التلاميذ نزلاء مستشفيات وهران مهددون بالسنة البيضاء

يستنكر أولياء تلاميذ الطورين المتوسط والثانوي من نزلاء مستشفى كنستال المتخصص في طب الأطفال، مركز علاج السرطان بمسرغين، وكذا مصلحة جراحة الأطفال بمستشفى بلاطو الجامعي بوهران بغرض الاستشفاء، مرور خمسة أشهر كاملة على عدم تمدرس أطفالهم، بسبب غياب الأساتذة المنتدبين للإشراف على عملية التأطير البيداغوجي لصالحهم داخل المستشفيات.

ولا يستبعد مشتكون في تصريحات لـ “الشروق”، أن تضيع سنة دراسية كاملة من مسار التعليم النظامي على أبنائهم، ملقين كل اللوم والمسؤولية على مديرية التربية لولاية وهران، التي قالوا إنها وراء الوصول بعشرات التلاميذ الراقدين في المستشفيات، أغلبهم يدرسون في الطور المتوسط، إلى هذا الوضع الذي يعتبرونه كارثيا وعامل إحباط من شأنه التأثير أكثر على روحهم المعنوية وحتى على علاجهم، مع تكبيدهم معاناة إضافية غير تلك التي ساقها المرض إليهم، لاسيما أن التأخير الذي تعرفه إجراءات الانتداب التي دأب القطاع على ضمان سيرورتها كل موسم دراسي وبشكل منتظم إلى حد ما، من خلال توفير مدرسين من التعليم العمومي لضمان التمدرس العادي لهذه الحالات الخاصة من التلاميذ المرضى، قد بلغ مداه هذه المرة، حيث عرفت هذه العملية ولا تزال تعرف توقفا غير مسبوق منذ انطلاق الموسم الدراسي الجاري، مع مطلع شهر سبتمبر الفارط، إلى غاية كتابة هذه السطور، ما يعني انقضاء نصف موسم أبيض على كامل التلاميذ، منهم مرضى السرطان والقصور الكلوي.

وبحسب مصادر استشفائية، فإن البدء في التحرك والتفاعل مع الاضطرابات الحاصلة في تمدرس نزلاء المستشفيات في مرحلة التعليم المتوسط، التي لاقت استياء من طرف أولياء هؤلاء، قد تم سريعا من قبل مسؤولي بعض المؤسسات الصحية المعنية، على غرار المؤسسة الاستشفائية بوخروفة عبد القادر بكنستال، التي وجهت إدارتها إلى مديرية التربية لولاية وهران إرسالية محررة بهذا الخصوص بتاريخ 09ـ09ـ2019، وتم استلامها وفق ما يشير إليه وصل البريد الوارد بعدها بنحو 10 أيام، وكذلك تمت نفس الإجراءات من طرف مصلحة جراحة الأطفال بمستشفى بن زرجب الجامعي بتاريخ 04ـ12ـ2019، حيث أعلمت المؤسسات الاستشفائية المسؤول الأول عن قطاع التربية لولاية وهران بحاجتها إلى أساتذة ومؤطرين من أجل التكفل العلمي بالأطفال المرضى المقيمين لديها في إطار الإفراج عن مقررات الانتداب بعنوان السنة الدراسية 2019ـ2020، مشيرة إلى أن أعمار مرضاها تتراوح ما بين سن السادسة إلى الخامسة عشرة، بما يمثل الفئة التي تحظى بحقها الدستوري من التعليم الإلزامي والمجاني.

في المقابل، أوضحت مصادرنا بمديرية التربية لوهران أن خلفية حرمان التلاميذ المرضى الراقدين على أسرة المستشفيات مرده بالأساس عدم الإفراج عن مناصب الانتداب، مشيرة إلى أن هذا المشكل كان مطروحا بحدة بالنسبة لأساتذة التعليم المتوسط، لكنه قد عرف الانفراج مؤخرا، لتؤكد على أن نشاط الأساتذة المنتدبين سينطلق ابتداء من هذا الأسبوع إلى الأسبوع المقبل على أقصى تقدير، وهذا بالشروع في تنقلهم إلى المستشفيات المعنية لتقديم الدروس للتلاميذ المقيمين على مستواها لأجل الاستشفاء ـ حسب قول ذات المصادر دائما ـ.