-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
من خيخون 1982 إلى الدوحة 2022

الجزائريون يحضرون المواعيد الكبرى حتى في غياب الخضر

ب. ع
  • 4702
  • 0
الجزائريون يحضرون المواعيد الكبرى حتى في غياب الخضر

لا يمكن أن تمرّ مباراة في مونديال قطر، من دون مشاهدة علم أو أعلام الجزائر في المدرجات، فهي ظاهرة تمضي سنتها الأربعين حاليا، فعندما دخل رفقاء رومينغي في 16 جوان 1982 ملعب خيخون، لمواجهة المنتخب الجزائري، في لقاء كأس العالم الأول، أصيبوا بالدهشة. إذ لم يتعد عدد أنصارهم في المدينة الاسبانية، أكثر من ألف مناصر، بينما قارب عدد المناصرين الجزائريين الثمانية آلاف مشجع، وقبل أن يعلن الحكم البيروفي بداية المقابلة، اقتحم أرضية الملعب شاب من قسنطينة يدعى عز الدين بهلول إمتهن بعد ذلك المحاماة، ورفض الخروج من أرضية الميدان إلا بعد أن رفع العلم وصاحب رفقاء ماجر وهم في عملية التسخين، وأخذ صورة بعلم كبير مع المنتخب الجزائري رغم منع دخول المناصرين في تلك الدورة بحزم، وبعد إعلان الحكم نهاية المقابلة بفوز تاريخي، عجز رجال الأمن الإسباني عن منع المناصرين الجزائريين من اقتحام أرضية الملعب، حيث حيّوا سرباح ورفاقه.

وعاد نفس المناصر بعد 32 سنة في البرازيل 2014 ليقتحم الملعب في ثلاث مناسبات حاملا العلم الجزائري ضد بلجيكا وروسيا وخاصة في لقاء الدور الثمن النهائي أمام ألمانيا حيث اقتادته الشرطة البرازيلية إلى قاضي التحقيق الذي قام بتغريمه بـ 500 دولار وهدّده بالطرد من الأراضي البرازيلية، وفي اللقاء الثاني في مونديال إسبانيا 1982 أمام النمسا، قام مناصر آخر باقتحام ملعب أوفييدو، بألوان الخضر الذين سيطر مناصروهم بالطول وبالعرض على مناصري النمسا، وقام المناصر العاصمي بأداء ركعتين في وسط الملعب، ومنع علي فرقاني قائد الخضر حكم اللقاء من توقيف صلاة المناصر الذي أخّر المقابلة بقرابة الخمس دقائق كاملة، وانتهت المباراة بهدفين للنمساويين، ثم التقط مصوّر المباراة دموع المناصر المصلي، وحافظ الأنصار على روحهم التشجيعية ضد الشيلي، حيث فاز الخضر بثلاثية مقابل هدفين.

وفي اللقاء الفضيحة بين النمسا وألمانيا، في خيخون، تواجدوا أيضا بقوة، وكانوا قد قادوا حملة احتجاج بالتصفير رفقة الإسبان، وحاول ثلاثة منهم اقتحام الملعب للاعتداء على أبطال الفضيحة، ولكن الشرطة الإسبانية منعتهم، وكما أحدث رفقاء بلومي المفاجأة أداء ونتائج، أحدث الأنصار أيضا مفاجأة كبرى حيث احتلوا المركز السابع بعد البلد المنظم وأنجلترا وحامل اللقب إيطاليا والمنتخب الذي بلغ النهائي ألمانيا وفرنسا التي بلغت النصف نهائي والبرازيل من حيث الحضور، ولو بلغت الجزائر مراحل متقدمة لكانت في المركز الثاني بعد إسبانيا.

الشاذلي بن جديد، ساعد المناصرين في سفرية إسبانيا، وساهم ارتفاع أسعار النفط الذي بلغ 40 دولارا في توفير سفريات في متناول الكثير من الجزائريين، حيث بلغ سعر رحلة الدور الأول عبر متابعة المباريات الثلاث، مع السفر عبر حافلة من خيخون إلى أوفييدو، ووجبتي العشاء والفطور وتذاكر الطائرة ودخول الملعب مبلغ 5800 دج فقط، ومبلغ 9200 دج لمن يريد متابعة كل المونديال إلى غاية المباراة النهائية، وللأسف فإن الجزائريين غابوا عن دورات إيطاليا 1990 وفرنسا 1998 وألمانيا 2006 وإلا كانوا قد استعمروا هاته البلدان بعشرات الآلاف من المناصرين، وحتى دورة روسيا السابقة وقطر الحالية، شهدتا تواجدا مميزا وكبيرا للجزائريين بالرغم من غياب الخضر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!