الجمهور الجزائري يرفض الاستسلام ويحلم بـ “معجزة”

مازالت الجماهير الجزائرية، بمختلف ميولاتها وأصقاعها، ترفض الاستسلام وتمني نفسها، بطريقة أو أخرى، بإمكانية تواجد المنتخب الوطني في المونديال القطري الصائفة القادمة، وهذا بالرغم من القرار النهائي للاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بغلق ملف التظلم الذي تقدم به الاتحاد الجزائري لكرة القدم (الفاف) ضد الحكم الغامبي باكاري غاساما.

وبعد أقل من 24 ساعة عن قرار الفيفا، بعث وزير الشباب والرياضية، عبد الرزاق سبقاق الأمل من جديد في نفوس الجزائريين، من خلال تأكيده عدم السكوت عن الظلم الذي تعرّض له المنتخب الوطني من طرف الحكم الغامبي غاساما، معلنا مواصلة الجهود لاسترداد حقوق “محاربي الصحراء”.

وقال الوزير سبقاق، في تعليقه على قرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بخصوص تظلم الفاف بأن الجزائر ستتبع كل الطرق القانونية المتاحة والمسموح بها في إطار لوائح الفيفا مؤكدا عدم الاستسلام للأمر الواقع، دون تقديم توضيحات أخرى.

ويأتي تصريح وزير الشباب والرياضية ليؤكد تأهب الهيئة الكروية الوطنية للدخول في معركة قانونية مع الفيفا، من خلال اللجوء إلى المحكمة الرياضية الدولية “التاس” بلوزان السويسرية.

وكان الاتحاد الدولي اعتبر في مراسلته للاتحاد الجزائري بأن الأخطاء التي وقع فيها الحكم بكاري غاساما عادية وغير مؤثرة، رافضا بالتالي إعادة المباراة أو حتى اقتراح معاقبة الحكم غاساما.

وكان الجمهور الجزائري، صغيرا وكبيرا، تعرض لخيبة كبيرة وصدمة حقيقية عقب الإعلان عن رفض الاتحاد الدولي لكرة القدم عدم جدوى الشكوى التي رفعها الاتحاد الجزائري للعبة ضد الحكم غاساما، والتي اعتبرها وما يزال “حقرة” في حقه، بالنظر للأخطاء الفادحة التي ارتكبها غاساما في مباراة العودة أمام الكاميرون في 29 مارس الماضي بملعب مصطفى تشاكر بالبليدة.

إلى ذلك، كانت عديد المصادر، من هنا وهناك، أوهمت الجماهير الجزائرية، بتأهل الخضر المؤكد إلى المونديال، وما زاد من ثقة الجزائريين التصريحات التي أطلقها بعض الرسميين، على غرار رئيس الفاف شرف الدين عمارة الذي أكد أن التظلم الذي قدمته هيئته للفيفا يسير في الطريق الصحيح، فيما ضاعفت تصريحات الناخب الوطني جمال بلماضي أمال المناصرين، سيما عندما وصف الملف الموجود على طاولة الفيفا بـ”الثقيل”، ليصطدم المتتبعون بعدها بهشاشة ملف التظلم الذي تم تقديمه للفيفا.

وفي انتظار الخطوة القادمة التي ستقوم بها الاتحادية الجزائرية لكرة القدم ومن ورائها وزارة الشباب والرياضة في ذات الملف، يبقى التراشق على أشده ما بين الجزائريين على مستوى مختلف منصات التواصل الإجتماعي، ما بين متشبث بحدوث معجزة على أمل إعادة المباراة أو تأهل الجزائر للمونديال على حساب الكاميرون، وبين منتقد لبائعي الوهم.