جواهر

الجلباب وأحمر الشفاه!

الشروق أونلاين
  • 9958
  • 22
ح.م

سألتني إحدى الصديقات في ذهول: “رأيت متجلببة تضع أحمر الشفاه، فهل كنت أرى بوضوح وهل هذا من المعقول؟!”.. ضحكت وقلت لها: أنت لم تري شيئا يا عزيزتي لأن واقع الجلباب كارثي ونجم الحياء في أفول، فدمعت عيناها وسألت مجددا: كيف نعيد للمرأة المسلمة رشدها وصوابها إذا، هل من لبيب يجود علينا بأنجع الحلول؟؟؟

تركتها تتأسف على واقع المسلمات الذي إن دل على شيء فإنما يدل على تأثرهن بالمسلسلات واتباعهن للموضة وآخر الصيحات، ورحت أسترجع صور بعض المتجلببات اللواتي صادفتهن من قبل في حياتي واللواتي كنّ أقرب للمتبرجات منهن إلى المستورات..

تذكرت واحدة كانت تضع ماكياجا صارخا يليق بالعرائس في ليلة العمر، وأخرى تختال بجلبابها الأحمر، وأخرى تستعرض كامل زينتها وأناقتها وبطبيعة الحال لم تنس العطر، وليس أي عطر وإنما باريسي أصيل يشم ريحه من عشرات الكيلومترات ويدوم لساعات وساعات ويزيغ النظر..

تذكرت نماذجا كثيرة، استفزني في السابق منظرها لعلّ الوحيدة التي لازلت أتساءل بيني وبين نفسي عن مدى صحتها العقلية، تلك التي كانت تنمص حواجبها في حافلة نقل عمومي، والتي أصابت الركاب بالدهشة وجعلتهم يهمزون ويلمزون ويقولون: “ما الذي تفعله هذه المتجلببة؟” لتزيد حيرتهم حيرة بإخراجها أدوات عجيبة غريبة وتبدأ عملية دهان الوجه وطلاء الأظافر وتثبيت الرموش وتصعقهم أخيرا بجملة: “غير الخير كل واحد حر واش يدير”!!!

إن المتابع لشؤون الواقع وأبسط تفاصيله وتصرفات بعض الأشخاص، يمكنه أن يرى بوضوح أن المتجلببة المعاصرة اعطت لنفسها حق التنويع في تفصيل جلابيبها وألوانها لأقصى حد، وأن تواكب الجديد وتختار أحذية تتماشى مع حقائب اليد والسترات المفصّلة لانحناءات الجسد.. يمكنه أن يدرك بأنها اباحت لنفسها أن تضع العطر والماكياج وتسترسل في الكلام مع الرجال دون قيد..

لقد أباحت لنفسها الكثير من المحظورات والتجاوزات الشرعية التي لا يمكن لأحد إغفالها، لكنها بالمقابل لا تتوانى عن الفتوى في أمور أخرى، فتراها تحلل ما تشاء وتحرم ما تشاء، وتدخل من تشاء الجنة ومن تشاء النار، وكأن بيدها صكوك الغفران، ولا يسعنا هنا إلا أن نقول لها ولمثيلاتها: “أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض”..

مقالات ذات صلة