-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تأكيدا على ثقلها في المنطقة وآفاقها الاستراتيجية

“الجزائر الجديدة” في قلب التنافس الأمريكي الروسي

“الجزائر الجديدة” في قلب التنافس الأمريكي الروسي
أرشيف

أضحت الجزائر بمؤشراتها الجديدة في قلب “الصراع السياسي” بين الإدارة الأمريكية والكريملين، واجتهدت واشنطن وموسكو في التأكيد على متانة علاقتهما بالجزائر، وأنها “شريك استراتيجي” و”موثوق” ودولة فعالة في إرساء السلم والاستقرار في المنطقة، كما تحركت فرنسا لإعادة ترتيب علاقتها مع الجزائر، في الوقت الذي تذبل فيه علاقتها مع “ربيبها السابق” المملكة المغربية.
وكثفت إدارة الرئيس الأمريكي جو بادين، من تحركاتها تجاه الجزائر، وهو ما تجلى في التصريحات المتتالية لكبار المسؤولين في كتابة الدولة للشؤون الخارجية بخصوص الجزائر، وفي آخر فصولها وليس آخرها، ما خلص إليه اللقاء الذي جمع الأمين العام لوزارة الخارجية عمار بلاني، مع السفيرة الأمريكية إليزابيت مور أوبين، مساء الخميس، حيث نوّهت الدبلوماسية الأميركية بالجهود الحثيثة التي تبذلها السلطات الجزائرية من أجل تحسين مناخ الأعمال وزيادة تدفقات الاستثمار الأجنبي بالجزائر، مشيرة إلى أن الإيجابيات الكبيرة التي حملها قانون الاستثمار الجديد، لاسيما على صعيد الضمانات التشريعية والتسهيلات الجبائية الممنوحة للمستثمرين الأجانب، تثير اهتمام رجال الأعمال والشركات في الولايات المتحدة الأمريكية.
كما تطرّقت المحادثات الجزائرية الأمريكية للاستحقاقات القادمة في مجال التعاون الأمني بين البلدين، بهذا الخصوص، ثمّن الطرفان التعاون المثمر القائم بين الجزائر والولايات المتحدة الأمريكية في مجال مكافحة الإرهاب وجدّدا حرصهما على توطيده وتوسيعه، لاسيما في سياق الرهانات المحيطة بالوضعية الأمنية الهشة بمنطقة الساحل.
وفي المجال العلمي والثقافي، اتفق الطرفان على توسيع التعاون الثنائي في مجال تعليم اللغة الإنجليزية وأعربت السفيرة الأمريكية، في هذا الشأن، عن استعداد بلادها لمرافقة السلطات الجزائرية في جهودها الرامية لتعزيز مكانة اللغة الإنجليزية، لاسيما في أوساط الطلبة والباحثين الجامعيين.
على صعيد آخر، تبادل الطرفان وجهات النظر حول عديد المسائل الدولية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك، لاسيما تطوّرات القضية الصحراوية التي جدّد عمار بلاني بشأنها موقف الجزائر الثابت الداعم لكفاح الشعب الصحراوي المشروع من أجل نيل حقه في تقرير مصيره.
ولقد أشار الجانبان خلال النقاش المستفيض حول هذه المسألة إلى أهمية دعم جهود المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة لقضية الصحراء الغربية السيّد ستيفان دي ميستورا، الرّامية إلى تشجيع طرفي النزاع لإعادة بعث مسار المفاوضات الرامية إلى التوصّل إلى حلّ سياسي دائم ومقبول من الطرفين على أساس قواعد الشرعية الدولية والقانون الدولي.
والموقف الذي عبَّرت عنه واشنطن، يأتي بعد ساعات فقط، من مكالمة جمعت وزير الخارجية رمطان لعمارة، مع نائب كاتب الدولة الأمريكي، ويندي شيرمان، بمبادرة من هذه الأخيرة، سمحت بتبادل وجهات النظر حول العديد من القضايا ذات الاهتمام المشترك على الصعيدين الإقليمي والدولي، بما في ذلك على وجه الخصوص الوضع في مالي ومنطقة الساحل والصحراء، التعاون الدولي في مجال مكافحة الإرهاب، قضيتي الصحراء الغربية وفلسطين، إلى جانب الأزمة الحالية في العلاقات الدولية على خلفية الحرب في أوكرانيا.
وبهذه المناسبة، ثمن المسؤولان الآفاق الواعدة للعلاقات الجزائرية-الأمريكية واتفقا على تعميق الحوار الاستراتيجي على كافة المستويات بين البلدين بمناسبة الاستحقاقات الثنائية المقبلة.
ولا يمكن عزل التسابق الأمريكي نحو الجزائر، عمّا صدر من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، حول التهديدات الأمريكية بمعاقبة الجزائر، لرفضها دعم العقوبات ضدّ روسيا، والذي قال في تصريحات لقناة روسية “لقد سمعت أن مجموعة من أعضاء مجلس الشيوخ، قرابة 27 منهم، قد وجهوا رسالة خاصة إلى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن يعربون فيها عن انزعاجهم بشأن عدم انضمام الجزائر إلى العقوبات ضد روسيا، واقترحوا في الرسالة بهذا الصدد أن تتم معاقبة الجزائر تحت قانون كاتسا الذي يعني مواجهة خصوم الولايات المتحدة عن طريق العقوبات”.
وأضاف ردا على ما إذا كانت ضغوط الغرب ستؤثر على سياسة الجزائر نحو روسيا، قائلاً: “لدينا مقولة شعبية مفادها هاجمتم الشخص الخطأ… الجزائريون ليسوا ذلك الشعب الذي يمكن أن يملي عليه أحد ما يفعله بهذا الشكل، ولا يمكن أن ينتظر من الجزائريين أن يمتثلوا وينفذوا بإشارة يد من وراء المحيط توجيهات تتناقض بشكل مباشر مع مصالحهم الوطنية، الجزائر مثل غالبية البلدان، دولة تحترم نفسها وتاريخها ومصالحها التي على أساسها ترسم سياساتها”.
وليست أمريكا وروسيا، من وسعت تحركاتهما فقط لكسب الجزائر، الأمر الذي استوقف المجلة العريقة “ايكونوميست” وكتبت تقريرا قالت فيه إن “فرنسا تخلّت عن المغرب من أجل التقارب مع الجزائر، والسبب هو أن أوروبا تحتاج للغاز الطبيعي” ونقلت عن دبلوماسي فرنسي قوله “دينامكية غير عادية”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!