-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
التزامات وإصلاحات القطاع تتجسد ميدانيا

التعليم العالي.. قرارات جريئة ودعم مطلق من رئيس الجمهورية

إلهام بوثلجي
  • 5308
  • 0
التعليم العالي.. قرارات جريئة ودعم مطلق من رئيس الجمهورية
أرشيف

نجح قطاع التعليم العالي والبحث العلمي خلال أربع السنوات الأخيرة في تخطي عقدة الفشل والإضرابات التي ميزته طيلة عقدين من الزمن، وهذا بفضل القرارات الجريئة والدعم اللامشروط لرئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، الذي وضع الجامعة الجزائرية كأولوية ملحة ضمن برنامجه الرئاسي.
لم يكن الحلم مستحيلا هذه المرة لأن الوفاء بالوعود ليس إلا من شيم الكبار، وهو ما أكده رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون وجسده من خلال قراراته التي اتخذها خلال مجالس الوزراء المتعاقبة على مدار أربع سنوات من حكمه، لتجد طريقها للتطبيق فصارت حقيقة ملموسة لا مجرد وعود وقرارات، حيث آمن الرئيس منذ توليه سدة الحكم بأهمية التعليم العالي والبحث العلمي كركيزة لبناء الجزائر الجديدة والتغلب على الإشكاليات المعقدة في جميع المجالات.

تشجيع المقاولاتية وسط الجامعيين
كانت البداية بدعم الجامعة كقاطرة للتنمية الاقتصادية وإشراكها في خدمة المجتمع، حيث بادر الرئيس بمجرد تعافي البلاد من تداعيات جائحة كورونا إلى إرساء قواعد البحث العلمي المنتج، وتكريس مفهوم المقاولاتية في الجامعة، فكان ذلك واقعا قُطفت ثماره من خلال القرار الوزاري الذي أصدره البروفيسور كمال بداري سبتمبر 2022، حيث منح فرصة للطلبة والباحثين للإبداع في إنشاء مشاريع تخرج منتجة من خلال تحويلها لمؤسسات ناشئة أو مؤسسات مصغرة وبراءة اختراع، ليصبحوا بذلك خالقين للثروة وفرص العمل لا باحثين عن مناصب شغل، وهو ما ترجمته الأرقام المسجلة في أرض الواقع.
وتجاوز عدد الأفكار المبتكرة المسجلة خلال الموسم الجامعي 2022-2023 أكثر من 10 آلاف فكرة، فيما استطاع الطلبة مناقشة حوالي 2400 مذكرة مؤسسة ناشئة وتجسيدها، وكلها مؤشرات ثمنَها رئيس الجمهورية خلال لقائه بالشباب المقاول شهر نوفمبر المنصرم، قائلا:” إن الجامعة الجزائرية في الطريق الصواب كونها ولأول مرة تساهم في خلق الثروة ودعم الاقتصاد”، عكس ما كان عليه الأمر في السابق حيث ” كان الطالب يدخل الجامعة للحصول على شهادة ليقوي بعدها صفوف البطالين”.

البحث في خدمة المجتمع
وبالموازاة مع ذلك منح الرئيس الضوء الأخضر لمراكز البحث للمساهمة في إيجاد حلول للمشكلات الخاصة بالمؤسسات والمجتمع، وهذا من خلال رعاية البحوث ذات الأولوية الوطنية الكبرى، كالأمن الطاقوي والغذائي والبيئي والصحي، وكل هذا إيمانا منه بأن بناء المجتمعات وتطورها واستقرارها لن يتأتى إلا بالعلم والبحث.
فكانت قراراته في مجلس الوزراء محركا قويا للباحثين ومراكز البحث التي ظلت لسنوات طوال مُغيبة عن الساحة، من خلال اهتمامه بالتوجه نحو إنتاج الهيدروجين الأخضر والطاقات المتجددة والاهتمام بالفلاحة، حيث أمر بتاريخ 19 جوان 2022 بفتح المجال للمؤسسات الناشئة ومراكز البحث لإنتاج الهيدروجين الأخضر والطاقة الشمسية، وهو ما تجسد من خلال إدراج تكوين في هذا التخصص بـ 6 جامعات نموذجية خلال الموسم الجامعي الحالي، فيما تعددت قرارات الرئيس الرامية لتشجيع البحث العلمي الهادف سواء في قطاع الصحة أم الفلاحة وغيرها من المجالات.

