-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الحقيقة مرة.. معالي الوزير!

ياسين معلومي
  • 2552
  • 3
الحقيقة مرة.. معالي الوزير!

عادت نشوة الانتصارات إلى الرياضة الجزائرية التي شهدت لسنوات قحطا غير مسبوق، بسبب الأحداث التي عاشتها بلادنا في العشرية الأخيرة، التي رجعت برياضتنا وشبابنا ومسؤولينا إلى نقطة الصفر.. هذه النتائج الإيجابية التي تم تحقيقها في المدة الأخيرة من تأهل رابع إلى مونديال البرازيل وتتويج بكأس إفريقيا للأمم لكرة اليد أمام تونس، التي تربعت على العرش الإفريقي لسنوات، ونتائج فردية وجماعية أخرى، على غرار الملاكم محمد فليسي والعداءة أمينة بتيش، وأمل الجزائر لاعبة التنس إيناس إيبو والرباع حسين فرج الله وآخرين، متواجدين في شرق الجزائر وغربها في شمالها وجنوبها.. ينتظرون فقط الاهتمام بهم ومنحهم إمكانات للوصول إلى القمة وتمثيل الجزائر على أحسن وجه في المحافل الدولية؟

 لا نريد أن تكون هذه النتائج الشجرة التي تغطي الغابة ولا نريد أيضا أن نبقى مكتوفي الأيدي، لأن الرياضة الجزائرية حقا في خطر. السياسة طغت على المسؤولين وأنستهم الاهتمام بها مثلما كان في السابق، فلا يتحدثون هذه الأيام إلا عن الرئاسيات والعهدة الرابعة وترشح الرئيس من عدمه، وربما نسوا أو تناسوا المثل الذي تعلمناه ونحن في المدرسة الابتدائية: “العقل السليم في الجسم السليم”.

منذ أكثر من ثلاث سنوات تقريبا أعطيت إشارة انطلاق بناء ملاعب وقاعات رياضية، والأدهى أن منها ما وضع حجر أساسها الرئيس بوتفليقة نفسه، وأمر بالإسراع في بنائها، لكنها لا زالت في طور الإنجاز، وربما لن تسلم في موعدها، لأن الذين يسهرون على بنائها، لا يهمهم تقديم جوهرة لمنطقة بالجزائر بقدر ما يهم البقاء في مناصبهم أطول مدة ممكنة على حساب الشباب الذي نتمناه دائما في منصات التتويج.

سيدي معالي وزير الشباب والرياضة! هل أنتم راضون عن أحوال الرياضة في الجزائر..؟.. وأنتم ترون كيف مات أنصار بملعب 5 جويلية، بسبب لا مبالاة المسؤولين في قطاعكم وتتابعون عدم نجاح الاحتراف في كرة القدم لأن رؤساء الأندية يريدون البقاء في مناصبهم خدمة لمصالحهم الشخصية؟ وهل تقبلون معالي الوزير أن تتوقف بطولة وطنية لكرة اليد أكثر من موسمين كاملين بسبب شخص واحد؟ وهل من المعقول أن يحرم مدير الشباب والرياضة الجمعيات الرياضية من إعانات بلدهم؟ وهل تسلم الملاعب التي تتابعون يوميا وتيرة إنجازها في آجالها؟ وهل نقضي على ظاهرة العنف التي تفشت في ملاعبنا والرشوة التي انتشرت بكثرة في الملاعب الجزائرية أمام مرأى ومسمع المسؤولين؟

معالي الوزير! التقيت صدفة بأحد اللاعبين الدوليين فأكد لي أن الكرة في الجزائر تسير نحو الهاوية عكس ربما ما يقدمه لكم المسؤولون في تقاريرهم، فملاعب مثل بولوغين و20 أوت و8 ماي بسطيف والمحمدية بالحراش وملاعب جزائرية أخرى قد تؤدي لا محالة إلى كوارث بسبب رداءة حالتها وعدم صيانتها، وإن الفئات الشبابية للأندية تعيش حالات مزرية، واختيار اللاعبين فيها يسير بطريقة “المحاباة والمعريفة”، وفريق محترف يرفض جلب المياه المعدنية للاعبيه ويطالبهم بالشرب من الحنفيات وووووو…

سيدي الوزير! هذه هي حقيقة الكرة والرياضة في الجزائر، وأخرى قد لا يتسع المقام لذكرها كلية، لا نستطيع أن نطلب من الرياضيين التألق على المستوى الدولي ومسؤولوهم لا يهتمون بهم ولا يحفظون حتى أسماءهم..

التحضير للمستوى العالي له خصوصيات وإمكانات ورجال يسهرون عليه، لقد ورثتم قطاعا تراكمت فيه المشاكل والحساسيات وعقلية الهواة في إيجاد حلول سريعة غير مجدية.. أعانكم الله على التقليل من هذه المشاكل لأن القضاء عليها قد يدوم سنوات وسنوات.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
3
  • جزائرية وافتخر

    بارك الله فيك الاخ نصرو تعليقك في الصميم ومشاركاتك دائما مفيدة راك الله يبارك ناشط في كل الصفحات حتى السياسية والاجتماعية والثقافية باين بللي عنك غيرة على البلاد

  • نصرو

    اذاكانت دولة صغيرة مثل قطر تحولت الى ملعب في لمح البصر وهي تسعى الى تنظيم كاس العالم رغم انها لاتملك شيئا في الرياضة سوى امكانيات مادية ولاعبون مجنسون من هنا وهناك للجزائر فضل كبير في هذا الموضوع وحتى في الملف الذي تقدمت به لتنظيم الكاس مستعينة بسمعة الجزائر الكروية من الاسطورتين ماجر وزيدان وحتى الجولات التي قام بها مسؤوليهم الى الجزائر وملاقاتهم بالرئيس بوتفليقة لهذا الغرض وقتها وعتمو على الامر كالعادة ولكن مايهمنا في الامر هو بلدنا الجزائر واذالم نهتم نحن بالرياضة ونحن منبعها واهلها فمن يهتم

  • نصرو

    مقال هادف لامس جرح الرياضة الجزائرية التي بقيت لسنوات حبيسة المرتزقة واصحاب المصالح الضيقة من الانانيين الذين لاتعني لهم الوطنية ولايفقهون فيها شيئا والحل يكون بوضع الرجال المناسبين والمشهود لهم بالوطنية والنزاهة كل في مكانه وبالنسبة للمنشات الرياضية كالملاعب وغيرها تعتبر بلادنا في تخلف لم تعرفه افقر الدول اذن متى تحركنا الغيرة والانفة وحب الوطن خصوصا ان الثروة البشرية متوفرة ولاتنقصنا سوى الارادة الم يطرح المسؤولون هذا السؤال وهل هم احياء ام اموات ام ماذا ياترى اذا كانت دولة صغيرة مثل قطر...