-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عطاف يطير من موريتانيا إلى مالي وفي يده ورقة التضامن

الجزائر تنجح في “تصفير” المشاكل مع جيرانها وتعزل المغرب

محمد مسلم
  • 3312
  • 0
الجزائر تنجح في “تصفير” المشاكل مع جيرانها وتعزل المغرب
ح.م

من العاصمة الموريتانية نواكشوط إلى العاصمة المالية باماكو وصل مساء الثلاثاء 25 أفريل 2023، وزير الشؤون الخارجية والجالية الوطنية بالخارج، أحمد عطاف، في زيارة عمل بصفته مبعوثا خاصا للرئيس عبد المجيد تبون. هذه الجولة تعتبر الأولى له منذ توليه هذا المنصب منتصف الشهر المنصرم.
الوزير عطاف وفور وصوله باماكو، استقبل من قبل نظيره المالي، عبدو اللاي ديوب، وذلك بحضور وزير الدفاع وقدماء المحاربين إلى جانب وزير المصالحة الوطنية المكلف باتفاق السلم والمصالحة في مالي المنبثق عن مسار الجزائر، وفق ما جاء في بيان لوزارة الخارجية.
وبين الجزائر ومالي علاقات خاصة ومتشعبة، فاتفاق السلم الذي يؤطر العلاقة بين الحكومة المركزية والفصائل الشمالية المتمردة، تم التوقيع عليه في الجزائر في عام 2015 برعاية أممية، وبفضل هذا الاتفاق، توقف الاقتتال في الشمال المتاخم للحدود الجنوبية للبلاد، كما لا تزال تصر على الحفاظ عليه، لما فيه من مكاسب ليس فقط لدولة مالي، وإنما لحاجة منطقة الساحل برمتها إلى الأمن والاستقرار.
زيارة وزير الخارجية إلى كل من موريتانيا ومالي، لم تكن مثل سابقاتها، أي زيارات من أجل المجاملة وتبادل القبلات وتعزيز العلاقات الثنائية، كما كان يصدر في البيانات التقليدية، وإنما فيها الكثير من الأشياء الملموسة التي تجعل من هاتين الدولتين الجارتين والفقيرتين تنتظران الكثير من جارتهما الكبيرة.
فقد استعرض الطرفان الجزائري والمالي، التعاون الثنائي في المجالات المتعلقة بالاتصالات السلكية واللاسلكية، الألياف البصرية، المحروقات، التعليم العالي، التكوين، ورفع عدد الرحلات الجوية نحو باماكو بغية جعل هذه الأخيرة قطبا جهويا قاريا، وفق ما جاء في بيان وزارة الخارجية.
وبرز هذا التوجه من قبل الدولة على صعيد سياستها الخارجية، منذ إنشاء الوكالة الجزائرية للتعاون الدولي من أجل التضامن والتنمية، وهي مؤسسة عمومية تابعة لرئاسة الجمهورية تأسست في 12 فبراير 2020، وقد خصص الرئيس تبّون مليار دولار لدعم التنمية في القارة الإفريقية السنة المنصرمة.
ما وعد به الوزير عطاف الموريتانيين نقله أيضا إلى السلطات المالية مع بعض الخصوصيات المتعلقة بالوضع الداخلي في الجارة الجنوبية، وهي الاستراتيجية التي سبق للجزائر أن تبنتها أيضا مع الجارة الشرقية تونس، لمواجهة أزمتها الاقتصادية الخانقة، بتقديمها قروضا وهبات، وتأجيل سداد مستحقات الطاقة، تضامنا مع الأشقاء في تونس.
وبفضل هذه الإستراتيجية التي تقوم على تقديس اعتبارات حسن الجوار والسخاء وعدم التعدي، تمكنت الجزائر من تصفير مشاكلها مع دول الجوار (الجمهورية الصحراوية، موريتانيا، تونس، مالي، ليبيا) وجعلها إليها أقرب في خلافها المزمن مع نظام المخزن المغربي، الذي بات اليوم جزيرة معزولة في محيط هائج. فالعلاقة بين الرباط وتونس في حكم المقطوعة، أما العلاقة بين الرباط ونواكشوط فتعيش حالة غير مسبوقة من الركود.
كما يؤشر اختيار الدول التي زارها وزير الخارجية، على معطى مفاده أن لمسة الوزير الجديد، التي لا تخرج عن إطار السياسة المرسومة في قصر المرادية، تستهدف تمتين العلاقات مع دول الجوار لتحصين الأمن والاستقرار في المنطقة المغاربية ومنطقة الساحل، حيث تمتد الحدود الجزائرية المترامية الأطراف، والتي لا تزال مستهدفة من قبل القوى الطامعة في ضرب استقرارها، لاعتبارات جيوسياسية، وطمعا في خيراتها التي تسيل لعاب كبار العالم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!