-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الحركى.. قصة بدأت بالخيانة وانتهت إلى ورقة انتخابية في فرنسـا

الحركى.. قصة بدأت بالخيانة وانتهت إلى ورقة انتخابية في فرنسـا
ح.م
جانب من حفل التكريم

عاد ملف الحركى إلى الواجهة بعد تكريم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بقصر الاليزيه لممثلين عن هذه الفئة التي عملت مع الجيش الاستعماري بالجزائر خلال الثورة التحريرية، إلى جانب تقديم اعتذار لهم فمن هم هؤلاء؟

وتكريم الحركى خطوة فرنسية جديدة، يراها الجزائريون استفزازية وقد تعقد معالجة ملف الذاكرة العالق بين الدولتين، بسبب تعنت باريس ومراوغاتها وتسييس هذا الملف وفق توجهاتها ومصالحها.

من هم الحركى؟

الحركى هو وصف أطلقه الجزائريون على العملاء والخونة، الذين حاربوا في صفوف الجيش الفرنسي ضد الثورة التحريرية (1962/1954)، إذ خدم ما بين 150 ألف إلى 200 ألف جزائري في صفوف القوات الفرنسية، وبعد انتهاء الحرب جردوا من أسلحتهم وتُرك قسم منهم في الجزائر فيما غادر آخرون مع الجيش الفرنسي.

الحركى وعائلاتهم في ميناء مرسيليا لدى وصولهم من الجزائر في 23 جوان 1962

واستقبلت فرنسا بعد توقيع وقف إطلاق النار مع الحكومة الجزائرية المؤقتة في 18 مارس 1962 حوالي 42.000 عنصر من “الحركى”، كما تم استقبال حوالي 40.000 آخرين عبر القنوات غير الرسمية والسرية.

وحسب مصادر تاريخية وإعلامية وصل مجموع عدد المرحلين إلى فرنسا ما بين 80.000 و 90.000 شخصا وفقًا لتقارير صحفية في الفترة ما بين عامي 1962 و 1965.

وبعد مغادرتهم نحو فرنسا تم “تكديسهم” في مراكز مغلقة لإيواء اللاجئين بجنوب وشمال فرنسا، وبعد تولي جيسكار ديستان الحكم في 1974 تم إغلاق هذه المراكز وإسكان الحركى وعائلاتهم في شقق تقع غالبيتها في أحياء شعبية.

سرية من الحركى خلال عرض عسكري لإحياء ذكرى نهاية الحرب العالمية الثانية، 8 مايو 1957 في الجزائر العاصمة

التاريخ حسم قدرهم

وبقيت فرنسا تعالج ملف الحركى وفق مصالحها السياسية بخطوات مستفزة للشارع الجزائري، مع تجاهل لملفات الذاكرة الأخرى، ففي أوت 2001 أعلن الرئيس الفرنسي جاك شيراك عن يوم 25 سبتمبر لتكريم الحركى والمتعاونين مع فرنسا.

وفي 23 فيفري 2005، صدر قانون في فرنسا ينص على منح اعتراف بـ “الحركيين والأقدام السوداء”.

كما اعترف الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند في 25 سبتمبر 2016 بـمسؤوليات الحكومات الفرنسية في التخلي عن الحركيين، وظروف استقبالهم في المعسكرات في فرنسا.

وعندما زار ماكرون الجزائر في ديسمبر 2017، ناقش ملف الحركى مع الحكومة الجزائرية ودعاها إلى أن تفتح لهم الأبواب لكن طلبه قوبل بالرفض، إذ اعتبر وزير المجاهدين الطيب زيتوني أن “التاريخ حسم قدرهم”.

وأضاف الوزير: “لقد اختاروا موقعهم، الناس الذين خانوا وطنهم وإخوانهم لا يحق لهم أن يعودوا إلى وطننا”.

