-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الناشط السياسي التونسي أنيس الخليفي لـ"الشروق":

الجزائر لعبت دورا متقدما في كل المحطات بالأزمة السورية

الجزائر لعبت دورا متقدما في كل المحطات بالأزمة السورية
أرشيف
الناشط السياسي التونسي أنيس الخليفي

يؤكد الناشط السياسي التونسي أنيس الخليفي، أن الجزائر لعبت دورا متقدما ومحوريا في كل المحطات ذات العلاقة بالأزمة السورية بداية من رفضها لقرار عزل سوريا عربيا وتجميد عضويتها في جامعة الدول العربية وذلك من خلال قرار إبقاء علاقتها مع سوريا رغم الضغوطات التي مورست عليها.
ويقول الخليفي في هذا الحوار مع “الشروق”، لقد تابعنا كيف عملت الجزائر بكل ما تستطيع لتأمين عودة سوريا للصف العربي أثناء إحتضانها للقمة العربية الأخيرة على أرضها وسعت في اتجاه إقناع الدول العربية بضرورة وضع حد لهذا الوضع الغير طبيعي في التعامل مع دولة محورية ومن المؤسسين لجامعة الدول العربية كسوريا.

شكلت الجزائر الاستثناء أبقت علاقتها مع سوريا ورفضت العقوبات العربية ضدها، كيف تقرأ سلوك الجزائر وتعاملها مع الأزمة السورية لحد الساعة؟

موقف الجزائر من الأزمة السورية كان موقفا مبدئيا منذ بداية الأزمة حيث تعاملت الجزائر مع الملف السوري برؤية إستراتيجية مبنية على إرث وتقاليد عريقة على مستوى العلاقة التاريخية القوية التي تربط البلدين والشعبين.
لعبت الجزائر دورا متقدما ومحوريا في كل المحطات ذات العلاقة بالأزمة السورية بداية من رفضها لقرار عزل سوريا عربيا وتجميد عضويتها في جامعة الدول العربية وذلك من خلال قرار إبقاء علاقتها مع سوريا رغم الضغوطات التي مورست على الجزائر من بعض الدول العربية .. لقطع العلاقة مع دمشق.
كما أن الجزائر كانت سباقة في كل اجتماعات جامعة الدول العربية ذات العلاقة بالملف السوري إلى المطالبة بإعادة سوريا إلى محيطها العربي إيمانا منها بصوابية رؤية لم الشمل العربي وتقوية الموقف العربي الموحد تجاه ما تواجهه الأمة العربية من محاولات إختراق وسيطرة خارجية ليس آخرها مواجهتها بكل قوة و إرادة لموجة التطبيع مع الكيان الصهيوني.
وقد تابعنا كيف عملت الجزائر بكل ما تستطيع لتأمين عودة سوريا للصف العربي أثناء إحتضانها للقمة العربية الأخيرة على أرضها وسعت في اتجاه إقناع الدول العربية بضرورة وضع حد لهذا الوضع الغير طبيعي في التعامل مع دولة محورية ومن المؤسسين لجامعة الدول العربية كسوريا.
والكل يعلم الفيتو الذي وضعته بعض الجهات لإفشال المسعى الجزائري في عودة سوريا إلى الحاضنة العربية.

بعد العمل الدبلوماسي الجزائري بدأت بعض الدول في إعادة تطبيع علاقتها مع سوريا، ومن ذلك تونس، هل نحن في حالة تصحيح خطأ ولماذا تأخرت الخطوة؟

