الرأي

الجهوية.. الخطر المسكوت عنه في دراما رمضان

زهية منصر
  • 2313
  • 7
ح.م

ما حدث في إحدى حلقات سلسلة “بنات السي” التي تبث على التلفزيون الجزائري عندما وصفت إحدى بطلات السلسلة سكان أولاد نايل برعاة الغنم لا يمكن تصنيفه فقط في خانة الجهوية، لكن يمكن اعتباره سقطة خطيرة تتطلب تدخلا عاجلا من سلطة الضبط ووزارة الاتصال ليس فقط لأن الكلام الذي تفاعل معه رواد الفايس بوك يعتبر إهانة لسكان منطقة من مناطق الوطن، لكنه صدر أيضا من مؤسسة رسمية وعمومية هي ملك لكل الجزائريين ومن حقهم أن يطالبوها بفرض الاحترام.
فبعد مشاهد العنف والتكسير في الكاميرا الخفية التي أدخلت الكباريهات إلى البيوت الجزائرية في عز الشهر الفضيل، تسجل الدراما الرمضانية سقطة أخرى بالعزف على وتر الجهوية والسماح بتوجيه إهانات للمشاهد وتكون الأعمال المعروضة بذلك قد خرجت من خانة الترفيه والترويح حتى لا نقول المساهمة في رفع مستوى الشارع إلى المساهمة في الانحدار إلى الحضيض وإذكاء نار الفتنة وتدوير الرداءة.
الغريب في الأمر أن المشاهد التي تفاعل معها رواد الفضاء الأزرق وتداولتها المواقع لم تثر حفيظة سلطة الضبط ووزارة الاتصال، رغم تصريحات الوزير في الأسبوع الأول من رمضان الذي اعتبر أن الأعمال الرمضانية تفتقر للإبداع، وتروج للعنف، لكن تلك التصريحات التي لقيت ترحيبا وتجاوبا من طرف المتابعين لم تتبع بإجراءات عملية لوضع حد للانحدار المتواصل، فإذا كان العنف خطرا يهدد العائلة فإن الجهوية خطرا يهدد انسجام وأمن المجتمع.

مقالات ذات صلة