وتنتظر الجزائر من فرنسا اعتذارا عن ماضيها الاستعماري كخطوة مهمة لدعم العلاقات الاقتصادية والثقافية الثنائية، وتسليمها جميع الوثائق والملفات الخاصة بأرشيف الفترة الاستعمارية (1830-1962)، وتعويض ضحايا التجارب النووية التي لا تزال تنفث سموم سرطانية إلى اليوم.

ورقة انتخابية

يعيش حاليا في فرنسا ما يزيد عن نصف مليون من الحركى وأبنائهم وأحفادهم يشكلون ورقة انتخابية مهمة للسياسيين الفرنسيين بمختلف توجهاتهم.

فقبل سبعة أشهر من الانتخابات الرئاسية المقبلة استدعى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطوة وصفتها تقارير صحفية بالحملة الانتخابية المسبقة 300 من الحركى لتكريمهم، كما طالب الصفح منهم باسم فرنسا وأعلن عن صدور قانون “الاعتراف والتعويض” الخاص بهم “قبل نهاية العام الجاري”.

ونشرت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان تغريدة تنقد فيها الخطوة بالقول، عن سخاء ماكرون الانتخابي، لن يرمم التهميش الذي عانت منه هذه الفئة حسبها، والتي سبق لماكرون اتهامها عام 2017 رفقة الجيش الفرنسي بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في الجزائر.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
7
  • Sirage

    أين فخامة لعمامرة لماذا لا يقيم لقاء صحفي لقطع العلاقات اه نسيت هذه فغنسا يامحاينك تقطع العلاقات تقطع عليك الماء والكهرباء وحتى الهواء

  • محمد عبد السلام

    اين هو النيف و لماذا لم يصدر اي رد فعل من حكومتنا فرنسا قتلت مليون و نصف من شعبنا ولم يحرك فيها ذلك شعرة واحدة بل أبدت اعتذارها للقتلة ما الذي تريده أيها الجزاءري أكثر من هكذا اهانة ؟

  • ملاحظ

    لا القي اللوم علی ماكرون وفرنسا بل اللوم اكبر هو بني جلدتنا يفتخرون بلغتها ووزارة الشٶون الدنيوية التي كرم وزير الداخلية الفرنسي دارمانان حفيد حركي والذي يحارب الاسلام بسن القوانين ضد وزيارته لمقبرة الاستعمار بمستغانم، هل تجراْت فرنسا بتكريم خونة فيتنام او كومبودج ببساطة لا يوجد لان حركی وخونة هم انفسهم من محوا مسجد الاعظم بفوطوشوب واحفاد ديغول بجزاٸر هو كسرطان

  • Bledar

    110,000=200,000-90,000 يعني كل هادو بقو في الجزائر و الآن تضاعف العدد بي العشرات مع زوجاتهم والأبناء و الأحفاد الآن قد فهمت أحوال البلاد

  • المنطقي

    أستراليا تلغي شراء غواصات فرنسية وتشتري غواصات أمريكية - سويسرا تلغي شراء طائرات فرنسية وتشري طائرات أمريكية - بريطانيا تلغي شراء لقاحات ضد كورونا فرنسية --- يا ترى هل مسؤولينا في الجزائر لهم الشجاعة أن يلغوا الفرنسية نهائيا وإستعمال الإنجليزية كبديل وكبداية ؟ عيب على مسؤولينا الذين يستعملون لغة المستعمر، اللغة الميتة، والتي أصلاً أهلها في بلدها يفرضون في جامعاتهم والمدارس العليا إتقان الإنجليزية لنيل الشهادة -

  • الهفاف

    هاؤلاء الحركي كانون تحت الإحتلال و اليوم يوجد الحركي بعد الإستقلال. أيهما أخطر ؟

  • أمازيغ

    الحركي هو من يخون الوطن الان ويجعل الشباب يحركون الى المستعمر طلبا للعيش الكريم الذي لم يستطع توفيره الغسر الحركي