-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الجماهيرية.. وقصة الزحف الأخضر

‬فوزي أوصديق
  • 7210
  • 0
الجماهيرية.. وقصة الزحف الأخضر

ليبيا… الدولة الجارة والجائرة عليها زرتها العديد من المرات، سواء كأستاذ جامعي، أو كعضو في اللجنة الإسلامية للهلال الدولي، أو في إطار العمل الإنساني … وقد تربطني العديد من الصداقات مع الإخوة الليبيين … وكانت زيارتي الأولى الاستكشافية “للجماهيرية” أثناء الحصار … مما سمح لي بزيارة ليبيا براً، إبتداءً من مطار جربة بتونس…

  • وقد تعرف دخولك للجماهيرية براً من خلال الأنوار الخضراء فهو الرمز “الوطني” … وقد تبهر أثناء دخولك للطرقات التي أعتبرها ممتازة، وكانت اقامتنا في فندق     ” المهارى ” او ” الفدق الكبير ” وهو على جنب من الساحة الخضراء والتي تحتوي على العديد من المعالم التاريخية أهمها المتحف الوطني الذي يحكي تاريخ ليبيا؛ وتاريخياً اسم ليبيا أطلق على الإقليم الواقع في شمال افريقيا بين مصر وتونس، نسبة إلى قبيلة الليبو الليبية التي سكنت هذه المنطقة منذ آلاف السنين، وقد عرفت الوجود القبلي البربر، والفينيقيين، والرومان، والوندال، والبيزنطيين والعرب المسلمين الفاتحين.
  • وقد تعرف ليبيا الحالية لدى البعض بطرابلس الغرب أو برقة، بحكم توجد طرابلس الشرق في لبنان، وكانت لنا زيارة مؤثرة إلى ضريح الشهيد عمر المختار، والذي قاوم بشراسة فترة الاحتلال الإيطالي (1911 ــ 1945)، وفي إطار هذه الزيارات المؤثرة، كانت لنا كذلك وقفة في بيت القائد معمر القذافي، وشروحات حول الاعتداء الأمريكي. ومن المفارقات الليبية مثلاً، ان التقويم الليبي الشمسي مبني منطلقاته على أساس وفاة الرسول (صلى الله عليه وسلم) التي كانت سنة 632 من الميلاد المسيحي، باعتبارها الحدث الأهم الذي انقطع فيه الاتصال والتخاطب بين السماء والأرض، وحتى تسمية الشهور الشمسية مختلفة؛ فعلى سبيل المثال النار (يناير)، النوار (فبراير)، الربيع (مارس)، الطير (إبريل)، الماء (مايو)… واثناء تواجدنا في ليبيا كانت لنا العديد من النشاطات، سواء في جامعة الفاتح بإلقاء محاضرة حول القانون الدولي الإنساني، أو من خلال جامعة ناصر الامامية، والتي كانت عملية لترويج الفكر القومي والوحدوي، أو من خلال تنشيط بعض الندوات المقامة لمؤسسة شمال ـ جنوب… إلى جانب ذلك، تربطنا العديد من الصداقات، سواء مع الهلال الأحمر الليبي الذي يلعب دوراً ريادياً في العمل الإنساني على المستوى الدولي، أو الهيئة الليبية للإغاثة، أو من اللجنة الإسلامية للهلال الدولي، إحدى مؤسسات منظمة المؤتمر الإسلامي، ومقرها الرئيسي في مدينة بنغازي. وإنني لن أعرج عن العمل الإنساني دون ذكر منظمة الدعوة الإسلامية العالمية التي تلعب دوراً حيوياً في نشر الإسلام واللغة العربية في انحاء العالم؛ وذلك ما لمسته خلال جولاتي العديدة بالتكفل ببرامج ريادية من خلال المكاتب العديدة أو من خلال أفرادها، ودون أن ننسى معهدها الموجود في مقرها الرئيسي ومجلتها “التواصل” التي تقوم بعمل جبار من أجل إعلاء كلمة الله.
  • وأثناء إقامتي المتعددة، ما لا يقل عن ثلاث مرات أثناء الحصار أو بعدها، حاولت فهم طبيعة النظام السياسي الجماهيري الذي يعتمد على الديمقراطية المباشرة، من خلال إرساء فكرة المؤتمرات الشعبية الأساسية، والتي تنعقد ثلاث مرات سنوياً، ومؤتمرات الشعب العام يختار السلطة التنفيذية (اللجنة الشعبية العامة)، بينما النظام القضائي فهو مزيج بين القانون المدني والشريعة الإسلامية … وقد كانت لنا زيارة كذلك للجبل الأخضر؛ وهو في نفس الوقت شعبية (أي ولاية)، وقد يذكرنا بجبال الونشريس وجرجرة…
  • وأخيراً، من المفارقات أنه أثناء إحدى زياراتي العديدة في ليبيا، بينما أن مغادراً متجهاً نحو مطار جربة التونسي، وإذا بالجمارك التونسية تصادر كل الكتب المهداة لي، إبتداءً من الكتاب الأخضر، وحتى وإن كنت عابراً فقط للأراضي التونسية. التعليم الجامعي في ليبيا منتشر فيما لا يقل عن ثلاثة عشر جامعة، أهمها جامعة قاريونس، والتي كانت الجامعة الليبية سابقاً، ولنا فيها العديد من الصداقات، إلى جانب الجامعة الأسمرية للعلوم الإسلامية… والملفت للإنتباه أنه كل ما هو “أخضر” من اسم، وراية، وبرواز، ولباس، وو… هو محبب ويجب استعمال إن أمكن جزء منه اثناء الاجتماعات الرسمية… حتى يسهل التواصل…      
  • oussedik@hotmail.com
  •  
  • أضف تعليقك

    جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

    لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
    التعليقات
    0
    معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!