-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
دراسة لمعهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى:

التقارب الأمريكي مع الجزائر يُزعج النظام المغربي

محمد مسلم
  • 3085
  • 0
التقارب الأمريكي مع الجزائر يُزعج النظام المغربي
أرشيف

توقفت دراسة أمريكية متخصصة عند موقف الإدارة الأمريكية في عهد الرئيس الحالي، جو بايدن، من العلاقات مع الجزائر وارتباطات هذا الموقف من القضية الصحراوية، وسجلت التغيرات التي طرأت على تعاطي واشنطن مع القضايا التي تؤثر على العلاقات بين الجزائر والنظام المغربي.

والدراسة نشرها معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، وأعدها كل من سابينا هينبرج المختصة في القضايا المتعلقة بالتحولات السياسية في شمال إفريقيا، والحائزة على زمالة لما بعد الدكتوراه في “كلية الدراسات الدولية المتقدمة” في “جامعة جونز هوبكنز” الأمريكية، وأمين غوليدي الباحث في الجغرافيا السياسية والأمنية في جامعة “كينغز كوليدج” في لندن.
وتقول الدراسة إن واشنطن “تفاعلت بشكل نشط مع الجزائر، كما تبين من خلال زيارة نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي جوش هاريس إلى المنطقة في سبتمبر واجتماعه مع كبار المسؤولين الجزائريين وزعيم جبهة البوليساريو إبراهيم غالي”.
ولاحظت الدراسة أن “هذه الاجتماعات أظهرت أن الإدارة الأمريكية ستتّبع نهجاً دقيقاً تجاه نزاع الصحراء الغربية، مما يخفض سقف توقعات الرباط بدعم أمريكي مطلق بشأن هذه القضية”، كما توقفت عند هواجس النظام المغربي من العلاقات الجزائرية الأمريكية، التي تعيش نوعا من الزخم في عهد الإدارة الأمريكية الحالية ولاسيما في ظل التطورات التي تشهدها القضية الفلسطينية والقضية الصحراوية، ومما جاء في هذا السياق: “يمكن أن تؤدي حرب غزة وهجمات البوليساريو المتصاعدة إلى تعقيد هذه الإستراتيجية”.
وتمضي الدراسة موضحة: “قد يفسّر المسؤولون المتخوفون بشكل متزايد في الرباط المبادرات تجاه الجزائر وإبراهيم غالي (الرئيس الصحراوي) على أنها خروج عن التزامات الولايات المتحدة بموجب الاتفاق الثلاثي (اتفاقيات أبراهام بين النظام المغربي والكيان الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية)”.
ولم تستبعد الدراسة أن “يؤدي هذا التحول الملحوظ (في الموقف الأمريكي) إلى تقويض العلاقات الثنائية الأوسع نطاقا للمملكة مع كل من واشنطن والكيان الصهيوني”، أو بعبارة أخرى، أن النظام المغربي لا ينظر بعين الارتياح إلى العلاقات المتنامية بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية، والذي تجسده الزيارات المتكررة للمسؤولين الأمريكيين إلى الجزائر، وهو المعطى الذي لا يعكس أهداف التحالف الثلاثي تحت قبعة ما يعرف بـ”اتفاقيات أبراهام”.
وكان النظام المغربي قد راهن من وراء انخراطه في اتفاقيات أبراهام على سحب الولايات المتحدة الأمريكية إلى جانبه، بل ومحاولة دفعه إلى اتخاذ مواقف معادية من المصالح الجزائرية في ظل الأزمة المتفاقمة بين الجزائر والرباط منذ قطع العلاقات الدبلوماسية بينهما، غير أن واشنطن تركت النظام المغربي يندفع بقوة نحو التطبيع، حتى إذا وصل إلى نقطة اللارجوع، عادت إلى مربعها الأول والمتمثل في الحفاظ على خصوصية علاقاته مع الجزائر.
ويؤكد ما جاء في هذه الدراسة حصول تحول في الموقف الأمريكي في ظل الإدارة الأمريكية الحالية، والتي عادت إلى الموقف التقليدي لواشنطن من القضية الصحراوية، بمجرد أن غادر الرئيس السابق، دونالد ترامب، المكتب البيضاوي قبل أزيد من ثلاث سنوات، وهو التوجه الذي لم يعجب النظام المغربي ولكنه بقي عاجزا عن التأثير فيه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!