-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الحاج‭ ‬أسعيذ‭ … ‬المرشد‭ ‬الاجتماعي

الحاج‭ ‬أسعيذ‭ … ‬المرشد‭ ‬الاجتماعي

أبدع الشاعر الصوفي الحاج أسعيذ -أيضا- في مجال الشعر الاجتماعي، فدعا إلى إحياء الإسلام الصحيح، الذي يقتضي إعادة الاعتبار للعلم والتعلم، فدعا إلى تبجيل العلماء والمتعلمين وطلاب العلم، باعتبارهم حراس الملة والعقيدة، ونبراس الأمة، يهتدي الناس بنور علمهم، المفضي إلى الطريق المستقيم. ودعا شاعرنا الزاهد إلى الإقلاع عن الرذيلة، كالكذب، والنفاق، والغش والجشع، وشرب الخمر، وإلى التحلي بالمعاملة الحسنة التي تعد من أسس الدين الصحيح. هذا وقد تجلى دوره الإرشادي في العديد من الأبيات الشعرية، التي وظف فيها كلمات وعبارات‭ ‬ذات‭ ‬دلالات‭ ‬توجيهية‭ ‬وتثقيفية،‭ ‬منها‭ ‬‮”‬أكُونـْرَشْـذ‭ ‬َغ‭ ‬ْ‮”‬‭ ‬أي‭ ‬أرشدكم،‭ ‬و‮”‬‭ ‬ألفـَاهْمِينْ‮”‬‭ ‬و‮”‬أويذ‭ ‬ْ‭ ‬أيْفـَهْمَنْ‭ ‬الرّمُوزْ‮”‬‭ ‬يقصد‭ ‬بهما‭ ‬أهل‭ ‬النهى‭:‬

  • رَشـْذغـْكْ‭ ‬ولانْ‭ ‬ذحَسّاسْ‭        ‬ِونـَا‭ ‬ثـَكـْشـْمْ‭ ‬لـفـْهـَامَـا
    ‭……… ‬
    أكـُونـْرَشـْذغ‭ ‬ْ‭ ‬ألْ‭ ‬إسْــلامْ‭         ‬اُوحْـذِيـقْ‭ ‬يَفهَمْ‭ ‬يَـشْـفىْ
    ‭……… ‬
    بيغـْدْ‭ ‬أسَـفـْرُو‭ ‬أفْ‭ ‬ألِيفْ‭          ‬ألفاهْمِيـنْ‭ ‬أويذ‭ ‬ْ‭ ‬يَغـْرَانْ
    ‭ ‬
    المتعلمون‭ ‬والعلماء
         بيّن الحاج أسعيذ في شعره، المكانة المرموقة التي كان يتبوأها المتعلمون والعلماء في مجتمعه، ولا شك أن المقصود بكلمة “العلماء” هم المتفقهون في الدين، (شيوخ وطلبة الزوايا) الذين اشتهروا في بلاد الزواوة باسم “المرابطين”، وكانوا يشكلون النخبة المثقفة، عرفوا‭ ‬بجهودهم‭ ‬الجبارة‭ ‬الهادفة‭ ‬إلى‭ ‬نشر‭ ‬التعليم‭ ‬وتكريس‭ ‬القيم‭ ‬الإسلامية‭ ‬السمحة،‭ ‬كالرحمة‭ ‬والعدل‭ ‬والتعاون‭ ‬والأمن‭ ‬والسلم‭ ‬والمصالحة،‭ ‬وإصلاح‭ ‬ذات‭ ‬البين‭: ‬
    يَـتسْـرُ‭  ‬وُولْ‭ ‬مِـيـدِيفـَكـرْ‭           ‬العُــلـَـمَـا‭ ‬الـْـعَــامِـلـِـيـــنْ
    ألـْهَـذرَنـْسَـنْ‭ ‬سَــلـْجْـهَـرْ‭            ‬مَايْطـَسْ‭ ‬ألعَـبْـذ‭ ‬أثـْسَـكِـينْ
    مَا‭ ‬تسُورَا‭ ‬إطِــيجْ‭ ‬يَـنـْقـَرْ‭            ‬أقـْـلِـيـلْ‭ ‬ويْـتـَبْعَــنْ‭ ‬الـدِّيــنْ
    ‭……‬
