-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الجزائر والمقابلات الفاصلة المؤهلة للمونديال

الخضر ربحوا أربع مواجهات حاسمة من بين خمسة

ب. ع
  • 4554
  • 0
الخضر ربحوا أربع مواجهات حاسمة من بين خمسة

طوى الجزائريون ملف كأس إفريقيا مبكرا في هذه النسخة، ونسوا بسرعة الخيبة التي لازمتهم في ثلاث مباريات لم يسجلوا فيها سوى هدفا ونقطة فقط، ومحكوم عليهم النسيان لأن موعد المباراة الفاصلة المؤهلة للمونديال صار قريبا جدا، حيث تعرّف الخضر، الجمعة، على منافسهم وهو الكاميرون الذي يعتبر ضمن ثلاثي إفريقي سبق له وأن بلغ الدور الربع النهائي من كأس العالم في دورة إيطاليا سنة 1990.

وللجزائر قصص مع المباراة الفاصلة أو المباراة الأخيرة المؤهلة للمونديال، كانت آخرها تلك التي لعبت منذ تسع سنوات في زمن خاليلوزيتش أمام بوركينا فاسو من أجل التأهل للمونديال البرازيلي، فقد ختم المنتخب الوطني الجزائري، مباريات التأهل لكأس العالم بالبرازيل 2014 رائدا لمجموعته، وتأهل قبل المرحلة الأخيرة، ليبلغ المباراة الفاصلة التي تخطوا بها بوركينا فاسو بعد خسارة بثلاثية مقابل هدفين خارج الديار، وفوز بهدف نظيف في البليدة.

المصريون تواجدوا مرتين في طريق الخضر والكامرون لأول مرة

ورغم أن الخضر لعبوا تصفيات المونديال، منذ دورة 1970 وتأهلوا أربع مرات، إلا أنهم، لم يبلغوا المقابلات الفاصلة إلا في خمس مناسبات حاسمة، حققوا في أربع منها التأهل وفشلوا مرة واحدة، وستكون مواجهة مارس القادم، السادسة في تاريخ الكرة الجزائرية، بعد مواجهتين ضد مصر وأخرى ضد نيجيريا وتونس وبوركينا فاسو.

لم يحدث وأن بلغ الخضر في مشاركاتهم الثلاث الأولى من عام 1970 إلى 1978 حدود ما بعد الدور الثاني، إلى أن بلغوا الدورة الإسبانية عام 1982، حيث وصلوا الدور الأخير، واصطدموا بمنتخب نيجيريا، القرعة ساعدت رفقاء اللاعب المحترف جمال زيدان، بالسفر في اللقاء الأول إلى لاغوس، وكانت نيجيريا متعطشة أيضا للمشاركة في المونديال، خاصة أنها أضاعت بطريقة غريبة بطاقة التأهل لمونديال الأرجنتين عام 1978 أمام تونس، عندما بلغت الدور قبل الأخير، فتعادلت في ملعب المنزه، وخسرت على أرضها، وقيل حينها إن نيجيريا دخلت في حداد لعدة أيام، وقرّرت الثأر من الجزائر في اللقاء الفاصل على اعتبار أن الجزائر جارة لتونس، ولكن هدفين من جمال زيدان ولخضر بلومي في الشوط الأول في العاشر من أكتوبر 1981 صدما النيجيريين، وبخّرا أحلامهم.

وكان رفقاء أوديغبامي وهم حينها أبطال إفريقيا، قد قاموا بتحضيرات أشرف عليها رئيس البلاد في انجلترا، ولم تكن المنتخبات الإفريقية تضم لاعبين محترفين باستثناء لاعب واحد، بينما سافر الخضر إلى بينين لأجل التحضير مع مشاركة ثلاث لاعبين محترفين فقط، وتمكن رفقاء الراحل سرباح من تسجيل هدفين وتأمين السبق في المرحلة الثانية، وفي اللقاء الثاني الذي أجري في الثلاثين من شهر أكتوبر بملعب 17 جوان بقسنطينة، كان على نيجيريا تحقيق المعجزة، في الوقت الذي أغلق ملعب 17 جوان أبوابه في وجه المناصرين على الساعة الثامنة صباحا بسبب توافد مالا يقل عن ستين ألف مشجع، رغم أن المقابلة انطلقت في حدود الرابعة عصرا، وتفاجأ الأنصار بالتشكيلة التي واجهت نيجيريا حيث قاد الخضر الثلاثي معوش وسعدان واليوغوسلافي رايكوف، وكان ضمن التشكيلة صالح لارباس بدلا عن مصطفى كويسي، ومحمد قاسي السعيد، ولاعب الوسط محيوز في مكان علي فرقاني، وقيل حينها أن وزير الشباب والرياضة في ذلك الوقت، جمال حوحو هو الذي ضغط على طاقم التدريب لأجل إشراك محيوز لاعب مولودية العاصمة الذي غاب رفقة محمد قاسي السعيد ورابح قموح عن مونديال إسبانيا، رغم مشاركتهم في التصفيات.

