-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تونسيون يتحدثون عن تنامي دورها في المنطقة

الجزائر أصبحت قوة يصعب تجاوزها في القضايا الإقليمية

محمد مسلم
  • 3229
  • 0
الجزائر أصبحت قوة يصعب تجاوزها في القضايا الإقليمية
أرشيف
رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون

كيف قرأ التونسيون تصريحات الرئيس عبد المجيد تبون خلال زيارته إلى إيطاليا، والتي تحدث من خلالها عن مساعدة الجزائر بمعية إيطاليا، الجارة الشرقية للخروج من أزمتها الاقتصادية وإعادتها إلى “الطريق الديمقراطي”؟

من بين الكتاب والسياسيين البارزين في تونس الذين علقوا على تصريحات الرئيس تبون، الكاتب والناشط السياسي الصافي سعيد، الذي أعطى لتلك التصريحات قراءة مغايرة لتلك التي خاض فيها الكثير من نظرائه في الجارة الشرقية، قوامها السياسة البراغماتية الجديدة التي بدأها الرئيس تبون، والتي تنزع إلى حتمية الاستماع للموقف الجزائري في القضايا الإقليمية.

بالنسبة لهذا السياسي المعروف بمواقفه المثيرة، فإن الجزائر بدأت تمارس دورها كقوة إقليمية بالشكل الذي يتماشى وإمكاناتها ومواردها الطبيعية واستعداداتها البشرية المتنامية، على الأقل في المنطقة المغاربية، التي لا يتوقع أن تشهد أي مشروع من دون أن تكون للجزائر بصمات فيه.
ويعتقد الصافي سعيد أن عدم الاستقرار في كل من تونس وليبيا سينعكس سلبا على الاستقرار في الجزائر، ولذلك يتحدث المسؤولون في الجزائر، كما قال، عن ضرورة عودة الاستقرار إلى هذين البلدين، وقدر بأن الزيارات التي قادت الرئيس تبون إلى دول لها تدخل في الشأن الليبي، على غرار مصر وتركيا، مكنها من تحجيم دور فتحي باشاغا، الذي يسعى إلى فرض السيطرة على المنطقة الغربية في ليبيا، وإزاحة الحكومة المعترف بها دوليا، ممثلة في رئيسها عبد الحميد الدبيبة.

يقول الصافي سعيد في حوار لقناة إذاعية تونسية (راديو ماد) وهو يتحدث عن الشقيقة الكبرى لتونس كما تسمى هناك: “عدد سكان الجزائر حاليا يقتربون من الخمسين مليون نسمة، وبعد ثلاثين سنة، العدد سيصل إلى 100 مليون نسمة، باعتبارها تحصي أكبر نسبة من المواليد في العالم إلى جانب المملكة العربية السعودية، وذلك استنادا إلى القاعدة الديمغرافية التي تقول إن عدد السكان سيتضاعف بعد ثلاثة عقود”.

وقبل ذلك، “هناك المساحة الشاسعة التي تتوفر عليها الجزائر (الأولى إفريقيا وعربيا)، وموقعها المميز، فهي أقل بقليل من الهند، وأكثر من مساحة دول أوروبا الغربية مجتمعة (فرنسا وألمانيا وإسبانيا..)، ولها نخب قوية.. هذه قوتها”، يقول السياسي التونسي.

وبالإضافة إلى العامل الديمغرافي الذي يعتبر أكثر من مهم في مقومات النهوض لأية دولة مهما كانت، يقول الصافي الصافي سعيد، هناك مصادر الطاقة بشقيها الغاز والنفط، اللذان ارتفعت أسعارهما بشكل كبير وخاصة بعد اندلاع الحرب الروسية الأوكرانية، بالإضافة إلى الفوسفاط الذي ارتفعت أسعاره بـ4 مرات في الآونة الأخيرة.

وتحدث السياسي التونسي عن مقومات قوية تحوزها الجزائر على الصعيد الزراعي، من حيث الإمكانات وسياسة الدعم التي خصصتها الدولة للفلاحين المنتجين، والتي تعادل ما تشتري به الحبوب من الخارج، الأمر الذي مكنها من تحقيق إنجازات على هذا الصعيد.

وفوق ذلك، يرى الصافي سعيد أن الجزائر في عهد رئيسها الحالي، عرفت كيف “تنتقل من الدولة الإيديولوجية إلى الدولة البراغماتية”، بفضل السياسة المنتهجة حاليا، وذلك من خلال توظيف أوراقها الرابحة في الظرف والمكان المناسبين، والمتمثلة في ورقة الطاقة، في تعزيز مواقفها من القضايا الإقليمية التي تهمها، في الوقت الذي انتقلت فيه تونس، كما قال، من “الدولة البراغماتية إلى الدولة الإيديولوجية”.

وكان السياسي التونسي يشير ضمنيا هنا، إلى العقوبات التي فرضتها الجزائر على إسبانيا في مجال الغاز، وكذا تقوية علاقاتها الدبلوماسية والاستثمارية مع إيطاليا، التي تحولت إلى الموزع الحصري للغاز الجزائر في أوروبا، كما جاء على لسان الرئيس تبون خلال زيارته إلى إيطاليا.
موقع الجزائر القوي بفضل إمكاناتها وتفعيل السياسة القائمة على البراغماتية، وفق السياسي التونسي، مكنها من نسج تحالفات مع دول قوية مثل روسيا وإيطاليا، وكذا إقناع تركيا خلال زيارة الرئيس تبون إليها مؤخرا، باستثمار ما يعادل خمسة ملايير دولار في الجزائر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!