    أصْلاة‭ ‬فنبي‭ ‬سِي‭ ‬نُومَنْ‭            ‬ذلـخلـفــَا‭ ‬أذ‭ ‬ْ‭ ‬يَحْـبـيـبْـنِـيسْ‭ ‬
    أذلــَشـْيـاخْ‭ ‬يَـدَرّيـسَـــنْ‭            ‬أمْلانْ‭ ‬أبْـريـذ‭ ‬ْ‭ ‬إلـَعْــبَاذيـسْ
    ويذ‭ ‬ْ‭ ‬نَسَّنْ‭ ‬عَدّانْ‭ ‬رُوحَنْ‭           ‬اُورْ‭ ‬يَكـْفِي‭ ‬حَدْ‭ ‬أشـُوغـْلِيسْ
     وعندما اندلعت الحرب العالمية الثانية، جندت فرنسا الكثير من الجزائريين وزجتبهم في الحرب وليس لهم فيها لا ناقة ولا جمل، ومن بين هؤلاء المجندين قسرا، طلبة الزوايا، فتأثر الحاج أسعيذ أيما تأثر بإفراغ هذه المؤسسات التعليمية التقليدية من طلبتها، وهي ذات مكانة‭ ‬مرموقة‭ ‬في‭ ‬المجتمع‭ ‬فقال‭:‬
    غاضْنِيي‭ ‬أطلبَا‭ ‬أمْسَكِيثْ‭               ‬كُـلـْوَا‭ ‬يَجّادْ‭ ‬ثالـْوحْـثِـيسْ
    أيْـزَڤـْريثـَنْ‭ ‬آكْ‭ ‬إوَمَـــانْ‭               ‬إفرَنسا‭ ‬لعْـبَنْ‭ ‬ألڤـَرْسِـيسْ
    نَعْرَمْتْ‭ ‬أسَادَاة‭ ‬ْ‭ ‬يَـقـْـوَانْ‭               ‬كُـلـْوَا‭ ‬ثـَرَّمْتْ‭ ‬سَاخامِيسْ
     
    التعاون‭ ‬على‭ ‬البر
    ‭    ‬أشار‭ ‬الحاج‭ ‬أسعيذ‭ ‬إلى‭ ‬واجب‭ ‬المسلم‭ ‬في‭ ‬تقديم‭ ‬الموعظة‭ ‬وإرشاد‭ ‬أخيه‭ ‬المسلم‭ ‬إلى‭ ‬الصواب‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬الظروف‭ ‬الاستعمارية‭ ‬الحالكة،‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬يندفع‭ ‬فيها‭ ‬الفرد‭ ‬نحو‭ ‬الانحراف‭ ‬عن‭ ‬جادة‭ ‬الطريق‭ ‬المستقيم‭: ‬
    ألـْمُومْنِينْ‭ ‬يَلـْهَا‭ ‬أتسْـفـَكـُورْ‭                ‬أكـَّا‭ ‬إدِيــــــنـَا‭ ‬لـُـقـْـــرَانْ
    مِي‭ ‬إثوَلامْ‭ ‬أبْعَاضْ‭ ‬مَغرُورْ‭               ‬أرْثـَتسْ‭ ‬سابْريذ‭ ‬أيْصَحَّانْ
    أذ‭ ‬ْ‭ ‬فـَـلاسْ‭ ‬فـَـرْزَنْ‭ ‬لـُـمُـورْ‭               ‬مَايَرْنـَا‭ ‬يََطـلـبْ‭ ‬الغـُُفرانْ‭ ‬
  • رذيلة‭ ‬الكذب
    ‭    ‬تعرض‭ ‬الشاعر‭ ‬بالذكر‭ ‬للكذب‭ ‬في‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬موقع،‭ ‬ولا‭ ‬غرو‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬ما‭ ‬دامت‭ ‬هذه‭ ‬المثلبة‭ ‬الخطيرة‭ ‬تفضي‭ ‬إلى‭ ‬تخريب‭ ‬المجتمع،‭ ‬وتنزل‭ ‬فاعلها‭ ‬إلى‭ ‬الدرك‭ ‬الأسفل،‭ ‬فيسقط‭ ‬في‭ ‬عيون‭ ‬الناس‭:‬
    مَاشِي‭ ‬أمِـنْ‭ ‬يَسْكِيدِيبَنْ‭         ‬يَـسْـثـَهـْــزَا‭ ‬ذڤْ‭ ‬مَانِــــيـسْ