الإنجليزية والرقمنة.. نحو جامعة عالمية
وبدأت خلال هذه الفترة معالم الجامعة الجزائرية الجديدة تبرز من خلال القرار الجريء الذي اتخذه الرئيس تبون بخصوص التحول نحو اللغة الإنجليزية من أجل الانفتاح على العالم، والبحث عن تصنيف كان قد ضاع في زمن التشبث بلغة المستعمر والانغلاق على المحيط، حيث أصدر قرارا بالانطلاق في التدريس باللغة الإنجليزية، وإدراجها في مرحلة التعليم الابتدائي بداية من السنة الثالثة، مع تعميمها في الجامعة من خلال تكوين الأساتذة وتشجيع التدريس بها.
فكان هذا القرار منطلقا للتوجه نحو تعزيز اللغة الإنجليزية في الجامعات، حيث باشر الوزير بداري في تجسيد تعليمات الرئيس من خلال تكوين الأساتذة وطلبة الدكتوراه منذ السنة الجامعية الماضية لينطلق التعليم بها رسميا خلال الموسم الجامعي الحالي، وهو ما يعد تحديا للتخلي عن اللغة الفرنسية تدريجيا وجعل الجامعة الجزائرية مرئية عالميا، وبالتزامن مع ذلك أعطى الرئيس دفعا قويا لرقمنة قطاع التعليم العالي من أجل مواكبة التطورات الحاصلة في العالم واللحاق بركب الرقمنة.

مدارس عليا للنخبة.. واستقطاب للأدمغة
ولم يكن الوصول لجودة التعليم العالي وإخراج الجامعة من دائرة الضياع سهلا لولا اهتمام الرئيس بنخبة الجزائر الشباب منهم، ومحاولة استقطاب الأدمغة المهاجرة، فأمر منذ توليه الحكم باستحداث عدة مدارس عليا في تخصصات مهمة كالرياضيات والذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا النانو والأنظمة المسيرة، التي أضحت تستقطب الناجحين في البكالوريا بامتياز، كما حث على إنجاز مدارس عليا أخرى كالأمن السبيراني وغيرها التي سترى النور قريبا، كما نجح بفضل سياسته الحكيمة والداعمة للبحث العلمي باستقطاب أدمغة الجزائر ليساهموا بعلمهم وأفكارهم في مشاريع البناء، وهو ما تجسد في منح عضوية المجلس الوطني للذكاء الاصطناعي لعدد من الباحثين الجزائريين المقيمين في الخارج من أجل الاستفادة من خبراتهم للتأسيس لهذا التخصص ودعمه، كما أمر بوضع بطاقية مرجعية للتخصصات العلمية لمعادلة شهادات الجامعات الأجنبية، بصفة آلية لحامليها من الجزائريين، لتسهيل عودة الكفاءات، والاستفادة من تكوينها العالي، وخبرات طلبتنا وأساتذتنا القادمين، من الخارج.

إصلاح جذري لنظام “أل أم دي” والعودة للكلاسيكي
وفي سياق الحديث عن الإنجازات والقرارات على سبيل المثال، فإن أهم قرار اتخذه الرئيس تبون لصالح قطاع التعليم العالي تمثل في دعم إصلاح نظام ” أل أم دي” الذي كان يشكل هاجسا كبيرا في خضم معركة الإصلاحات، فكان قراره حاسما ومنطلقا لورشة إصلاح كبرى ينتظر أن يعلن عن نتائجها قريبا، لاسيما أن الرئيس شدد على إعادة النظر في نظام ” أل أم دي” بصفة دقيقة وفق نظرة توافقية للأسرة الجامعية، وهو ما من شأنه أن يساهم في تدارك الثغرات التي جعلت الجامعة الجزائرية تتذيل الترتيب والتصنيف القاري والعالمي لسنوات، ودفعت الشباب الجزائري للهرب منها والهجرة للخارج.

توظيف الدكاترة البطالين… قرار تاريخي
ولأن الرئيس كان يعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه وأهمية الاستقرار الاجتماعي في قطاع التعليم العالي، فقد جاء قراره التاريخي بصيص أمل للآلاف من الدكاترة البطالين الذين عانوا من شبح البطالة لسنوات، فلأول مرة في تاريخ الجامعة منذ الاستقلال، أمر الرئيس بفتح مسابقة توظيف لحاملي الماجستير والدكتوراه، لاستيعاب 8 آلاف بطال من حاملي هذه الشهادات العليا.
وفي سياق ذي صلة، كان قد أمر بمراجعة أجور أساتذة التعليم العالي والباحثين الجامعيين على اختلاف درجاتهم العلمية، وهو ما سيصبح واقعا مع نهاية شهر ديسمبر الجاري بعد صدور القوانين الأساسية للأساتذة والباحثين التي طال انتظارها.

