الجالية الجزائرية بسوريا تشتكي ارتفاع تكاليف السفر
تشتكي الجالية الجزائرية بسوريا من غلاء أسعار تذاكر السفر، حيث لا تقل التذكرة في الخطوط الجوية الجزائرية عن 6 ملايين سنتيم، وهو مبلغ لا يتسنى لرب عائلة أن يدفعه للنزول بعائلته الكبيرة إلى أرض الوطن، لذا فهناك من مرت عليه 17 سنة دون أن يرى أبناؤه أرض أجداده.
-
شرح لنا واحد من أفراد الجالية الجزائرية بسوريا المعاناة التي يكابدونها في التنقل إلى أرض الوطن، وأوضح في اتصال بـ”الشروق” أن غلاء أسعار التذاكر حال دون أن يعود الكثيرون إلى الجزائر أو زيارتها، خاصة من لديه أبناء كثر.
-
وضرب المتحدث مثلا بأحدهم، إذ مرّت ستة عشر سنة دون أن يرى أهله بالجزائر، والسبب أبناؤه الأحد عشرة، إذ لا يتسنى له دفعه مبلغ 6 ملايين سنتيم كتذكرة لكل واحد منهم، وهذا ما جعله في معزل عن الأهل، خاصة في هذه الظروف الحرجة التي تمر بها سوريا من تدهور للأوضاع الأمنية.
-
كما يشتكي أفراد الجالية أيضا من غلاء احتساب الأمتعة بالخطوط الجوية الجزائرية، حيث تحتسب 11 دولار للكيلوغرام الواحد من الأمتعة، بينما لا تحتسبه الجوية السورية إلا بنصف المبلغ 5 دولار، وهذا ما يصعب أكثر تنقلهم، “فلا يعقل أن يعود من اغترب عن الوطن بكمية محدودة من الأمتعة، غير أن هذه الإجراءات تقيّدنا بالحد الأدنى حتى نتفادى التكاليف الباهظة الناجمة عنها”.
-
ومن بين من حاول أن يتفادى على الأقل نصف التسعيرة، واحد من أبناء الجالية احتار السنة الفارطة أن يعود إلى الجزائر برا، عبر سيارته، حسبما يرويه لنا محدثنا، فاستغرق عشرة أيام عبر الطريق، وأنهكه التعب طيلة قطعه لتلك المسافة، فحاول مرة أخرى أن يختصر على نفسه المشقة بالعودة عبر الخطوط الجوية الجزائرية وإرسال السيارة بالباخرة، فتكبّد جيبه ثمن سعيه للتقشف بقيمة نقل السيارة عبر الباخرة بعشرين مليون سنتيم!
-
وتحتار الجالية إلى من تتجه في مثل هذه الأحوال والظروف، وإلى من ترفع مطلبها، سيما والبلد يعرف حالة من التململ والاضطراب الأمني، في حين لا تتولى السفارة تدبير جزء من هذه التدابير، ولا تلتقي في الغالب بأفراد جاليتها، حتى في عزّ الأزمة التي تعرفها سوريا.