضاهرة تتحملها الدولة وايضا الاغنياء الذين اكلو رزق البلد بتبييض الاموال والهروب من الضرائب دون ان تحرك الدولة سلكنا ملحوضة: هذا الكلام موجه لكل دول العالم الثالث وليس فقط الجزائر

  • Hamid

    اغلب متسولي الطرق اغنياء و يملكون منازل و سيارات. كي تعطيو الصدقة اعطوها لدوي القربى او لسخص تعرفونه جيدا

  • خليفة

    انتشرت ظاهرة التسول بالجزاءر بشكل ملفت للانتباه ،سواء بين الاجانب او بين الجزائريين و من الجنسين و من مختلف الاعمار ،و قد اتخذها بعضهم وسيلة للكسب باستعمال عدة حيل كادعاء المرض او حمل وصفة طبية ،او حمل اطفال صغار..و الغريب في الامر ان بعض المتسولين اصحاء و شباب ،و كان يمكن ان يعملوا شيءا كان يساعدوا في حمل البضائع او يبيعوا الاكياس البلاستيكية او اشياء اخرى بسيطة عوض مد ايديهم للناس ،ينبغي ان يحصل الانسان على قوته و رزقه بعرق جبينه و بطرق معقولة يستحسنها الناس،اما انتشار الافارقة بالشوارع ،فهي ظاهرة غريبة و خطيرة خاصة مع انتشار جاءحة كورونا المتحولة ،و على الدولة مراقبة دخول هؤلاء و فحصهم جيدا و وضعهم في اماكن خاصة حتى لا يكون بوءرة لتفشي الوباء.