-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عمليات إحصاء للتلاميذ المتغيبين في عيد الفطر

الحكومة الفرنسية تسابق اليمين المتطرف في إيذاء المسلمين

محمد مسلم
  • 2682
  • 0
الحكومة الفرنسية تسابق اليمين المتطرف في إيذاء المسلمين
أرشيف
وزير الداخلية الفرنسية، جيرالد دارمانان

تنجرف الحكومة الفرنسية في مواقفها وممارساتها بسرعة نحو اليمين المتطرف، وهي التي يفترض أن مسؤولها الأول، الرئيس إيمانويل ماكرون، ترعرع وصنع لنفسه اسما ضمن تيار اليسار، الذي لا يعادي المهاجرين، بل يدافع عنهم في الكثير من الأحيان.
وفي موقف مثير للتساؤل، هاجم وزير الداخلية الفرنسية، جيرالد دارمانان، ما أسماه “الإسلام السني” ووصمه بالإرهاب، في أخطر انزلاق من مسؤول سام في مستوى وزير بارز في حكومة إليزابيت بورن، وذلك خلال زيارة له إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بل لم يكتف بذلك محاولا تأليب الإدارة الأمريكية على المسلمين.
وقال دارمانان: “أتينا لنذكّرهم أنه بالنسبة إلى الأوروبيين ولفرنسا، الخطر الأول هو الإرهاب الإسلامي السّنّي، والتعاون لمكافحة الإرهاب بين أجهزة الاستخبارات هو ضروري للغاية”، مضيفا: “بينما قد تكون للأمريكيين رؤية وطنية أكثر للأزمات (مثل) التفوق العرقي الأبيض وعمليات إطلاق النار الجماعية المتكررة والتآمر، لا يجب أن ينسوا ما يبدو لنا في أوروبا بمثابة التهديد الأول: الإرهاب السّنّي”.
وقبل أن يدلي المسؤول الفرنسي بهذا التصريح الخطير، شهدت فرنسا فضيحة مدوية، استهدفت أيضا الإسلام والمسلمين في هذا البلد، وقعت في عيد الفطر المبارك، لكن تم الكشف عنها مؤخرا من قبل صحيفتي “Le Monde” و”La Dépêche du Midi”، وتمثلت هذه الفضيحة في تلقي مديري بعض المدارس تعليمات الهدف منها ضبط قائمة بأسماء التلاميذ المتغيبين خلال عيد الفطر الأخير، كمؤشر على أنهم مسلمون، وهو الأمر الذي تم تسجيله في كل من “Hérault” و”Haute-Garonne”.
التعليمة الأولى كانت بتاريخ 26 أفريل 2023، ومصدرها محافظة الشرطة في تولوز بالجنوب الفرنسي، وهي تستهدف معرفة نسبة الغيابات بمناسبة عيد الفطر، وكان مصدر هذا الطلب هو مصالح الاستعلامات (المخابرات)، وجاء هذا الإجراء بعد نشر مقال في صحيفة “Le Figaro” اليمينية، نُشر في 24 أفريل، وتحدث عن زيادة معدل تغيب الطلاب خلال عطلة عيد الفطر المبارك.
أما التعليمة الثانية فكانت في 11 ماي الجاري، حيث تلقى مديرو المدارس الثانوية والكليات في منطقة مونبليي بالجنوب الغربي، طلبًا مشابهًا موقعًا من قبل مدير خدمات التربية، يتمثل في إجراء إحصاء لحالات الغياب المسجلة خلال عيد الفطر وتقييم تأثير هذه الغيابات على نتائج الطلاب.
التعليمة الموقعة في 11 ماي تم إلغاؤها في اليوم الموالي من قبل مدير التعليم في دائرة “Hérault” (مونبيليي)، ومع ذلك فقد فجرت هذه التوجيهات أو القرارات جملة من التساؤلات، أثارت قلق الأوساط المدرسية في فرنسا، بسبب تدخل مصالح المخابرات في الشؤون التربوية في فرنسا بخلفية هوياتية، الأمر الذي يتعارض مع علمانية الدولة، التي تقرها القوانين السارية.
القضية لم تمر من دون أن تخلف تململا في قطاع التربية، فقد سارعت نقابات التربية للتعبير عن غضبها، بسبب تغلغل المصالح الخاصة في القطاع لأغراض تستهدف الذين يدينون بالإسلام، وفق ما جاء في صحيفة “Dépêche du Midi”.
وبسبب خطورة ما حصل، سارع وزير التربية الفرنسي، باب ندياي، وهو من أصول سنغالية، للتعبير عن رفضه لتلك الممارسات، ودافع عن حق التلاميذ في الاحتفال بالأعياد الدينية “بغض النظر عن دينهم”، علما أن القوانين السارية، تؤكد على حق التلاميذ المسلمين من عطلة عيدي الفطر والأضحى.
يحدث هذا في الوقت الذي قرر اليمين الفرنسي، ممثلا في حزب الرئيس الفرنسي الأسبق، نيكولا ساركوزي، “الجمهوريون”، الكشف عن مشروع مقترح قانون متعلق بالهجرة، سيقدم للبرلمان، وهو المشروع الذي يتضمن المزيد من التضييق على المهاجرين، الذين يتشكل غالبيتهم من المسلمين.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!