-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
مختصون يؤكدون أنّها في عين الإعصار

الجزائر مهدّدة بانتشار “جدري القردة”

كريمة خلاص
  • 21518
  • 0
الجزائر مهدّدة بانتشار “جدري القردة”
أرشيف

لم يمهل فيروس جدري القردة العالم طويلا لاسترجاع أنفاسه من حرب شرسة مع فيروس كورونا، لتظهر تهديداته من جديد على البشرية جمعاء بعد تفشي عدواه في مختلف أنحاء العالم.
وتعتبر الجزائر، برأي عديد المختصين من الدول المهددة بظهوره وانتشار عدواه لانفتاح حدودها البرية والجوية مع الدول التي سجلت فيها أولى الإصابات، خاصة الأوروبية التي ترتفع معها الحركية السياحية والتجارية مع بداية موسم اصطياف سيكون استثنائيا بعد 3 سنوات من الغلق.

تسارع وتيرة الانتشار تهدد بتطور الجائحة
وفي هذا السياق، أكّد الدكتور محمد ملهاق الباحث في علم الفيروسات والبيولوجي السابق في مخابر التحاليل الطبيّة، في تصريح للشروق، بأنّ وتيرة انتشار جدري القردة في العالم تهدد بتطوّره إلى جائحة، خاصة بعد انتشاره في القارتين الأمريكيتين وفي استراليا وأوروبا بالإضافة إلى تواجده في غرب إفريقيا “الموطن الأصلي له”.
وأفاد ملهاق أنّ الجزائر لم تسجل إلى غاية الآن أية حالة رسمية، لكنها تتواجد في عين الإعصار لامتلاكها حدودا مفتوحة مع دول فيها إصابات وتزداد الحركية وعدد الجالية بها.
وقدم المختص في علم الفيروسات خصائص علمية عن الفيروس الشبيه بفيروس الجدري الذي تسبب في عدة أوبئة وتم القضاء عليه عام 1980.
ويعود ظهور فيروس جدري القردة إلى عام 1958 لدى الحيوان، وسجلت أول اصابة عند البشر عام 1970 في الزائير “الكونغو الديمقراطية” وسجل بها وباء بين عام 1996-1997 ليعقبها ثاني وباء في الولايات المتحدة الأمريكية في بدايات الألفينات.
ومنذ ذلك بقي الفيروس متوطنا في افريقيا الغربية من دون انتشار، ويشير ملهاق إلى ان حالة القلق لدى المختصين ناجمة من انتقالها إلى دول عديدة، حيث ظهر لأول مرة مؤخرا في 5 ماي بالمملكة المتحدة “بريطانيا” وانتقل إلى دول اخرى منها السويد وإيطاليا واسبانيا.

الفيروس ينتقل عبر السوائل البيولوجية والمخاطية
وتتمثل أهم طرق العدوى في ملامسة الأشخاص بشكل وثيق جدا وعن طريق قطرات لعاب كبيرة وكذا العلاقات الجنسية، فالفيروس ينتقل بشكل أخص عبر السوائل البيولوجية والمخاطية أو تناول لحوم غير مطهية جيّدا لحيوانات مصابة او ملامسة حيوانات مصابة.
وتمتد فترة حضانة الفيروس في الجسم من 6 – 16 يوما وهو يشبه في أعراضه الجدري، غير أنّه أقل حدّة منه.
وقسّم المختص ملهاق ظهور الأعراض على مرحلتين، الأولى تسمى مرحلة الغزو، ومن أهم الأعراض التي أشار إليها نذكر الحمى والصداع والوهن وآلام العضلات والظهر وتضخم الغدد اللمفاوية التي تعتبر استجابة مناعية، وتسمى المرحلة الثانية بمرحلة الطفح الجلدي تظهر أثناءها بثور وحويصلات سائلة “على الوجه وبقية الأطراف العلوية والسفلية”.
وتختفي هذه الأعراض خلال فترة تتراوح بين 15 إلى 21 يوما وعادة ما يقدم الأطباء علاجات للأعراض في غياب دواء خاص بالفيروس أو علاج للقضاء عليه.
ويتم تشخيص الإصابة بالمرض عن طريق الاختبارات الإكلينيكية “مراجعة الطبيب والاستفسارات التي يقوم بها للمصاب” بالإضافة إلى الاختبار الفيروسي الذي يجرى في المختبرات الذي يحتاج لكواشف خاصة كما يمكن لتحليل “البي سي آر” الكشف عنه وهو ما تتوفر عليه الجزائر، حيث يعتبر أكثر دقة وسرعة.

رفع حالة التأهب على الحدود وفي المطارات.. ضرورة
ودعا الدكتور ملهاق السلطات الجزائرية إلى الحفاظ على درجات الحيطة والحذر على مستوى المطارات والحدود البرية والبحرية، خاصة في فترة الاصطياف التي تزداد الحركية فيها للترصد لدخول أية حالة بغية عزلها وتجنب احتكاكها مع الآخرين مع إخضاع جميع من احتك بها للتحقيق الوبائي، موضحا بأن الجزائر تتواجد أصلا في حالة تأهب مع فيروس كورونا وبالتالي فإنها تتوفر على آليات الرقابة والمتابعة ولها من الخبرة ما يجعلها قادرة على تحديد الحالات المشتبه فيها.

خياطي: “الجزائر مهددة بظهور الفيروس في أي لحظة”
من جانبه، أكد البروفيسور مصطفى خياطي، رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث “فورام” أن “الجزائر مهددة بعدوى جدري القردة في أي لحظة، وان الأمر مسألة أيّام أو أسابيع، فكل المؤشرات توحي بذلك وزادها تسارع وتيرة الإصابات وانتشار حالات العدوى في دول عديدة وقريبة من الجزائر، فالفيروس لا يحتاج تأشيرة للتنقل ولنا في تجربتنا مع كورونا المثال الأكبر”.
وتشابه أعراض الفيروس أعراض كوفيد19، حسب ما أوضحه خياطي، غير أنّها تتطور أكثر لتمتد إلى ظهور “حبيبات على الجلد” بشكل لافت جدا، وتطور الوضع الصحي لهذه المرحلة هو ما يؤكد إكلينيكيا التشخيص، غير أنّ الأمر يحتاج إلى تعزيزه باختبار في المخابر الطبية باستخدام كواشف خاصة، دعا القائمين على الصحة في الجزائر إلى المسارعة لامتلاكها.

اطمئنوا.. الفيروس أقل عدوانية وشراسة
وقلّل البروفيسور خياطي من حالة الهلع والخوف التي تتملك الجزائريين، فالفيروس حسبه أقل شراسة وعدوانية من الجدري الذي عرفه الجزائريون في السبعينات والثمانينات، باستثناء ما قد يحدثه من مضاعفات لذوي المناعة الهشة من مسنين وأطفال وحوامل ومرضى مزمنين، لكنّه يتطلب الحذر في التعامل والسرعة في التكفل والعلاج، مذكرا بأن 14 بالمائة من حالات العمى في الخمسينات كان مصدرها داء الجدري.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!