التهاب أسعار اللحوم الحمراء وربع الجزارين أفلسوا!

حطمت اللحوم الحمراء الرقم القياسي في ارتفاع الأسعار، ما أجبر شريحة واسعة من الجزائريين على الصوم عن استهلاك هذه المادة، وتسبب في إغلاق ربع الجزارين لمحلاتهم، جراء انهيار القدرة الشرائية، التي أدخلت اللحوم الحمراء في قائمة الممنوعات.

رمرم: ثلاثة مستوردين يتحكمون في السوق والأعلاف ارتفعت بـ100 بالمائة

وفي هذا الإطار، أكد رئيس اللجنة الوطنية للحوم الحمراء، محمد رمرم، أن سعر اللحوم الحمراء الخاصة بالأبقار ارتفعت، السبت، في أسواق الجملة من 1050 دج إلى 1400 دج، وبلغ السعر في بعض محلات الجزارة 1950 دج بالنسبة لشرائح اللحم “الهبرة”، و1600 دج بالنسبة للحم المختلط بالعظم، وهو الأمر الذي يرجع حسبه إلى عدة أسباب، أهمها ارتفاع أسعار الأعلاف لمستويات “مجنونة” تجاوزت 100 بالمائة، حيث انتقل سعر القنطار من 3000 دج إلى 7000 دج، وهو الأمر الذي دفع الكثير من المربين إلى التوقف عن نشاط تربية الأبقار وإنتاج اللحوم الحمراء، متسائلا عن دور الوزارة في التكفل بمطالب توفير ودعم الأعلاف “التي تبقى السبيل الوحيد لتشجيع الإنتاج المحلي ومساعدة المربين على زيادة الإنتاج وخفض الأسعار”.

وأضاف رمرم في تصريح لـ”الشروق”، أن ثاني سبب لارتفاع الأسعار هو توقف نشاط عدد كبير من المستوردين، بسبب عدم تجديد السجلات التجارية، ما تسبب في القضاء على المنافسة في استيراد وتسويق اللحوم الحمراء، والإبقاء فقط على ثلاثة متعاملين “هم من يستوردون ويتحكمون في الأسعار، ما شجع ظهور الاحتكار وساهم في ارتفاع الأسعار التي أجبرت 25 بالمائة من الجزارين على غلق محلاتهم وتغيير النشاط بسبب تراجع استهلاك الجزائريين للحوم الحمراء جراء انهيار القدرة الشرائية”.

وانتقد رمرم الإجراءات التي فشلت حسبه في ضبط شعبة اللحوم الحمراء، وتمكين المواطنين من اقتناء هذه المادة بأسعار معقولة، والاكتفاء بحلول ترقيعية تعتمد على الاستيراد في المناسبات الدينية وإطلاق وعود بالتكفل بمشاكل المربين التي لم تتحقق منذ أكثر من 10 سنوات، مؤكدا أن ارتفاع الأسعار شمل لحوم الأبقار فقط، بينما بقيت لحوم الأغنام مستقرة.

ولمواجهة ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، اجتمع وزير الفلاحة والتنمية الريفية، محمد عبد الحفيظ هني، مع أعضاء من المجلس الوطني المهني المشترك لشعبة اللحوم الحمراء، الخميس، أين تم مناقشة عدة مشاكل تخص تنظيم أسواق اللحوم.

وأعلن الوزير أنه سيتم اتخاذ إجراءات ميدانية لصالح المربين والمتعاملين لرفع بعض العراقيل التي تعيق نشاط إنتاج اللحوم الحمراء، وذّكر بأهمية هذه الشعبة في تعزيز الأمن الغذائي وضرورة استغلال “القدرات الكبيرة” التي تتوفر عليها الجزائر لدعم الوفرة في السوق.

واستمع الوزير إلى انشغالات المهنيين، خاصة تلك المتعلقة بنقص الأعلاف وغلاء أسعارها، واحتكار المضاربين، وتنظيم المهنيين، إضافة إلى رفع بعض العراقيل التي تعيق نشاط إنتاج اللحوم الحمراء، كما ناقش بعض الحلول المقترحة للعراقيل المطروحة من قبلهم، مؤكدا انه “سيتم دراستها بكل جدية وستتخذ إجراءات ميدانية لصالح المربين والمتعاملين”.