    إدُونِيثْ‭ ‬مَدَّنْ‭ ‬أثكرْهَنْ‭         ‬اُورْ‭ ‬يَـسْعِي‭ ‬حَــدْ‭ ‬ذارْفِـقِـيسْ
    ذڤْ‭ ‬زَكـَّا‭ ‬مَرَثسَرْسَنْ‭        ‬أذيَافْ‭ ‬حَرْصَنْ‭ ‬لحْـيُوضِيسْ
     
    شهادة‭ ‬الزور
    ‭   ‬أما‭ ‬رذيلة‭ ‬شهادة‭ ‬الزور‭ ‬التي‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬ضياع‭ ‬حقوق‭ ‬الناس،‭ ‬والى‭ ‬قصم‭ ‬ظهر‭ ‬فضيلة‭ ‬العدل‭ ‬والإنصاف،‭ ‬والى‭ ‬زرع‭ ‬الأحقاد‭ ‬والضغائن‭ ‬بين‭ ‬الناس،‭ ‬فقد‭ ‬دعا‭ ‬إلى‭ ‬الابتعاد‭ ‬عنها‭:‬
    أخْـضُوكْ‭ ‬إشهَـادَا‭ ‬نـَزُورْ‭         ‬أوْلاشْ‭ ‬لخدَع‭ ‬ْ‭ ‬إثِيشـْـبَانْ
    ثتعَبيضْ‭ ‬أدْنُوبْ‭ ‬ذاعَمُورْ‭         ‬يَاكْ‭ ‬يَجَّ‭ ‬إمَانِيسْ‭ ‬عَـرْيَانْ
    أيْڤـَوْعَرْ‭ ‬ألوَحْشْ‭ ‬ألـَقبُُورْ‭            ‬أفِـينْ‭ ‬اُورَنـْخـَدّمْ‭ ‬لوْقـَامْ‭ ‬
    ‭……‬
    أسْمِي‭ ‬إنـَتسْـشَهيذ‭ ‬سَزُورْ‭           ‬إنحْصَا‭ ‬لوشْغالْ‭ ‬أرْوينْ
     
    النفاق‭ ‬والجشع‭ ‬
    ذكر الشاعرالزاهد أن المنافق يظهر ما لا يبطن، فقلبه مفعم بالشرور، في حين يخادع الناس بالكلام المعسول، لقضاء حوائجه بالتي هي أسوأ. أما الجشع فهو رذيلة تجعل صاحبها يأكل لحم إخوانه أثناء المعاملات التجارية، دون اعتبار لقيمة الرحمة التي يلقي بها وراء ظهره، ولسان‭ ‬حال‭ ‬المصاب‭ ‬بهما‭ ‬يقول‮ “‬سمعنا‭ ‬وعصينا‮”‬‭:‬
    ألقـومْ‭ ‬أڤِـي‭ ‬اُورْ‭ ‬يعْـجــــــيبْ‭            ‬أيْـسَــرْوَثْ‭ ‬أزُوڤـَـارْ‭ ‬حَافـِـي
    إلسِيسْ‭ ‬ذالوڤغانْ‭ ‬ذورْضِيبْ‭            ‬اُولِيسْ‭ ‬أسْ‭ ‬قوضْرَانْ‭ ‬يَضْفِي
    أفـْكـَــاسْ‭ ‬أذ‭ ‬ْيَــتشـّار‭ ‬ألجيبْ‭            ‬أكـْـرَا‭ ‬أيْعَـدّانْْ‭ ‬اُورَسْـدِشـْـفِِي
    أذِيـتسْْـــڤالا‭ ‬أذِِيسْـكِـيدِيــــبْ‭             ‬يَـسْــعَ‭ ‬لـبْحََـــارْ‭ ‬اُورْثِـيكـْـفِي
    أكـْسُـومْ‭ ‬بَايِـثـْمَـاسْ‭ ‬ذزْبـيبْ‭             ‬ذازَڤـْـزَاوْ‭ ‬اُورْ‭ ‬ثِـيتسْــغـانـْفِي
    يَــرْْنـَا‭ ‬عَــبـْـذ‭ ‬َنْ‭ ‬أصْـلـــيب‭              ‬يَــفـَّـغْ‭ ‬أبْـــريـــذ‭ ‬ْ‭ ‬ذِيـمَـنـْـفِِـي‮ ‬
     
    الربا‭ ‬والنميمة
