-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الثورة تبدأ في بيت “الخضر”

ياسين معلومي
  • 2340
  • 0
الثورة تبدأ في بيت “الخضر”

بعد نهاية كأس إفريقيا للأمم بمصر صائفة 2019، والتي عرفت تتويج المنتخب الجزائري بالتاج الإفريقي للمرة الثانية في تاريخه، كان الجميع يظن أن لاعبين مثل بلعمري ومبولحي وماندي وآخرين سيبقون لسنوات في المنتخب الوطني، ورياح التغيير لن تمسّهم ربما حتى إلى كاس العالم 2026، لكن يبدو أن ثورة التجديد بدأت بسرعة البرق، خاصة بعد الفشل في التأهل إلى مونديال 2022، إذ استدعى المدرِّب الوطني للمواجهتين أمام النيجر في إطار تصفيات كأس إفريقيا 2024 بكوت ديفوار، ستة لاعبين وهم غيتون وحجام وآيت نوري وشعيبي وبلعيد وبوعناني، في حين تأجل مرة أخرى الظهور الأول للاعب ليون حسام عوار.

في لقاء الخميس الماضي أمام النيجر أقحم الناخب الوطني ثلاثة لاعبين جدد وهم آيت نوري أساسيّا، وشعيبي وبوعناني بديلين، وبشهادة الجميع تمكّن الوافدون من إقناع كل الجزائريين، خاصة آيت نوري الذي لعب كامل أطوار المباراة وفي منصب بن سبعيني المرشح للعب مستقبلا في وسط الدفاع بعد تألق لاعب وولفرهامبتون الإنجليزي، أما الثنائي شعيبي وبوعناني فكانت لهما بصمة في الهدف الثاني الذي سجله محرز، وهو ما يدل على أن هؤلاء الذين رفضوا اللعب للمنتخب الفرنسي تركوا بصمتهم في أول مباراة وسيكون لهم شأنٌ كبير في المستقبل، وقد يبقى البعض منهم حتى كأس العالم 2034 بسبب صغر سنهم.

مردودُ المنتخب الوطني حتى وإن لم يكن مقنعا في مباراة النيجر، فإنّ الجميع بداية من بلماضي إلى اللاعبين وكذلك المتتبعين والأنصار، أثنوا على هؤلاء الشبان صغار السن الذين وفي أول خرجة رسمية تمكنوا من حجز مكانهم مستقبلا في التشكيلة الوطنية، وبعثوا المنافسة بين اللاعبين من جديد، كما وجّهوا بذلك رسائل إلى كل اللاعبين من مزدوجي الجنسية بأهمية اختيار المنتخب الجزائري الذي سيكون له شأنٌ كبير في المستقبل، خاصة مع قدوم عوّار الذي سيغيّر الكثير في طريقة اللعب هجوميًّا، بعد تراجع مستوى العديد من اللاعبين على غرار ديلور وبلايلي.

المنتخب الوطني الذي حجز مكانا له في “كان 2024” بكوت ديفوار، خاصة بعد فوز تنزانيا على أوغندا، قد يعيد أهدافه في الاستحقاقات المقبلة، وهذا بداية من العرس القاري القادم. ومع التغييرات التي تشهدها التشكيلة الوطنية لا بدّ من تحقيق الأهداف التي قالها بلماضي في ندوته الصحفية في سؤال حول تجديده للعقد إلى غاية 2026، وهي تحقيق الألقاب، والبداية ستكون في كوت ديفوار، لأننا اليوم نملك جيلا جديدا محفزا بإرادة فولاذية وتحد كبير، خاصة عندما يسمع رفقاء آيت نوري الانتقادات التي تطالهم من الصحافة الفرنسية، والتي تطعنهم يوميا في الظهر بسبب اختيارهم للمنتخب الجزائري على الفرنسي، غير أنهم تناسوا ما قاموا به تجاه بن زيمة أحسن لاعب في العالم والذي أخرجوه من الباب الضيق، وعوّار الذي لم يهضموا كيف بلاعب كبير مثله يغلق باب “الديكة” ويختار الجزائر.

نحن اليوم في مرحلة انتقالية، وعلى الجميع الاستعداد لمستقبل صعب، خاصة وأن العودة إلى سكة الألقاب ليست سهلة، لكن هذا الجيل من اللاعبين لا زالت ذاكرتهم تحتفظ بالتتويج بكأس إفريقيا بمصر في 2019، وصور دموع عطال وبونجاح، ودماء بلعمري، وخروج الجماهير إلى الشوارع وانتظار اللاعبين إلى ساعة متأخرة من الليل.. هذه هي حلاوة الكرة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!