التّكوين عن بُعد.. ملاذ الباحثين عن تعلم مهن جديدة

تشهد مراكز التكوين المهني عبر الوطن، إقبالا ملحوظا خلال السنوات الأخيرة، ومن مختلف الفئات، خاصة من الناجحين في شهادة البكالوريا والموظفين، الباحثين عن تعلم حرفة أو أخذ خبرة، للاندماج في سوق الشغل سريعا أو لتحقيق موهبة دفينة، وهو ما رصدناه بمركز التكوين المهني والتمهين عن بُعد، الذي يستقطب أعدادا معتبرة من الباحثين عن فرصة تكوين، ولكن عن بُعد.

انطلقت التسجيلات بالمركز الوطني للتكوين والتعليم المهنيين عن بُعد، (CNFEPD) الذي يُعتبر مؤسسة عمومية تتكفل بالنمط المختص عن بعد تحت وصاية وزارة التكوين والتعليم المهنيين، منذ شهر جويلية المنصرم، لتستمر إلى غاية شهر أكتوبر المقبل.

ويقدم المركز تكوينات للراغبين بنمط “عن بُعد”، هو ما يجعل الإقبال كبيرا على هذه الصيغة من التكوين، خاصة وأن طلبة وموظفين باتوا من الباحثين عن فرص التكوين خلال السنوات الأخيرة.

طلبة يتكوّنون في اختصاصات تناسب شعبهم الجامعيّة

وفي هذا السياق، أكد المكلف بالإعلام على مستوى المركز الوطني للتكوين والتعليم المهنيين عن بعد، جمال آيت صديق، في تصريح لـ ” الشروق”، أن الملاحظ من خلال قوائم المسجلين في المركز لهذا الموسم، وجود ناجحين في شهادة البكالوريا للدورة الأخيرة، الذين سجلوا في اختصاصات تتناسب مع الشعبة التي اختاروا دراستها في الجامعة، وخاصة الشعب التقنية، على غرار المحاسبة، البنوك والتأمينات.

آيت صديق: لدينا اختصاصات عديدة تتوج بشهادة دولة أو تأهيل

وبحسب محدثنا، يتميز المركز الوطني للتكوين والتعليم المهنيين عن بعد، بنظام بيداغوجي مرن، يعتمد على إرادة ورغبة المتربص في التعلم والتكوين ولكن عن بعد، وهو ما يضمن للمكوَّن اختزال المسافة والزمن، تحت شعار “تعلّم حيثما كنت ومتى أردت”.

إرسال دعائم مكتوبة وأقراص مضغوطة إلى المكوَّنين

وبخصوص أنواع الصيغ التعليمية، التي يقدمها هذا المركز، هنالك صيغة “عن بعد”، التي ترتكز على إرسال الدروس (دعائم مكتوبة أو أقراص مضغوطة) إلى الطالب، مُدعمة بتجمعات بيداغوجية في المركز. الصيغة الثانية هي بالتناوب أو المزدوجة، بمعنى الجمع بين التكوين عن بعد والإقامي (Alternée)

ولديهم صيغة التعليم الإلكترونية، التي ترتكز على وسائل تعليمية حديثة، عن طريق استعمال واستغلال تقنيات الإعلام والاتصال، وتلقين الدروس عن طريق الأرضية الإلكترونية للمركز. Plateforme

تكوينات متوّجة بشهادة تأهيل

ويضمن المركز تكوينات مختلفة، بحسب المكلف بالإعلام، وهي التكوين التحضيري المُتوج بشهادة دولة، التكوين التأهيلي المتوج بشهادة تأهيل أو متابعة، إضافة إلى التكوين المتواصل، من خلال أيام دراسية تكوينية وبحسب طلب المؤسسة.

وقال آيت صديق، بأن من المهام الأساسية لمركز التكوين المهني عن بعد، وتصميم البرامج والمحتويات البيداغوجية، وإعداد الوسائل التعليمية الضرورية والملائمة لمُجمل التخصصات المتوفرة، زيادة على إرسال الدعائم البيداغوجية إلى المتربصين، ممثلة في مطبوعات ورقية، أقراص مضغوطة، وتوفير أرضية إلكترونية.

ويُحضّر مؤطرو المركز المتربصين للامتحانات المهنية، مع ضمانهم تقييم مستوى معارف المتربص، بواسطة مراقبة منتظمة وتنظيم تجمعات بيداغوجية وتربصات تطبيقية دورية.

اتفاقيات مع مؤسسات عمومية لتكوين مُوظفيها

كما يقدم مركز التكوين المهني عن بعد، المساعدة للمؤسسات العمومية والهيئات الخاصة، في إطار عقود شراكة لضمان رسكلة أو تحسين المستوى المهني للعاملين بها.

وللمركز 9 ملحقات جهوية وعدة فروع، يُغطّي من خلالها كافة التراب الوطني، بغرض الاقتراب من جميع الفئات الباحثة عن فرص التكوين، التي تعترضها صعوبات وظروف للتنقل بشكل دائم، من طلبة أو عمال، نساء ماكثات في البيوت وحتى فئة ذوو الاحتياجات الخاصّة، إضافة إلى السجناء وغيرهم..

أما المستوى المطلوب للالتحاق، فابتداء من الرابعة متوسط (9 أساسي) فما فوق.

السّمعي البصري ومهن الإذاعة والتلفزيون واللغات الأجنبية

وعدّد محدثنا جملة التكوينات الموجودة في المركز، التي تغطي قطاعات عديدة، ويتعلق الأمر بتقنيات الإدارة والتسيير، السياحة والفندقة، الإعلام الآلي، مهن السمعي البصري، مهن الإذاعة والتلفزيون، اللغات الأجنبية، مهن ذات صلة بالنشاط الاجتماعي، النقل، الألبسة، الفلاحة، التجميل بأنواعه، الميداني العقاري، النظافة والأمن في المؤسسات.

وبخصوص التكوينات الأولية المتوجة بشهادة دولة، التي يوفرها مركز التكوين المهني عن بعد، يتعلق الأمر باختصاص الفندقة، تركيب وتصليح النظارات، إدراج البيانات، حلاقة النساء، حلاقة الرجل، تربية الحيوانات الصغيرة، البستنة، خياطة الملابس الجاهزة، المحاسبة، بنوك، تأمينات.