-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
"الشروق" ترافق ضباط مؤسسة الإسناد المركزي للجهاز بالرويبة

الحرس الجمهوري.. مهام ثقيلة لحُماة الرؤساء والجمهورية

نوارة باشوش
  • 4529
  • 0
الحرس الجمهوري.. مهام ثقيلة لحُماة الرؤساء والجمهورية
أرشيف

شعارهم “إخلاص ـ إرادة وعمل”.. يخاطرون بحياتهم مقابل ضمان الحماية المقربة ليس فقط لرئيس الجمهورية، بل للنظام الجمهوري بأكمله، بما في ذلك منشآته ومؤسساته التي لا تنحصر في القصور الرئاسية، وإنما تمتدّ إلى مراكز القيادة ومطارات الرئاسة وحماية المؤسسات العليا للبلاد، مثل مقرّات البرلمان والمحكمة الدستورية ومجلس الدولة في حالة الحرب.. لا مجال للخطأ أو التقاعس أو الصدفة، فكل الأمور مضبوطة حسب عقارب “أمن الجزائر واستقرارها”.. إنهم قوات الحرس الجمهوري، أو رجال العراقة والشموخ.. ولرجال “الفوج الخاص للتدخل”، رواية أخرى.
هؤلاء رافقوا مسار مؤسسات الدولة منذ الاستقلال.. وحدات ورجال ألفتهم عامة الناس، إذ يسجلون حضورهم المتميز خلال المراسيم والتظاهرات الرسمية، فهم يبدون بأزيائهم التقليدية ويضفون بصمة خاصة على الحدث، بأسلوب عزفي راق ومعبر يوحي بكل معاني القوة في طبيعة الموسيقى العسكرية التي تشد بألحانها الحس والحماس الوطنيين.
ولكون جيش الشرف واجهة البلد للاستقبال والتوديع الرسمي للرؤساء والملوك والأمراء، فإن الموسيقى العسكرية تأخذ دورها ومكانتها الرفيعة أثناء تقديم التشريفات لرئيس الجمهورية، مهمة قد يبدو فيها الأمر بديهيا، غير أنه في حقيقة الأمر يتطلب التحكم الكبير في الذات والانضباط الصارم الجيد الذي لا يترك أي مجال للصدفة أو الخطأ.
ذلك ما وقفت عليه “الشروق”، خلال زيارتها، الأحد، للمؤسسة المركزية للإسناد لقيادة الحرس الجمهوري بالرويبة، شرق العاصمة، التي تعتبر الذراع الأول لإسناد قوات الحرس الجمهوري، بالعتاد التكتيكي والهندسي واللوجستيكي إلى جانب الإسناد التقني لمختلف الوسائل المتحركة وكذا المشاركة في التقييم التقني للعربات والتجهيزات، حسب ما كشف عنه العقيد نبيل بخروري، رئيس المؤسسة.
وبعد أن قدم عرضا مختصرا حول الوحدة ومهامها، رافقنا العقيد بخروري مع ثلة من ضباطه لزيارة المرافق والمنشآت البيداغوجية التي تتوفر عليها المؤسسة، تم من خلالها عرض عدة ورشات تبرز مختلف التجهيزات والعتاد الخصوصي، حيث تضمن المؤسسة تدعيم وإسناد وحدات قيادة الحرس الجمهوري بهدف تنفيذ المهام الموكلة لها بكل كفاءة واقتدار.
وفي عين المكان وفي قاعة البيداغوجية للتكوين المتواصل، حضرنا درسا في مادة “المكيانيك العامة” تحت عنوان “منظومة التبريد الخاصة بالمحرك”، تزامنا مع حلول موسم الاصطياف، كما حضرنا في القاعة المخصصة لفصيلة الحماية جزءا من الجانب النظري والتطبيقي للسلاح من نوع المسدس الرشاش كلاشينكوف، أين قدم قائد الفصيلة الأولى جميع الشروحات المتعلقة بهذا الأخير.
وفي ساحة المدرسة، تم عرض مختلف التجهيزات والعتاد الذي تتوفر عليه المؤسسة، على غرار البذلات المختلفة لقوات الحرس الجمهورية “التشريفات، الفرسان، المحضر، المواكبة والدرّاج الناري وغيرها”… لنفق فعلا على الفاعلية والاحترافية الداعمة لقوات الحرس الجمهوري.
وبالرغم من كونهم ينتسبون إلى قوات الجيش.. إلا أنهم يسافرون بأدائهم للموسيقى العسكرية التي تمزج بين جميع الطبوع المنتشرة في أنحاء الجزائر، وتجدهم جنودا وضباطا يعزفون ويقرعون الطبول على أنغام “الأوركسترا الهارمونية” و”مزود الحرية”، بكل احترافية ويحققون وراء ذلك راحة نفسية ويساهمون في ترقية الذوق العام للمجتمع ويحققون الهدف المنشود الذي يحفزهم ويحثهم على بذل قصارى جهدهم في التضحية والنضال في سبيل الوطن، إذ عاينا في ساحة المؤسسة جميع الآلات الموسيقية التي يستعملها رجال سلاح الحرس خلال مشاركتهم في جميع الاحتفالات الوطنية والدينية وكذا التظاهرات الرسمية والثقافية والرياضية على المستويين الوطني والدولي.

منتج بأنامل جزائرية مائة بالمائة
تولي قيادة الحرس الجمهوري أهمية بالغة لإعداد أفرادها وصقل مهاراتهم من أجل الارتقاء بكفاءتهم، والرفع من الجاهزية القتالية لوحدات التدخل التابعة لها… وهو ما وقفنا عليه في المؤسسة المركزية للإسناد.
ولأن التشريفات تعكس عادات وتقاليد الأمم ، فإن الحرس الجمهوري الجزائري، حسب ما أكده ضباط المؤسسة، يقدم التشريفات، حيث يبرز الفرسان بخيولهم لتقديم السلاح، متبوعين بعناصر ترتدي الأزياء التقليدية وكل ما يمت بصلة للانتماء الحضاري، لباسهم يرمز إلى ألوان العلم الوطني والموروث الحضاري للشعب الجزائري، كما نجد إلى جانب ذلك أفراد الحراسة والحماية المقربة بمقر الإقامة.
ورغبة في مواكبة العصرنة والتطلع إلى مستقبل يمزج بين أصالة تقاليدنا، وبين ما تفرضه عصرنة الجيوش، يقول ضباط المؤسسة، فإن تواجد أفراد الحرس الجمهوري على مستوى الإقامات والملحقات التابعة للمؤسسات العليا الدولة يعطي دلالة على الطابع الجمهوري ورمزا من رموز السيادة الوطنية، حيث أكد ضباط الحرس الجمهوري أنه إلى جانب مهمة المرافقة والتشريفات، فإن وحداتهم تتولى مهمة حماية وحراسة مقر رئاسة الجمهورية، ليكون بذلك العين الساهرة، دافعها النبل والوفاء للوطن..
وختمنا الزيارة بحضور جزء من العرض الرياضي، والذي أبان عن احترافية أفراد الحرس الجمهوري وإتقانهم الكبير، ما يعكس الجاهزية البدنية والذهنية التي بلغها سلاح الحرس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!