    ‭  ‬ومن‭ ‬مظاهر‭ ‬الفساد‭ ‬الخلقي،‭ ‬التي‭ ‬أشار‭ ‬إليها‭ ‬الحاج‭ ‬أسعيذ،‭ ‬الربا،‭ ‬والخداع،‭ ‬واحتكار‭ ‬السلعة،‭ ‬والنميمة،‭ ‬هي‭ ‬مظاهر‭ ‬عمّ‭ ‬خطرها‭  ‬في‭ ‬مجال‭ ‬المعاملات‭ ‬اليومية،‭ ‬في‭ ‬زمن‭ ‬شيخنا‭ ‬المتصوّف‭:‬
    ألقـُومْ‭ ‬يُومْـنـَنْ‭ ‬سَـلـْبــدْعَـا‭          ‬اُورْ‭ ‬يَتسْـكِيلْ‭ ‬ربّي‭ ‬أثِيرْزَقْ
    أرْبـَـا‭  ‬لكـْـذبْ‭  ‬لخـْـدِيـعَــا‭          ‬مَاذلحْرَامْ‭  ‬حـَدْ‭ ‬مَاسِيشْـفـَقْ
    فرْحَنْ‭ ‬مِي‭ ‬أغلايَثْ‭ ‬أسْلعَا‭          ‬أكـْسُـومْ‭ ‬نـَڤـْمَــاسْ‭ ‬أثِينـْفـَقْ
    ‭…..‬
    أخـْذم‭ ‬ألخِيرْ‭ ‬أرَّبِّي‭ ‬أضْمَعْ‭          ‬أذبَــابْ‭ ‬لـُخـْـزَايَـنْ‭ ‬أطــَـاسْ
    حَــاذرْ‭ ‬لحْــرَامْ‭ ‬أكِـيـبْـلـَـعْ‭          ‬أنـْمِــيمَــا‭ ‬بــيـعَــذ‭ ‬ْ‭ ‬فـَـــلاسْ
    أحْصُو‭ ‬ألمُوثْ‭ ‬لـَكِيتـَبـَاع‭ ‬ْ‭          ‬إلـَـجْـلِـيــــــكْ‭ ‬لـَـدِسَــنـْقـَـاسْ
     
    الحكمة‭ ‬في‭ ‬شعر‭ ‬الحاج‭ ‬أسعيذ
      على غرار المبدعين الكبار، جاء شعر الحاج أسعيذ زاخرا بالحكمة المتأتية عن تجربته الواسعة، وامتلاكه لنواصي البلاغة والبيان وسلاسة الأسلوب، شملت مجالي الدنيا والآخرة، اقتطفت منها هذه الأبيات المتناثرة في ثنايا قصائده العديدة:
    إبلــيسْ‭ ‬سِــيزْمَــانْ‭ ‬أيَخـَدّع‭ ‬ْ‭           ‬أطـْسَـنْ‭ ‬لـعْـبَاذ‭ ‬ْ‭ ‬سِـيبَـدِي
    ‮(‬‭ ‬طبع‭ ‬إبـــليـــس‭ ‬الخــــداع‭             ‬أنـــام‭ ‬الناسَ‭ ‬وقــــوفـا‮)‬
    ‭……… ‬
    غُورْناغ‭ ‬سُوبَرْنُوسْ‭ ‬مَلـُولْ‭          ‬غـَـرَبـِّي‭ ‬زيـــغ‭ ‬ْ‭ ‬ذلـْجـيـفـَا
    ‮(‬خدعونا‭ ‬ببرنـوس‭ ‬ناصع‭            ‬وعــنــد‭ ‬الله‭ ‬جيـــــــــــفة‮)‬
    ‭………‬
    ويجَانْ‭ ‬أزْمَانِـيسْ‭ ‬أيـْضـَاع‭ ‬ْ‭            ‬يَغـْـلـِـي‭ ‬يـطـِيـــــجْ‭ ‬أفـَــزْرُو
    ‮(‬ضائع‭ ‬من‭ ‬لم‭ ‬يساير‭ ‬زمانه‭           ‬كشمس‭ ‬العشيّة‭ ‬إلى‭ ‬المغيب‮)‬
    ‭……… ‬
    آيـَنْ‭ ‬أرَانـَهْـذرْ‭ ‬نـَـنــَّــــــاثْ‭            ‬سِــــوَى‭ ‬الحَــقْ‭ ‬إذ‭ ‬ْ‭ ‬الـمُـفِـيـدْ
    ‮(‬لم‭ ‬يعد‭ ‬للحديــــث‭ ‬شــــان‭              ‬فالمفـــــيد‭ ‬هو‭ ‬إتباع‭ ‬الحق‮)‬‭ ‬
    ‭………‬
    ألـَنْ‭ ‬أنـَّغْ‭ ‬أبْحـَالْ‭ ‬لـفـْـنـَــــارْ‭             ‬غـَـلـْجَـنـَّثْ‭  ‬وَرْنـَسِـيكـِيـذ‭ ‬ْ
