الجزائر
في تقرير لمجلس الشيوخ الفرنسي تحوز "الشروق" نسخة منه:

الجزائر ترفض تحويل 194 مليار من باريس لتعليم الفرنسية!

حسان حويشة
  • 22996
  • 94
ح.م

عبرت السلطات الفرنسية عن انزعاجها مما وصفته “عراقيل وصعوبات” تعترض عمليات تحويل مالية إلى الجزائر، في إطار الدعم المقدم لبرامج تعليم اللغة الفرنسية في السداسي الأول من 2018، حيث إن العراقيل واجهت تحويل 14.36 مليون أورو لذات الغرض في 2017، ما يفوق 194 مليار سنتيم بالعملة الوطنية، في حين بقيت طلبات التحويل لسنة 2018 من دون أي رد من طرف السلطات الجزائرية.
وجاء هذا الانزعاج الفرنسي من خلال تقرير إعلامي لمجلس الشيوخ الفرنسي “السينا” حول شبكة تعليم الفرنسية في الخارج، أعده السيناتوران فانسون دولاهاي وريمي فيرو، باسم لجنة المالية في مجلس الشيوخ الفرنسي.
وتم تسجيل التقرير الذي تحوز “الشروق” نسخة منه واطلعت عليه، وورد في 118 صفحة، والمسجل لدى رئاسة “السينا” في 25 جويلية الماضي، وتم تقديمه ظهيرة يوم الأربعاء 29 أوت الجاري.
ولفت التقرير إلى أن رصد المخصصات المالية الموجهة لشبكة تعليم الفرنسية في الخارج تصطدم في بعض البلدان بصعوبات تنظيمية مرتبطة بالرقابة على حركة رؤوس الأموال، حيث تأتي تونس في المقام الأول ثم الجزائر من حيث المبالغ التي واجهت صعوبات في تحويلها، إضافة إلى خمسة بلدان أخرى عي المغرب وأنغولا والصين والبرازيل وفنزويلا بمبالغ متفاوتة من بلد لآخر.
وأوضح التقرير أن هذه الوضعية المتعلقة بصعوبة تحويل أموال إلى هذه البلدان لدعم شبكة تعليم الفرنسية بالخارج، تسببت في حدوث توتر بالنسبة للتدفق النقدي للوكالة الفرنسية لتعليم الفرنسية في الخارج المعروفة اختصارا بـ”AEFE”.
ويرى التقرير أن هذه الصعوبات ناجمة إما عن رقابة صارمة على عمليات صرف العملة أو عن تطبيق رسوم على التحويلات التي تعتبر منتجات ضريبية بموجب لوائح الضرائب المحلية في هذه البلدان.
وكشف التقرير أن هذه الوضعية عبر 7 بلدان بينها الجزائر تسبب في عدم تمكن الوكالة من تحصيل مبلغ 58.19 مليون أورو، منها 14.36 للجزائر و18.84 لتونس و2.79 مليون أورو للمغرب و9.73 لأنغولا و2.99 لفنزويلا و4.71 للبرازيل و4.77 للصين.
ويشرح التقرير أن التكلفة المالية لرواتب الموظفين في الشبكة عبر هذه البلدان تقدر بـ51.9 مليون أورو في سنة 2017.
وبالنسبة لحالة الجزائر يذكر التقرير الذي بحوزتنا، أن تراخيص تحويل العملة الصعبة من خلال الممثلية الدبلوماسية الفرنسية بالجزائر، كان في حدود 3.6 مليون أورو منذ 2017 لمدة عام واحد. ولفتت ذات الوثيقة إلى أن آخر طلب لإجراء تحويل مالي لصالح شبكة تعليم الفرنسية في الجزائر أن في ماي 2018، وبقي من دون أي رد من طرف السلطات الجزائرية.
وأظهر التقرير أن الثانوية الدولية الفرنسية ببن عكنون ألكسندر ديما، تحوي 1753 تلميذ منهم 799 يحملون الجنسية الفرنسية، إضافة لمدرسة حيدرة الصغيرة التي تعتبر شريكة لوكالة تعليم الفرنسية بالخارج، والتي تضم في صفوفها 208 تلميذ، بينهم 155 حاملون للجنسية الفرنسية.
وأنفقت ذات الوكالة حسب التقرير نفسه ما قيمته 2414.06 أورو على كل تلميذ في الثانوية الدولية للسنة الدراسية 2017/2018، دون احتساب قيمة المنح، وباحتساب الأخيرة فقد بلغت النفقات لكل تلميذ 2755.72 أورو.
وبلغت المساعدات الممنوحة لفرع الجزائر لوكالة تعليم الفرنسية في الخارج سنة 2017، نحو 4.235 مليون أورو، ما يفوق 57 مليار سنتيم، دون احتساب قيمة المنح، وباحتساب المنح فقد بلغت المساعدات 4.834 مليون أورو مال يفوق 66 مليار سنتيم.

مقالات ذات صلة