-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عبر زيارة روسيا ولقاء الصين وقمة سانبيترسبورغ ومراجعة 4 قوانين

الجزائر تُعزّز حظوظها في الالتحاق بـ “بريكس”

إيمان كيموش
  • 8039
  • 0
الجزائر تُعزّز حظوظها في الالتحاق بـ “بريكس”
أرشيف

يُجمع خبراء الاقتصاد على أن التحرّكات الأخيرة للجزائر من شأنها تعزيز حظوظها في الالتحاق بمجموعة “بريكس”، وفي مقدمة ذلك، الزيارة التي قادت رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى روسيا، وبداية التحضير للمشاركة في قمة روسيا إفريقيا قريبا، إلى جانب حضور رجال أعمال جزائريين لقاءات ثنائية مع منظّمات أعمال صينية بمقاطعة هونان، إضافة إلى مراجعة الحكومة لـ4 قوانين اقتصادية في الأشهر الأخيرة، وهي الاستثمار والصفقات العمومية والنقد والمصرف والعقار الاقتصادي.
وبهذا الصدد، يقول الخبير الاقتصادي كمال ديب في تصريح لـ”الشروق”، إن التحرّكات الأخيرة التي بادرت بها السلطات الجزائرية، تنمّ عن مساع كبرى لضمان التحاقها بمجموعة “بريكس”، إذ أن المؤشّرات الأوّلية توحي بقبول ملفنا كدولة ملاحظة قبل أن تضمن الجزائر عضويتها رسميا بالمجموعة في مراحل لاحقة.
وأشاد ديب بزيارة الدولة التي يقوم بها رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون إلى روسيا لـ3 أيام، وما انجرّ عنها من إتفاقيات اقتصادية وإثارة ملف “بريكس”، معتبرا أن الرئيس حظي بفرصة ليدعم مرة أخرى وبشكل مباشر ملف الجزائر المودع قبل أشهر، خاصة وأن روسيا والصين تعدّان أكبر دول المجموعة.
كما يشدّد نفس الخبير على أن زيارة الرئيس تبون، تدلّ أيضا على أن الجزائر دولة قوية تتمتّع بنية خالصة للدخول في شراكات إستراتيجية، مع دول تقاسمها نفس الطروحات والمبادئ الاقتصادية والسياسية، مُضيفا: “الجزائر اليوم تتمتع بفرص جيدة للتسويق لنموّها الاقتصادي ونيتها الصادقة في الانضمام إلى بريكس كعضو ملاحظ لتصبح كاملة العضوية في المراحل القادمة بطريقة سريعة، لما تحمله روسيا من قوة وزخم في المجموعة”.
ويؤكد ديب أن إصرار الرئيس بوتين على حضور الجزائر مؤتمر سانبيترزبورغ يعد مهما لمنح المسؤولين الجزائريين فرصة أخرى للمرافعة لصالح ملف الجزائر شهر جويلية المقبل، وهي قمّة روسية إفريقية للتنمية والأمن، وتحدّث عن مشاركة رجال الأعمال الجزائريين من تنظيم مجلس التجديد الاقتصادي الجزائري في لقاء أعمال هونان الصينية الأسبوع المنصرم، وهي أحد أعضاء “بريكس”، الأمر الذي يثبت التوجّه الشرقي للاقتصاد الجزائري بعد بداية الحرب الروسية الأوكرانية، وعزمها على الخروج من “دولرة” الاقتصاد، كما صرّح بذلك رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون بموسكو، ما يؤكّد رغبة الجزائر في المشاركة بإعادة ترتيب البيت النقدي العالمي.
ويعتبر الخبير ديب أن مراجعة الجزائر لقوانين الاستثمار والصفقات العمومية والنقد والمصرف والعقار الاقتصادي، وتشييدها لميناء الحمدانية، ومباشرتها مشاريع طرق مع دول إفريقية، واستمرار محاكمات الفساد لمنع التجاوزات التي تمس القطاعات الاقتصادية، وتشجيعها للمؤسسات الصغيرة والناشئة ورفع الصادرات خارج المحروقات، كلّها جهود تنمّ عن تحوّلها إلى قوّة اقتصادية إفريقية وتؤهّلها لتكون موطئ قدم بريكس بشمال إفريقيا.
من جهته، يؤكّد الخبير الاقتصادي عبد القادر برّيش في تصريح لـ”الشروق”، أن زيارة رئيس الجمهورية إلى روسيا أو القمّة الروسية الجزائرية، ستُعزّز حظوظ الجزائر في الانضمام إلى مجموعة “بريكس”، إذ ثمّن القضايا الاستراتيجية التي تم تباحثها بين الرئيسين والتوقيع على اتفاق الشراكة الاستراتيجية المعمّقة، والتي شملت عدّة مجالات حيوية ستمتّن العلاقات السياسية والاقتصادية وتزيد من دعم روسيا للملف الجزائري لدى “بريكس“.
وتمتلك الجزائر -حسب بريش- كل المقوّمات الاقتصادية والجيوسياسة للالتحاق بالمجموعة التي تعمل على إعادة التوازن لنظام الحوكمة العالمي بخلق عالم متعدد الأقطاب ومتوازن، بعيدا عن هيمنة الغرب بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، كما تعمل المجموعة بالدفع نحو تسريع إنشاء عملة احتياط ومدفوعات دولية للخروج التدريجي من هيمنة الدولار بالدرجة الأولى والأورو بدرجة ثانية على تدفّقات حركة رؤوس الأموال والتجارة الدولية.
ويتوقّع بريش أن تكون الجزائر حاضرة في القمة الثانية روسياـ إفريقيا، وهو ما اتضح حينما وجّه الرئيس الروسي دعوة مباشرة للرئيس الجزائري لحضور هذه القمّة، والتي ستكون محطّة لتقييم مستوى العلاقات والشراكة الإستراتيجية بين روسيا ودول القارة الإفريقية، مشددا على أن حضور الجزائر مهم بالنسبة لروسيا نظرا لاعتبارها بوابة إفريقيا وذات دور متنامي على الصعيد الدبلوماسي وعضوا فاعلا في منظومة الحوكمة الإفريقية وخاصة الاتحاد الإفريقي ومجلس السلم والأمن للاتحاد الإفريقي.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!