بالنسبة لإعادة تونس علاقتها مع سوريا يمكن القول إن هذه الخطوة هي فعلا حالة تصحيح خطأ دبلوماسي فادح إرتكبه الرئيس السابق المنصف المرزوقي بإيعاز من حركة النهضة وحلفاءها ضمن أجندة خارجية كان هدفها إسقاط الدولة السورية لأسباب لا علاقة لها بمستقبل الشعب السوري بل هدفها تحقيق مصالح قوى خارجية دولية وإقليمية أرادت أن تستخدم موجة الربيع العربي لتغيير جيو استراتيجي يضعف دور سوريا في المنطقة ولما لا إنهاءه مهما كانت كلفة ذلك القرار على حساب استقرار الشعب السوري ومستقبله.
أما وقد استجاب الرئيس قيس سعيد لإرادة قطاع واسع من الشعب التونسي ممثلا بقوى المجتمع المدني وبعض الأحزاب ومعها المنظمات الوطنية الكبرى كالاتحاد العام التونسي للشغل والهيئة الوطنية للمحامين والإتحاد الوطني للمرأة التونسية الذين ضغطوا في اتجاه إعادة العلاقة مع سوريا، بادرت تونس وإن كان في خطوة متأخرة جدا مع الأسف لأخذ قرار رفع التمثيل الدبلوماسي مع سوريا لمستوى تعيين سفير للجمهورية التونسية في دمشق وإن كنا نتفهم حجم الضغوطات الخارجية التي مورست على تونس من أجل عدم تطبيع العلاقة مع سوريا وهي السبب الرئيسي الذي حال دون إعادة العلاقات طيلة هذه الفترة من استلام قيس سعيد زمام الحكم في تونس كما أن نفس هذه الضغوطات هي التي منعت الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي من إعادة العلاقة مع سوريا رغم قناعته بعبثية قرار قطع العلاقة مع الشقيقة سوريا.

بعض الأطراف تود الظهور بأنها هي من أعادت سويا لحضنها العربي رغم أن هذا الأمر كان نتاج عمل جزائري.. ما تعليقك؟

نعم نشهد اليوم تحركات ومواقف لأطراف عملت على عرقلة مشاركة سوريا في القمة العربية بالجزائر، والآن غيرت اتجاه سياستها في علاقتها بالملف السوري وأصبحت تقود مبادرات وتطرح رؤى لإعادة إدماج سوريا في محيطها العربي…!!
لسائل أن يتساءل ماذا حدث لتنقلب هذه الأطراف على موقف الأمس القريب من الموضوع السوري والتحجج به لاشتراط الانخراط في أي مجهود لإصلاح البيت العربي كما كانت ولا تزال تنادي به الجزائر في مواقفها المعلنة بقوة وبوضوح لتحاول اليوم السطو على مجهود سياسي ودبلوماسي راكمته الجزائر طيلة عقد وأكثر من عمر الأزمة السورية في محاولة لإعادة قراءة الوضع العربي وترميمه إنطلاقا من البوابة السورية جراء ما لحق به من دمار وإخفاق برسم طوفان ما سمي “بالربيع العربي”.
فشتان بين موقف جزائري سياسي أصيل واستراتيجي من القضايا العربية المصيرية برؤية مستقلة ومتحررة من الضغوط الخارجية، وموقف عربي موازي، أملته لحظة كارثة إنسانية أتاحت له الظهور وأمدته بأسباب الإعلان عن نفسه متخفيا برداء التضامن الإنساني في زمن سياسي عربي مازال يخشى الإصداع بما يفكر به خشية وإغضاب حلفاء ما وراء البحار.

بالعودة إلى تونس ما هو المأمول من خطوة تطبيع العلاقات؟

الٱن وقد تجاوزت تونس ما ارتكبه المنصف المرزوقي في حق العلاقة التاريخية بين الشعبين والدولتين التونسية والسورية فإننا ننتظر من وراء قرار الرئيس سعيد بإعادة الوضع مع دمشق إلى مساره الطبيعي أن يدعم هذه الخطوة بقرارات ذات صبغة إقتصادية وتجارية تدعم خطوات إخراج سوريا من عزلتها ومعاناة شعبها جراء الحرب والحصار المفروض عليها ظلما وغطرسة من طرف أمريكا والدول الغربية.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!