-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الضحايا قضوا بردا وجوعا وسط البحر

التماس “عقوبات ثقيلة” للمتسببين في مقتل 20 حراقا بوهران

خيرة. غ
  • 602
  • 0
التماس “عقوبات ثقيلة” للمتسببين في مقتل 20 حراقا بوهران
أرشيف

التمست النيابة العامة لدى محكمة الجنايات الابتدائية بمجلس قضاء وهران، الثلاثاء، إدانة اثنين من منظمي رحلات الموت وشركائهم الموقوفين بـ15 سنة سجنا نافذا ومليوني دينار غرامة مالية نافذة، عن تورطهم ضمن شبكة إجرامية منظمة في المأساة التي اهتزت على وقعها وهران قبل نحو عامين، وخلفت 20 قتيلا هلكوا بسبب البرد وانخفاض حرارة أجسامهم بعد تعطل القارب الذي كان يقلهم إلى جانب 9 ناجين، وبقائهم لمدة ثلاثة أيام كاملة في عرض البحر.

وقائع هذا الملف تعود إلى تاريخ 18ـ12ـ2018 بعين الترك، عندما وصلت معلومات إلى الضبطية القضائية، مفادها قيام عصابة منظمة برحلة تهريب مهاجرين سرا عبر البحر انطلاقا من شاطئ الرأس الأبيض بوهران، يقودها المتهم المدعو (ز. هـ)، الذي لا يزال في حالة فرار، مع تعيين دليلين لرحلة الإبحار، ويتعلق الأمر بالموقوفين (ن. هـ) و(ب. ي)، وهذا على متن قارب نصف صلب كان يمتطيه 29 شخصا، منهم أطفال ونساء، والذي تعرض للتعطل، ثم انقلابه مع من كانوا عليه وهو في عرض البحر، ما تسبب في مصرع 20 ضحية، فيما تم إنقاذ 9 أشخاص على مستوى سواحل تنس.

وبعد التحقيق في الحادثة، تبين أن المدعو (ن. هـ) هو من كان يقود القارب، بينما أوكلت للمتهم (ب. ي) مهمة مساعدة هذا الأخير عند الضرورة، فيما مكنت تصريحات أحد الحراقة الناجين من كشف خيوط أخرى لهذه الشبكة، حيث قال أن المدعو (أ. د) هو من استلم منه مبلغ 40 مليونا نظير أن يكون له مكان في الرحلة السرية التي كان هذا الأخير بصدد التحضير لها، ليتم القبض عليه، وتتوالى بعدها التوقيفات التي طالت عددا من 5 من شركائه، فيما لا يزال 3 آخرين في حالة فرار، منهم صاحبي القارب المدعوين (ز. ل) و(ز. ج)، حيث كان لكل واحد من هذه الجمعية دوره في هذه العملية.

وأثناء المحاكمة، أخذ المتهمون يتقاذفون فيما بينهم التهم، ومنهم من زعم أنه كان ضمن فوج الحراقة، على غرار المدعو (ب. م. ع) حيث نفى المتهم الرئيسي (ب. م. أ) أنه منظم الرحلة، مصرحا أن القارب ملك للمتهمين الفارين (ز. ل) و(ز. ج)، فيما كان دوره يقتصر على جلب الزبائن لهما، ومطالبتهم بدفع ثمن الرحلة التي كانت تتراوح ما بين 30 مليونا إلى 35 مليون سنتيم عن الشخص الواحد، أما قائد القارب (ن. هـ) فقد أنكر معرفته بالمتهمين باستثناء (ب. ي)، الذي قال أنه هو من اتصل به وعرض عليه نقل الحراقة في مقابل قبض مبلغ 150 مليون مناصفة بينهما، وهو ما نفاه هذا الأخير.

وظل الاثنان يركزان على دورهما في إنقاذ طفلة لقي والداها حتفهما، في محاولة منهم استعطاف المحكمة بالقول أنهما بذلا ما في وسعهما لتبقى حية بعد صراع مع الموت دام لثلاثة أيام، وكانت الصغيرة حينها تنادي على أمها وأبيها، لكن هذه التصريحات اعتبرتها النيابة أهم نقطة تشير إلى الوزر الكبير الذي تقترفه شبكات تهريب البشر وما باتت تخلفه من مآس إنسانية واجتماعية تدمي القلوب والعيون.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!