-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الحلف السداسي ضد غزة.. حتى آخر قطرة دم فلسطينية

الحلف السداسي ضد غزة.. حتى آخر قطرة دم فلسطينية

لم يعُد هناك أدنى شك اليوم، بعد إعلان تشكيل الحلف السداسي ضد غزة (الولايات المتحدة، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، كندا وبريطانيا)، أنّ الغرب أصبح يتصرَّف ككتلة واحدة ظالمة لا خلاف بينها عندما يتعلق الأمر بالهيمنة المطلقة على الشعوب العربية والإسلامية وبقية شعوب العالم، في رمزية الهيمنة على القدس وفلسطين.. لا مجال في هذا المستوى للحديث عن حقوق الإنسان، أو القانون الدولي الإنساني، أو قوانين الحرب، أو حقوق الإنسان، وحقوق الطفل، والمرأة… كل هذه الإدعاءات التي تذيّل بها إعلانات حرب الإبادة، إنما هي مجرد ذرٍّ للرماد في العيون أمام ما نرى من أنواع التدمير والقتل والتجويع والتشريد ضد الشعب الفلسطيني الأعزل، لا حيلة له ولا جريمة سوى أنهعزلأعزل أنه  رفض الاستعباد وثار ضد قوانينه الظالمة ومخططاته الماكرة وطالب بالحرية وباستعادة وطنه المسلوب.

لم يسبق أن تم قصف مدينة في تاريخ البشرية بهذه الشدة مثلما تقصف غزة الآن، ولم يسبق أن تحالفت 6 دول كبرى تمتلك السلاح النووي وحاملات الطائرات والغواصات النووية، ضد شعب أعزل أو حركة مقاومة محدودة العدد والعدّة، لم يسبق أن عرف التاريخ مثل هذا الحجم من القوة غير المتوازنة في صراعاته.. لم يعرف التاريخ مثل هذه البشاعة وهذا الظلم في حق الأطفال والنساء.. لم يعرف حقدا أعمى مثل هذا الحقد الصهيوني وحقد الحلف السداسي الذي قرّر ألا يتوقف عن التدمير والقتل حتى آخر قطرة دم فلسطينية، ولو كانت من رضيع ولد للتو.. كان أولى بهؤلاء الصهاينة وهذا الحلف الشيطاني ضرب غزة بقنبلة نووية لينتهي أمرها بمن فيها في دقائق ويكشفوا عن وجههم الحقيقي… وإني لأجزم أنهم ما كانوا ليتردّدوا في ذلك لولا الخوف من انتشار الإشعاعات التي ستحرمهم من الاستيلاء على كل الأرض التي حلموا بها…

لقد فاق ما يقوم به هذا الحلف السداسي بأياد صهيونية ما قام به النازيون في الحرب العالمية الثانية، بل فاق كل إبادة قبله قام بها الغربيون ضد الشعوب الإفريقية والآسيوية وفي أمريكا اللاتينية قبل اليوم. ما يحدث في غزة الآن غير مسبوق في تاريخ البشرية، بل إنه أعلى درجات الإبادة التي عرفتها منذ أن بدأ الرجل الأبيض قطع الرؤوس في البلاد المستعمرة واستعبد سكانها في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر… وليس هناك تفسير آخر لهذا السلوك سوى أن الغرب مازال على حاله لم يتغيّر، كما قتل واستعبد ملايين السود والهنود الحمر والعرب والأبوروجين، وبنى أكبر مستعمراته: الولايات المتحدة وأستراليا، هو يفعل ذلك الآن في غزة، بنفس الوحشية وبنفس اللامبالاة وبلا إنسانية مؤكدا طبيعته العدوانية ومرضه العنصري ونظرته الاستعلائية واستكباره غير المحدود واعتبار الآخرين دون مستوى البشر.

كل ما حدث، أنه تم تجديد خطاب غلاة المستعمرين أجداد هؤلاء بعد أن ظن بعضنا أنه زال إلى الأبد وأنهم تغيروا.. وتأكّد لنا أنهم في سياساتهم تجاهنا لا يميّزون بين حاكم ومحكوم من غير طينتهم، بل إنهم ينظرون باستصغار ومقت كبيرين حتى إلى أولئك الذين مازالوا يصدّقون بأنهم يسعون للسلام والتعاون معهم وطي صفحة الماضي.

لقد كشفت دماء أطفال غزة هذه الحقائق المرة، وعلمنا أن مكرهم وغدرهم وجبروتهم بلا حدود، وأنهم لن يقبلوا منّا موقفا دون الخضوع التام، خضوع العبد لسيّده… لذا، فإنّ علينا الاستعداد لمعارك طويلة لاحقة من الآن فصاعدا، واستخلاص الدرس من غزة: إنهم لن يرحموك، ولن يقبلوا بك دون مستوى ردع عال تمتلكه، عسكري واقتصادي وسياسي…

ولعل أهم نتيجة حقّقتها معركة “طوفان الأقصى” أنها عرّت الحقائق أمام وعي الأمة وصدمته أكبر صدمة في تاريخه المعاصر، ليعلم طبيعة الصراع وحقائق الجغرافيا والتاريخ، وما عليه أن يمتلك من قوة ليفعل… والأهم من ذلك ماذا تعني فلسطين في معادلة الصراع الدولي وأيّ دور هو مناط بالكيان الصهيوني، ليدعمه الغرب بحلفه السداسي كل هذا الدعم، وهو يراه يبيد شعبا بأكمله ويدفنه حيا تحت الأنقاض…

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!