    ‮(‬عيــــــوننا‭ ‬كحـال‭ ‬المـنار‭               ‬لكنها‭ ‬عـن‭ ‬الجنة‭ ‬عميــاء‮)‬
    ‭……… ‬
    يَـطـْفِـيثْ‭ ‬يـطِـيـجْ‭ ‬نـَصْمَايَم‭ ‬ْ‭              ‬يَـرْنـَـا‭ ‬شَـثـْـوَا‭ ‬ذوقـَريــفْ
    ‮(‬‭ ‬قَـدَره‭ ‬بين‭ ‬حمارة‭ ‬القيــظ‭               ‬وزمهــريــر‭ ‬الـــشــــــتاء‮)‬
    ‭………‬
    أكـْـــــــرَا‭ ‬يَــــلانْ‭ ‬ذلـْـفـَاهَــمْ‭              ‬يُوفـَادْ‭ ‬أيْـنـَهـْريثْ‭ ‬وَاسِيفْ
    ‮(‬من‭ ‬كان‭ ‬الى‭ ‬الوعي‭ ‬منتسب‭              ‬جــرفه‭ ‬الدهــــر‭ ‬جَـــــرفا‮)‬
    ‭…….‬
    مَـا‭ ‬ذِيـلـَـسْ‭ ‬يَعْيَ‭ ‬يَهـْـــــــذ‭ ‬َرْ‭              ‬مَـاذولْ‭ ‬اُوثِـيـبـيـضْ‭  ‬وَارَا
    ‮(‬اللســــان‭ ‬أعيــــاه‭ ‬الخطاب‭               ‬ولم‭ ‬ينفذ‭ ‬إلى‭ ‬القلب‭ ‬شيء‭ ‬‮)‬
    ‭……..‬
    وي‭ ‬أبْغــَــــانْ‭ ‬أذِيـسْــثـَغـْـفـَـرْ‭             ‬أدُونِيثْ‭ ‬أتسَـزْوي‭ ‬أمْ‭ ‬لـَخريفْ
    ‮(‬‭ ‬عليكم‭ ‬بالاستغفار‭ ‬في‭ ‬الحياة‭             ‬فمآل‭ ‬الدنيا‭ ‬كأوراق‭ ‬الخريف‮)‬
    ‭……..‬
    وي‭ ‬أبْغـانْ‭ ‬أصَّبَـا‭ ‬أتسَـكـْثِيلْ‭             ‬يَخـْـذمْ‭ ‬الـخِـيـــــــرْْ‭ ‬أسِـــيعْــفـُـو
    ‮(‬‭ ‬مـن‭ ‬رام‭ ‬الحصاد‭  ‬الوافـر‭              ‬يزرع‭ ‬الجميل،‭ ‬به‭ ‬يتم‭ ‬الغفران‮)‬
    ‭………‬
    عـَمَّـذنـَاغ‭ ‬ْ‭ ‬إمَـكـْسَـــــاوَنْ‭                ‬ثـنـْسَا‭ ‬أثْ‭ ‬قـُوضْعِيثْ‭ ‬إلخـْلا
    ‮(‬تعمّد‭ ‬رعاتنا‭ ‬التقصيـــــر‭                ‬فبات‭ ‬القطــيع‭ ‬في‭ ‬الخـلاء‮)‬
    ‭……….‬
    أذوَا‭ ‬أيْـذزْمَانْ‭ ‬أمَـسْـلـُوبْ‭              ‬يَعْــرَقْ‭ ‬وَرْڤـَازْ‭ ‬ڤـَرْ‭ ‬ثـُولاسْ
    ‮(‬عهـدنــا‭ ‬زمــن‭ ‬مخبـول‭              ‬ضاع‭ ‬فيه‭ ‬الذكر‭ ‬بين‭ ‬النسوة‮)‬
     
    فسحة‭ ‬الأمل
    رغم الانحطاط المطبق الذي أرخى سدوله على حياة المسلمين، ورغم شراسة الاستعمار الفرنسي الذي كان في أعز أيامه وأوج قوته، فإن شاعرنا المتوفى سنة 1946م، لم يفقد الأمل، إذ ظل متعلقا بأهداب الأمل، واضعا نصب عينيه المثل الشائع: “ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل”، فظل‭ ‬الحاج‭ ‬أسعيذ‭ ‬مؤمنا‭ ‬بإرادة‭ ‬الشعب‭ ‬الجزائري‭ ‬المسلم،‭ ‬واثقا‭ ‬أن‭ ‬النصر‭ ‬سيكون‭ ‬حليفا‭ ‬له،‭ ‬ولو‭ ‬طال‭ ‬الزمن،‭ ‬لكن‭ ‬النصر‭ ‬مرهون‮ ‬‭-‬برأيه‭- ‬بتحقيق‭ ‬وحدة‭ ‬الشعب‭ ‬تحت‭ ‬راية‭ ‬الإسلام‭:‬
