-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
سباق عالمي لأسواق القارة وقمّة سان بيترزبورغ تطرح الفرص

الجزائر.. بوّابة مفتوحة للاستثمار في إفريقيا

إيمان كيموش
  • 3110
  • 0
الجزائر.. بوّابة مفتوحة للاستثمار في إفريقيا
أرشيف

يُجمع خبراء على أن الجزائر يمكن أن تكون بوابة مفتوحة أمام مختلف دول العالم الطامحة لولوج أسواق القارة السمراء، والاستثمار فيها، سواء تركيا أو الصين أو أوروبا، وحتى روسيا التي نظّمت القمة الروسية الإفريقية الثانية بسان بيترزبورغ يومي 27 و28 جويلية الجاري، حيث اعترف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بمدى جاذبية الدول الإفريقية للاستثمار، ووعد بتموينها بالغذاء والأسمدة، ومنح 6 دول إفريقية فقيرة القمح مجّانا.
ويكشف رئيس المركز العربي الإفريقي للاستثمار والتطوير، أمين بوطالبي، في إفادة لـ”الشروق” عن توجّه وفد من رجال الأعمال والمتعاملين الاقتصاديين الجزائريين أعضاء بالمركز، يُقدّر عددهم بـ12، من المهتمين بالسوق الإفريقية والشراكة الروسية الإفريقية إلى سان بيترزبوراغ الروسية للمشاركة في القمة الروسية الإفريقية.
وتكتسي هذه القمة، التي مثّل فيها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، الوزير الأوّل أيمن بن عبد الرحمن، أهمية كبرى للاقتصاد الجزائري، يقول بوطالبي لـ”الشروق”، بالنظر إلى العلاقات الممتازة التي تجمع روسيا بالجزائر، وكون الجزائر تحتل موقعا ودورا استراتيجيا بالقارة الإفريقية ويمكن أن تلعب دور الوسيط في هذه العلاقة أو أن تكون بوابة الاستثمارات الروسية في إفريقيا.
وبهذا الصدد، يقول الخبير الاقتصادي، البروفيسور عبد القادر بريش، في تصريح لـ”الشروق” إن الجزائر تلعب دورا محوريا في القمة الروسية الإفريقية الثانية، فهذه الأخيرة يمكن أن تكون بوابة السوق الإفريقية أمام المستثمرين الروس، لاسيما وأن موسكو تتوجه اليوم نحو إفريقيا لإقامة شراكة حقيقية، وأبدت اهتماماه صريحا للتواجد في إفريقيا عبر مشاريع البنية التحتية والطاقة والغاز والمناجم والفلاحة والتكنولوجيا.
وقدّر بريش حجم التعاون الاقتصادي بين روسيا وإفريقيا خلال سنة 2022 بـ24 مليار دولار، كما قامت روسيا حسبه بمسح ديون دول إفريقية فقيرة عادلت 20 مليار دولار، وتدخّلت بشكل بارز لفرض الأمن على الأرض بمنطقة الساحل عبر قوات فاغنر في مالي، مشيرا إلى أن اهتمام روسيا بإفريقيا سينعكس إيجابا اليوم على الجزائر وبقيّة الدول.
وتبرز قُوّة إفريقيا اليوم، من إيلاء كل القوى الصاعدة في العالم اهتماما بدخولها للاستثمار، بما في ذلك أوروبا على رأسها فرنسا، وأيضا الصين وتركيا، أمّا بخصوص قمة روسيا ـ إفريقيا، فأوضح المتحدّث أن الجزائر ستكون في قلب الشراكة الإستراتيجية الروسية الإفريقية.
وعاد الخبير ليُذكّر أن الجزائر شريك استراتيجي لروسيا، فهذا التوافق حسبه، سيعزز دور الجزائر لقيادة العمل الإفريقي وتسترجع مكانتها ودورها في إفريقيا، وقد تلعب دور الوسيط وهمزة الوصل والمُسهّل بين موسكو وإفريقيا.
ومن جهته، يجزم الخبير الاقتصادي، مراد كواشي، في حديث لـ”الشروق” أن القمة الروسية الإفريقية الثانية تكتسي أهمية كبرى، حيث تشهد هذه الأخيرة مشاركة 49 دولة إفريقية، ويميزها حضور 27 رئيس دولة، في وقت يبحث الأفارقة اليوم عن تموقع متمركز في النظام الدولي الجديد في ظل حالة الاستقطاب التي يشهدها العالم، خاصة وأن الدول الإفريقية عانت من قبل من التبعية للدول الغربية، وجابهت استنزاف ثرواتها طيلة عقود من الزمن من الاستعمار.
وتبحث إفريقيا اليوم عن دعم روسي لمساعدتها على تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة، في قطاعات اقتصادية مهمة، على غرار التكنولوجيا والبنى التحتية والطاقة والتعدين والأمن الغذائي، حيث لا يُستبعد أن تكون الجزائر التي تربطها علاقات تاريخية بروسيا، بوّابة هذه الشراكة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!