اهتمام بالطلبة الشباب..
ولأن الطلبة هم مستقبل الجزائر، فالرئيس عمل منذ توليه الحكم على الاهتمام بهذه الشريحة، حيث أمر بمراجعة شاملة لقطاع الخدمات الجامعية من أجل توفير كل الظروف لنخبة المستقبل للدراسة والنجاح، كما اهتم بتنشيط الرياضة الجامعية والتظاهرات الثقافية التي من شأنها أن تنمي روح المواطنة والمبادرة لدى الطالب، ولأنه يعي ظروف الطلبة الجزائريين فقد أمر منذ بداية الموسم الجامعي الجاري برفع المنحة من 1300 دج إلى 2000 دج شهريا ريثما يتم إعداد تصور جديد شامل لمنظومة الخدمات الجامعية في الجزائر.

ساسي: الرئيس أرسى رؤية جديدة لقطاع التعليم العالي
ومن جهته، وصف الدكتور عبد الحفيظ ساسي عضو الاتحادية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي ما حدث من تغيرات في قطاع التعليم العالي خلال أربع سنوات أخيرة من حكم الرئيس تبون بـ” روافع النهضة ” والتي تجلت في جميع القطاعات بما فيها التعليم العالي الذي حظي بالعناية الفائقة، حيث أرسى رؤية جديدة أنارت المسعى الاستراتيجي والخيار السديد، بما يترجم التزامه الرامي إلى الدفع بأدوار الجامعة لتكون قاطرة للتنمية وخدمة المجتمع، على حد تعبيره.
وأضاف ساسي، الأستاذ بجامعة تلمسان أنه ” انعكاسا لهذه الرؤية، عرف القطاع مسارا حافلا من التطلعات الطموحة والإنجازات المشهودة، في سياق لا يخلو من التحديات “.

قرارات تهدف إلى مواكبة ما يشهده العالم من تطورات
وثمن ممثل الاتحادية قرارات الرئيس لفائدة القطاع، قائلا: “خلال هذه السنوات تم توجيه مرفق التعليم العالي إلى وتيرة حثيثة سعيا إلى تجسيد مختلف الرهانات المرفوعة التي تشترط إرساء أدوار الجامعة المرتبطة بتلبية حاجات المجتمع والانخراط في المسعى التنموي الاقتصادي” وتابع:” كانت قرارات تهدف إلى مواكبة ما يشهده العالم من تطورات متسارعة وتطرح بواعث الانتقال إلى الاقتصاد المبني على المعرفة في سياق يُملي نحوا عمليا جديدا”.
وأشار ساسي إلى أن استراتيجية الرئيس المترجمة في برنامجه حملت لواء التنمية من خلال مؤشرات الارتقاء بالتعليم والبحث العلمي، والتطوير في مجالات التكنولوجيا والاتصال والرقمنة والذكاء الاصطناعي والابتكار الخلاق للقيمة المضافة والانفتاح على المحيط وتحقيق الجاذبية والمرئية على مستوى المجتمع العلمي الدولي.

