-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
قراءات مع العلامة الدكتور فاضل صالح السامرّائي

الحلقة السادسة عشرة: المبني للمجهول(2)

الحلقة السادسة عشرة: المبني للمجهول(2)

أما جواب السؤال الآخر وهو: هل يصحّ وضع أحدهما مكان الآخر؟.

فالجواب عنه أن كلّ مفردة إنما وضعت في مكانها المناسب من أكثر من وجه، ذلك أن سيّاق الآيات في سورة الواقعة إنما هو في السابقين المقربين، وهم أعلى الخلق من المكلّفين. قال تعالى: (والسابقون السابقون أولئك المقرّبون في جنات النعيم ثلة من الأولين وقليل من الآخرين على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين يطوف عليهم وِلدان مُخلّدون بأكواب وأباريق وكأس من معين لا يُصّدعون عنها ولا ينزفون وفاكهة مما يتخيّرون ولحم طير مما يشتهون وحور عين كمثل اللؤلؤ المكنون جزاء بما كانوا يعملون لا يسمعون فيها لغوا ولا تأثيما إلا قيلا سلاما سلاما).

وسيّاق الآيات في سورة الصافات إنما هو في المؤمنين المخلصين.

قال تعالى: (إلاّ عباد الله المخلصين أولئك لهم رزق معلوم فواكه وهم مُكرّمون في جنات النعيم على سرر متقابلين يطاف عليهم بكأس من معين بيضاء لذّة للشاربين لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون وعندهم قاصرات الطرف عين كأنهم بيض مكنون).

والسابقون أعلى من هؤلاء، فإنهم أعلى الخلق المكلّفين، فإنه ليس كل مخلص من السابقين المقرّبين وإن كل سابق مخلص، ولذلك نرى الجزاء مختلفا.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!