-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
حكومة ميلوني كانت "ضيف شرف" قمة منتدى الغاز

التقارب الجزائري – الإيطالي يتعزز بتأزم العلاقات مع إسبانيا

محمد مسلم
  • 1960
  • 0
التقارب الجزائري – الإيطالي يتعزز بتأزم العلاقات مع إسبانيا
أرشيف

تعمل إيطاليا على تعزيز روابطها الاقتصادية والطاقوية مع الجزائر باعتبارها الشريك الأول على صعيد التزود بالغاز كلما تعقدت أزمة العلاقات الجزائرية الإسبانية، هذا التوجه جسدته التصريحات التي صدرت عن الإيطالية، فانيا غافا، نائب وزير البيئة والأمن الطاقوي، في حكومة جورجيا ميلوني.
ومثلت الوزيرة الإيطالية، فانيا غافا، بلادها في القمة السابعة لرؤساء وحكومات منتدى الدول المصدرة للغاز، من 29 فبراير إلى 2 مارس 2024، بالجزائر، ودونت سلسلة من “التغريدات” على منصة “إكس”، “تويتر” سابقا على حسابها، عبرت من خلالها عن قناعة بلادها بأن يكون “الحوار بين المنتجين والمستهلكين للغاز، هو السبيل الأمثل لتحقيق الأمن والانتقال الطاقويين”.
ومنذ اندلاع الأزمة الدبلوماسية بين الجزائر ومدريد، قبل نحو سنتين، كانت إيطاليا هي البلد الأوروبي الأكثر استفادة من هذه الأزمة، واتضح ذلك من خلال الزيارات المتبادلة بين المسؤولين الجزائريين ونظرائهم الإيطاليين خلال السنتين المنصرمتين، وتكللت تلك الزيارات بالتوقيع على اتفاقيات عديدة في مجال الطاقة، جعلت من روما مركزا حصريا لتوزيع الغاز الجزائري في القارة العجوز.
وقبل اندلاع الأزمة المعقدة التي هزت العلاقات بين الجزائر ومدريد بسبب انحياز موقف هذه الأخيرة من القضية الصحراوية لصالح النظام المغربي، كانت إسبانيا هي مركز توزيع الغاز الجزائري في أوروبا، حيث كانت تستقبل الغاز الجزائري انطلاقا من أنبوبين، هما الأنبوب المغاربي الأوروبي، وميدغاز، الذي أصبح خارج الخدمة منذ نوفمبر 2021، بقرار من الجزائر بعد قطع علاقاتها مع النظام المغربي. فقد أنفقت مدريد العديد من ملايير اليوروهات لتجهيز بنية تحتية عملاقة لتخزين وتمييع الغاز الجزائري، قبل إعادة توزيع الفائض من حاجياتها نحو جيرانها الأوروبيين.
وتأكيدا للتغيرات الحاصلة في الموقف الجزائري من إسبانيا باتجاه يخدم إيطاليا، قالت الوزيرة الإيطالية، التي كانت ضيف شرف في قمة الجزائر للغاز “إن إيطاليا حاضرة بقوة في تحدي الطاقة. ولا يمكننا تفويت هذا الموعد”، وذلك في حصة لوكالة “نوفا”، مثنية على تقارب بلادها مع الجزائر.
كما قالت فانيا غافا إن “الجزائر التي وعدت بالمساهمة بمبلغ مليار أورو في خطة أنريكو ماتي، سيكون لها دور كبير في جعل إيطاليا مركزا للطاقة، وجسرا حقيقيا بين أوروبا وإفريقيا”، علما أن إيطاليا هي الدولة الغربية الوحيدة التي تمت دعوتها كضيف شرف لقمة منتدى الدول المصدرة للغاز بالجزائر.
وتهدف خطة أنريكو ماتي، وهو صديق الثورة الجزائرية والأب والمؤسس لصناعة الطاقة في إيطاليا إلى “تمويل مشاريع التعاون الإيطالي الجزائري المشتركة في البلدان الإفريقية، وخاصة في منطقة الساحل”، وهو رهان هام أيضا بالنسبة للجزائر بالنظر للتحديات التي تواجهها.
وبرأي المسؤولة الإيطالية، فإن أنبوب الغاز “ترانسميد”، التي يعتبر الأول من نوعه في العام، والذي يربط الجزائر بإيطاليا عبر التراب التونسي، “جعل من إيطاليا مركزا للطاقة، بسبب الغاز الذي سينقله يصل إلى النمسا وألمانيا”، وهو المسعى الذي ستواصل روما العمل عليه، تقول وزير البيئة والأمن والانتقال الطاقويين الإيطالية، التي أشادت بالشراكة بين شركة سوناطراك ونظيرتها الإيطالية “إيني”.
ووضع خط “ترانسماد” الذي يتكون من أنبوبين، الأول يعمل منذ 1983 والثاني منذ 1994، ويمتدان عبر الأراضي التونسية لنحو 370 كيلومتر، فيما يعكف الطرفان الجزائري والإيطالي على تجسيد مشروع “غالسي”، الذي طرح قبل أزيد من عقد من الزمن، غير أنه توقف بسبب إغراءات الغاز الروسي، الذي أصبح منذ الحرب الروسية الأوكرانية غير مرغوب فيه، ويتوقع أن يطاله المنع الكلي بحلول نهاية العام الجاري، وفق خطط الاتحاد الأوروبي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!