الدينامية النشطة لقرارات الرئيس بدأت تتجلى ثمارها
وقال ساسي إن الدينامية النشطة لقرارات الرئيس بدأت تتجلى ثمارها على مستويات شتى، بداية من الذهاب نحو تجويد التكوين ومخرجاته إلى جانب الارتقاء بالحوكمة والتسيير الأمثل لشؤون البيداغوجيا والبحث العلمي، بالإضافة للتوجه نحو الرقمنة، فلقد شهدت الجامعة قفزة نوعية في هذا المجال، من أجل حرم جامعي ذكي يواكب التطورات التكنولوجية كأداة تسهم بشكل بارز في مرئية المؤسسات الجامعية، هذا بالإضافة إلى تجسيد استراتيجية أقطاب الامتياز بالشراكة مع المحيط الاقتصادي، كذا تحقيق إنجازات معتبرة في مسيرة خلق المؤسسات الناشئة، وتعزيز روح المبادرة لدى الشباب لولوج عالم الأعمال والمقاولاتية.
من جهة أخرى، لفت عضو الاتحادية إلى أن قطاع التعليم العالي شهد في ظل حكم الرئيس تبون انطلاقة نحو تعزيز اللغة الإنجليزية، من أجل تكوين يحقق الكفاءة التواصلية اللازمة لخريجي الجامعة ونفاذهم لعالم الأعمال والتفاعل الناجع، كما أن من الانجازات – يضيف المتحدث- تحسين مرئية المؤسسة الجامعية والبحثية والرفع من تصنيفها العالمي كما شهدناه مؤخرا، وهو ما يعكس -حسبه- نجاعة جهود الدولة في سبيل أن تلتحق الجامعة بالركب الدولي في البحث والتطوير، وهو حافز يعزز الثقة في الطاقات الجزائرية وقدرتها الأكيدة لخوض الرهانات.
وأضاف ساسي: “عرف القطاع في تلك الفترة جهودا معتبرة للوقوف على الطلب الاجتماعي وكذلك تعزيز التكوين المتواصل والتعلم المفتوح مدى الحياة بشكل يعكس مكانة الجامعة كمنارة تشع في المجتمع ومعبرا ضروريا للارتقاء في مجتمع المعرفة، ولقد شكل هذا المستوى أحد الورشات الدؤوبة لإصلاح التعليم العالي في الجزائر إلى جانب الورشات المذكورة والتي لم تغب عنها الجهود التشاركية”.
وأضاف:” أما على المستوى الاجتماعي والمهني، فلم تغفل هذه الديناميكية ضرورة الاهتمام بالمورد البشري والسهر على التطلعات الاجتماعية والمهنية للأسرة الجامعية” وفي مقدمة ذلك-يقول- ما أمر به رئيس الجمهورية في ما يخص مراجعة القوانين الأساسية والتي تم استكمالها في انتظار صدورها قريبا، وهي خطوة طالما تطلعت إليها هذه الشرائح منذ سنوات طويلة.
من ناحية أخرى، فإن ما أسداه رئيس الجمهورية من قرار تاريخي خلال اجتماع مجلس الوزراء يوم 14/05/2023 هو تجاوب أكيد مع انشغال شريحة واسعة من حاملي شهادة الماجستير والدكتوراه، وقرار يعكس أن حرص الدولة قائم ومستمر في جزائر جديدة تفخر بكفاءاتها المتضافرة من أجل رقي البلاد وازدهارها واستقرارها.

الاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين: الرئيس وعد فوفّى
وإلى ذلك، ثمن بوضياف عبد اللطيف عمر، الأمين العام للاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين، الإنجازات التي شهدها قطاع التعليم العالي مؤخرا، قائلا:” رئيس الجمهورية قد وفى بتعهده تجاه التعليم العالي من خلال التزاماته الـ 54 أثناء حملته الانتخابية، حيث رأت الرقمنة التي حرص عليها الرئيس في برنامجه أولى خطواتها للنور من خلال 50 منصة رقمية في التعليم العالي والبحث العلمي كلها تختص بخدمة الطالب والأستاذ والعامل على حد سواء.
ولفت بوضياف إلى استفادة القطاع من حصة الأسد في مناصب التوظيف ما انعكس إيجابا على عملية تأطير الطلبة، حيث تم توظيف أكثر من 12 ألف بين أساتذة جامعيين واستشفائيين جامعيين وباحثين دائمين، منهم 8 آلاف منصب كان من نصيب الدكاترة البطالين.
وثمن في السياق لفتة الرئيس تجاه الطلبة من خلال رفع قيمة المنحة، بالإضافة إلى الإبقاء على الطابع الاجتماعي لسياسة القطاع والذي يتجلى من خلال مجانية التعليم واستفادة الطالب من الخدمات الاجتماعية كالإيواء والإطعام والنقل وحتى البرامج الثقافية والرياضية، وهو ما يؤكد حرص الرئيس واهتمامه بالطلبة والقطاع.

اهتمام الرئيس تجلى من خلال الميزانية الضخمة
وقال الأمين العام للاتحاد الوطني للطلبة الجزائريين إن اهتمام الرئيس بالقطاع تجلى أيضا من خلال الميزانية الضخمة المرصودة له والتي تم تخصيصها للبحث العلمي، فضلا عن الاتفاقيات المبرمة مع عديد القطاعات من أجل الوصول إلى أعلى عدد من المؤسسات الناشئة أو اقتصاد المعرفة، وكلها مشاريع جاءت تنفيذا لتعليمات الرئيس من أجل خلق الثروة والخروج من النمط التقليدي للتوظيف.
كما أن هناك عدة اتفاقيات مع وزارة الشباب والرياضة لدعم المواهب الشابة، ومع المرصد الوطني للمجتمع المدني لجعل الطالب لبنة أساسية في تقوية الجبهة الداخلية، وكل هذه الإنجازات –يقول – تحسب للرئيس عبد المجيد تبون، لاسيما أن مليون و700 ألف طالب هو رقم يضاهي عدد دول، فيما تواصل الدولة التكفل بهم بيداغوجيا وثقافيا وخدماتيا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!