الحلقة (10): المشكّكون وحرفة الخداع والتّدليس

المتشككون ممن تستضيفهم القنوات الإعلامية، ليتحدثوا في علوم الشريعة بما يسمونه التفسير العقلي، ليسوا إلا متعلمين عاديين، لا تتجاوز درجات عقولهم 120 درجة، وهذه الدرجة من الذكاء لا تؤهلهم لإدراك مستغلقات التأويل، التي تستلزم قدرات ذهنية عالية ورسوخا علميا يتجاوز حدود المعرفة العادية أو ما فوق العادية، ولذلك تجدهم حاذقين متمرسين في التدليس والتلبيس والتزوير والخداع والتضليل والتلاعب بالألفاظ، على نحو ما يفعله الفلاسفة أو السحرة حين يخادعون المشاهدين، فيعقدون حبالهم وينفثون فيها، ليخادعوا المشاهدين على ما يأتون به من سحر، والحال أنهم يحترفون لعبة الخداع والتمويه بالسرعة الفائقة التي تتقنها أيديهم ولا يراها المشاهدون، فتنطلي عليهم تلك الحيل والخدع فيخالونها حقائق ثابتة.

كذلك هؤلاء المدلّسون من المتشكّكة، فهم يتقنون فن اللعب بالكلام، فيُطَلْسمون كلامهم بفيض من الألفاظ والعبارات المخادعة، فيتظاهرون بأنهم متخصصون في علوم الشريعة، على نحو ما تعود على ترديده في الفضائيات المسمى جاب الخير (هداه الله وألهمه رشده وصحح مغالطه أمام جمهوره ليتوب الله عليه).

والغرض من ذلك هو تغليط المشاهدين، والتدليس عليهم والتعمية على عامة الشباب، ممن يسهل جذبهم بهذا الفن من التلاعب والخداع، فيلتبس عليهم الأمر ويعتقدون صحة ما يقوله المتشككة، وهم في مناهجهم الخارجة عن حدود الله، ليسوا إلا مثقفين متأثرين بمناهج الحداثة المادية في الأديان والعقائد الغيبية، وكذلك بمناهج المنصرين وتلاميذهم ممن أسسوا مدارس الاستشراق، وهي المدارس الغربية والشرقية التي اختار المنتسبون إليها، طرق التزوير والتضليل والتلبيس لمحاربة مشاريع الأمة الدينية والثقافية والسياسية.

ومن أجل تحقيق مرادهم تخصصوا في الدراسات الشرقية، أعراقها وأديانها ولغاتها ونظم أخلاقها وآدابها، حتى إنهم عرفوا دقائق الأخبار والسير وأحوال الرجال والنظم، كيما يقفون على بعض الثغرات التاريخية والاجتماعية، كي ينفذوا منها إلى الطعن في أصل العرب ونسبهم وموجات هجراتهم، ونظم زواجهم وحِلّهم وترحالهم وظعنهم وأساليب عيشهم.