    ألـْمـُومْـنِـيـنْ‭ ‬أنـَمْـوَفـاقْ‭          ‬أنبي‭ ‬إيْـوَصَّادْ‭ ‬فـَثـْذوكـْلِي
    أفـَعْـــذاوْ‭ ‬أمَـا‭ ‬غِــفـْـرَقْ‭          ‬أشِيطانْ‭ ‬سِيزيكْ‭ ‬ذاحِـيـلِـي
    ثزْرَامْ‭ ‬أمَـكْ‭ ‬إغِـسَحْرَقْ‭          ‬أفرَنْسِـيسْ‭ ‬مِيسْ‭ ‬اُوجَهْـلِي
    لـفجَرْ‭ ‬ألِيسْـلامْ‭ ‬يَـشـْرَقْ‭          ‬ذمَــلالْ‭ ‬إڤْ‭ ‬تـَـفـْـلالــِـــي‭  ‬
    الفرجْ‭ ‬أنشا‭ ‬الله‭ ‬أدِيلحَـقْ‭          ‬إطِيــجْ‭ ‬أدِيــبْــذو‭ ‬ثِـيـكْـلِـي
    ربّي‭ ‬أمَعْزُوزْ‭ ‬أغيَرْزَقْ‭          ‬لعْـــــلامْ‭ ‬نـَنـْبـي‭ ‬أذيَـلـِــــي
     
    الأدعية
    كان الحاج أسعيذ يختم قصائده بالأدعية المتنوعة، التي يدعو فيها بالمغفرة للجموع الحاضرة في جلسات إلقاء قصائده، وإنشادها في حلقات الذكر الصوفي في مناسبات الأفراح والأتراح. هذا ولا شك أننا في حاجة ماسة، إلى إحياء هذه الأدعية في مساجدنا وبيوتنا ووسائل إعلامنا السمعية والمرئية والمقروءة، قصد تعبئة أنفسنا بالتربية الروحية من جهة، وإحياء اللسان الأمازيغي من جهة أخرى، في زمن العولمة هذا المتميز بثورة الاتصالات بين البشر، التي تهدد العالم بالتسطيح، والقضاء على الخصوصيات الثقافية. وهذا نموذج من هذه الأدعية المتأثرة‭ ‬جدا‭ ‬باللسان‭ ‬العربي‭:‬
    ربّي‭ ‬أدْعَاغـكْ‭ ‬سَـلمَدَنِي‭           ‬ذرْسولْ‭ ‬بُو‭ ‬الوَجْه‭ ‬إمْـنـَوّرْ
    ذكـْرَا‭ ‬أيْرَكـْبـَنْ‭ ‬أسْـفانِي‭           ‬أفـُوذمِـيـكْ‭ ‬زَڤـْرَنْ‭ ‬لـبْحَــارْ‭ ‬
    ثاعْـفـُوثْ‭ ‬إكـْرَا‭ ‬ذاڤِينِي‭            ‬أسْــــــوَاغ‭  ‬ْإلـوَادْ‭ ‬الكـَوْثـَـرْ
    ‭…….‬
    أربّي‭ ‬أدْعَاغكْ‭ ‬سَلحَمْـدُو‭             ‬اُورْ‭ ‬يَـلِي‭  ‬ذاشـُو‭ ‬إكِيخْـفـَانْ
    ذكـْرَا‭ ‬أيْـرَكـْعَـنْ‭ ‬أيْـكـَنـُو‭              ‬لـَوْ‭ ‬لِـــيَـا‭  ‬أغـْــرَكْ‭ ‬تـَكـّـانْ
    الـفِـرْدُوسْ‭ ‬أنـَمْـسَـڤـْـلـُو‭               ‬أجْمِيــعْ‭ ‬أكـْرَا‭ ‬إغـْدِيـسْـلانْ
  • ferradrezki@yahoo‭.‬fr‭    ‬
أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!