الحسين بن علي: رمز الإنسانية دفاعا عن حقوقها
معذرة يا ابن رسول الله أنني اشرع قلمي للكتابة عنك فيما اليقين بلغ منتهاه أنى لمكلوم مثلي أن يكتب عن منتصر مثلك..معذرة ودمع عيني لو تحول دما ما كفى لتقديم البرهان على وجعي فماذا اكتب عنك ولايزال دمك يا ابن رسول الله يغطي عالمنا كله.. ولكن أيحوز ان يمر يوم ذكرى ملحمتك وتقعدني محزنتي ولا ارثي لنفسي ولأمة اختارت نهج جدك رسول الله؟ .
- أين يكون موقع الأحرار إذا اغتصب الأشرار حق الإنسان في حرية التعبير وحرية الاختيار؟ يكون موقعهم الدفاع عن الإنسان وحقه..وما هو الموقع الذي يختاره الأحرار اذا غطت الجريمة المسرح وانتفخ الباطل وسارت الجموع المقهورة في ركاب الظلم ؟ يكون موقعهم التصدي للباطل لان هذا أشرف المواقع وأنبلها .. ومن للمهمة الجليلة تلك إلا الرجال الأجلاء؟؟ من للموقف النبيل الشريف سوا الشرفاء العظام؟
- عندما اغتصب معاوية بن أبي سفيان الحكم ودمر النسيج الإسلامي الرائع في الخلافة الراشدة أرسي أسس الحكم بالجبر متصديا بذلك للتصور الإسلامي في الحكم ومخالفا لجمهرة علماء الأمة وقادتها من كبار الصحابة..وكانت الطامة عندما اخذ البيعة لابنه يزيد بقوة السيف من رجال كثير من علماء الأمة..فجاء ابنه يزيد حاكما لأمة محمد بغير ما عهدته في دين الإسلام فثارت عليه وتحركت جماهير المسلمين للتمرد ولم يكن أمامها إلا الحسين بن علي رضي الله عنهما لتعطيه البيعة وتناشده القيام بالواجب إحياء لسنن المصطفى صلى الله عليه وسلم..فهل يستطيع الحسين التأخر عن تلبية الواجب وهو من هو علما وشهامة ونسبا .. وان تأخر فمنذا الذي يقوم بدلا منه؟
- وفي المشهد الجلل..كانت المواجهة المفاجئة..حيث تنصل المبايعون من بيعتهم لابن رسول الله فلاقاه من قال له ان سيوف القوم عليك وقلوبهم معك فما كان موقفه الا بلسان حاله ان كان القوم قد خانوا فلن أخون..وعلى ضفاف دجلة كان اللقاء على ارض كربلاء..وكان الحوار القصير بين قادة الجيش الأموي وبين الحسين..حوار الطغاة الذين لا منطق لديهم إلا منطق العنف والبطش والغطرسة في مواجهة منطق التقى والنور واليقين والرحمة..منطق الأشرار القتلة المعتدين في مواجهة منطق الأمناء الأشراف الأطهار..عرض على الملأ ان يذهب إلى المدينة او اليمن او خراسان فرفضوا له إلا أن يبايع عن يد ليزيد .. باختصار أن يفقد حقه في الاختيار .
- لم يكن الحسين مخدوعا بأوهام..ويعرف إن لكل شيء سببا ..أدرك ان المعركة محسومة نتائجها فتصرف بكل رباطة جأش..وجه جنده للانسحاب من ساحة المعركة لأنهم غير مقصودين بالمواجهة فلم تكون التضحية بلا ثمن؟..وأدار المعركة بإتقان يبرز من خلال تفصيلاتها كم هو إنسان وكم هم اعداؤه مجرمون قتلة ظالمون..ولم يفقد لحظة توازنه ولياقته ووجه الى العالمين رسالته: الا من ناصر ينصرنا؟؟ من ينصر حق الإنسان في أن يكون حرا في اختيار من يريد حاكما وان يرفض من لا يريد..من ينصر دين محمد ويحرره من الأشرار المجرمين هاتكي الحرمات القتلة اللصوص.
- ألا لبيك يا أباعبدالله ..لبيك يا ابن رسول الله يا أبا الأحرار ..لبيك والأمة اليوم تستلهم عاشوراء العظيم وهاهي كربلاء تنتشر على طول وعرض وطننا الإسلامي ..لبيك لبيك وليس لنا الا سبيلك في مقارعة أعداء الإنسان من العنصريين والمجرمين..