كما أعاقت الإصابة اللاعب صالح عصاد عن المشاركة، وقبع في الاحتياط، وتم إشراك اللاعب المحترف في نيم الفرنسي رابح قموح الذي تواجد في المدينة التي صنع فيها اسمه وشهرته عندما قاد مولودية قسنطينة، في زمن أمجادها، ولم يشارك إلى جانبه من المحترفين غير زيدان لاعب كورتري البلجيكي واللاعبين منصوري ومصطفى دحلب الناشطين في البطولة الفرنسية، وسارت المواجهة، كما أرادها الجزائريون، حيث سجل بلومي هدفا تلقى فيه الكرة من جمال زيدان، وعدل النيجيريون النتيجة، ولم تكن المباراة ذات مستوى رفيع، إلى أن سجل ماجر هدفا رائعا بعد أن رفع الكرة فوق رأس المدافع وهزّ الشباك، بعد تمريرة دحلب الذي تلقى كرة بالعقب من بلومي، وبلغ الخضر المونديال.

وفي سفرية التأهل لكأس العالم في المكسيك عام 1986، بلغ أشبال سعدان الدور الفاصل وساعدتهم القرعة في لعب اللقاء الأول خارج الديار أمام تونس، حيث حضّر الفريق الوطني بين الجزائر وفرنسا، وجرت المباراة في أجواء مثالية لا يمكن الحلم بأحسن منها، بحضور أكثر من 10 آلاف مشجع جزائري، ألهبوا مدرجات ملعب المنزه، ورغم أن التونسيين بادروا بالتسجيل، إلا أن الفريق الجزائري أعاد بفضل ماجر الأمور إلى نصابها، وتحوّلت المباراة بعد ذلك إلى عزف منفرد، قاده بلومي العائد من إصابة، ونجت تونس من هزيمة تاريخية عندما توقف عداد التهديف عند رباعية مقابل هدف واحد، وتفسح رفقاء ماجر في اللقاء الثاني الذي جرى في بداية نوفمبر في ملعب خمسة جويلية تحت أمطار طوفانية، فكانت الثلاثية النظيفة تأكيدا لحصول الخضر على بطاقة المونديال الثانية.

وبلغوا في تصفيات مونديال 1990 في إيطاليا للمرة الثالثة على التوالي المباراة الفاصلة، لكنهم اصطدموا بالمنتخب المصري الذي كانت له أفضلية استقبال الخضر في لقاء العودة، في زمن المدرب الذي توفي مؤخرا كمال لموي، وحدث ما لم يكن في الحسبان في اللقاء الأول في قسنطينة، حيث أعاقت الأمطار الطوفانية رفقاء ماجر، وبدا المنافس المدافع عن مرماه أكثر راحة، ورغم أن الكرة ارتطمت بعمود وعارضة الحارس أحمد شوبير في مناسبتين، إلا أن النتيجة السلبية هي التي ختمت المواجهة، وأصبح الخضر مطالبين بالفوز أو التعادل الإيجابي في القاهرة في ملعب ناصر، فتم الاستغناء عن كمال لموي، والاستعانة بالراحل عبد الحميد كرمالي، بهدف المغامرة في القاهرة وإكمال المهمة في كأس أمم إفريقيا، وعاش الجزائريون تسعين دقيقة لا تنسى، حيث سجل حسام حسن هدفا في الأنفاس الأولى للمباراة، أصيب فيها الحارس الهادي العربي، ولم يتمكن ماجر ولا حركوك القادم من القسم الثالث الإنجليزي من تسجيل هدف التأهل، وسقط الخضر لأول ولآخر مرة في المباراة الفاصلة المؤهلة للمونديال.

وقرّرت الفيفا بعد مونديال 1990 اتباع الطريقة الأوروبية مع القارة السمراء في تعيين المتأهل للمونديال من خلال تأهيل أول المجموعة وليس المقابلات الاقصائية، ولم تكن فألا على الخضر الذين كانوا دائما في المراكز الأخيرة، بل وأحيانا لا يبلغون حتى دور المجموعات كما حدث في تصفيات مونديالي 1998 و2006، وحدث أيضا ما لم يكن في الحسبان في مونديال 2010 عندما تواجدوا في المركز الأول للمجموعة في الدور الثاني، منذ الجولة الثانية عندما فازوا على مصر بثلاثية مقابل هدف، ليبدأ المصريون عملية المطاردة المثيرة وتقليص فارق النقاط وفارق الأهداف حتى تساوى المنتخبان في النقاط وفارق الأهداف بعد مباراة القاهرة الشهيرة، وصارت المباراة الفاصلة هي الفيصل بين المنتخبين، وحققت القرعة أمنية المصريين في لعب المباراة في السودان وليس في تونس كما اقترح الجزائريون، ودارت المباراة في 18 نوفمبر 2009 في أم درمان، وعادت الكلمة للخضر الذين لعبوا مباراتهم الفاصلة الأخيرة والثالثة بنجاح، ليواصلوا في عهد البوسني خاليلوزيتش نجاحهم في المباريات الفاصلة على حساب بوركينا فاسو.

ليبلغوا الآن سادس مواجهة فاصلة في تاريخهم، أمام منافس قوي لم يسبق للخضر وأن فازوا عليه، ولكن لقاء الذهاب سيُلعب في الكاميرون في شهر مارس، ولقاء العودة في مدينة البليدة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!