-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الثمن الباهض…

الشروق أونلاين
  • 1255
  • 0
الثمن الباهض…

محمد يعقوبي:yacoubim@ech-chorouk.com

أصبح الأطفال في الجزائر مهددين بكل أنواع الكوارث، فمن الإختطاف والقتل “العشوائي” غير المفهوم وغير المبرر إلى المتاجرة بالأعضاء البشرية، إلى الوفيات المشبوهة في المستشفيات، إلى استغلالهم في “العمالة غير الشرعية” إلى التسرب المدرسي المخيف الذي يتهدد أجيال المستقبل… وصولا إلى مظاهر البؤس والحرمان والإعتداءات التي تفرض على الأطفال فرضا وليس لهم فيها ذنب.هؤلاء الأطفال الذين نرسم لهم الصورة السوداء القاتمة هم أنفسهم من يسميهم الساسة وأصحاب القرار بـ “أجيال المستقبل” ولسنا ندري لماذا تعذب أجيال المستقبل بهذه الصورة، مادام الوطن بقضّه وقضيضه سيؤول إليهم في نهاية المطاف؟ حقيقة ثمة جمعيات مدنية تُعنى بالطفولة “وما أكثرها”، لكن حالها لا يختلف عن تلك الجمعيات التي تدافع عن الشيخوخة أو تلك التي تدافع عن المرأة الريفية أو تلك التي تستجدي الدعم المادي بلا هدف ولا رسالة، وكلها في النهاية، أو الغالبية الساحقة منها، مجرد هياكل تجارية تستغل الطفل، كما الشيخ، كما المرأة للحصول على المال..

وقد يهون كثير من مظاهر الجشع والاستغلال، إلا عندما يتعلق الأمر بالأطفال، لأن الموضوع مرتبط بمستقبل البلاد التي “ستتعوق” إذا كبر أطفالنا معوقون “فكريا ودراسيا وأخلاقيا”، وستستقيم إذا استقام عود الناشئة، أما أن تستمر وفيات الأطفال بهذا الشكل في مستشفياتنا دون مبرر ولا ضمير ويستمر إختطافهم وحرق أكباد أوليائهم، وأن يظل الأطفال يدفعون ثمن أخطاء الكبار “وما أكثر أخطاء الكبار في هذا الوطن” فإن الجميع سيدفع الثمن في النهاية وليس الأطفال فقط..؟

الحل ليس في لجان التحقيق وحدها، بل في ضرورة وجود سياسة وطنية محكمة تُعنى بأطفالنا وبمستقبلهم وتحميهم من كل المخاطر وعلى رأسها التسرب المدرسي، وفي غياب هذا الهم الوطني سنكون كمن يقتل مستقبله بيديه أو كمن يحفر قبر والده على اليمين وقبر أولاده على الشمال…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!