-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
بعد الخروج من الدور الأول في نسخة 2022 بالكاميرون

“الخضر” من أجل النجمة الثالثة

م. وليد
  • 746
  • 0
“الخضر” من أجل النجمة الثالثة

أصبحت أنظار الشارع الكروي الجزائري منصبة من الآن على التحديات التي تنتظر المنتخب الوطني، في العرس الإفريقي، الذي تحتضنه كوت ديفوار. وهي الفرصة التي تبدو مواتية لتشكيلة المدرب جمال بلماضي، حتى تبرهن عن صحة نواياها في فرض نفسها بغية التنافس على التتويج باللقب القاري، خاصة في ظل الأجواء المعنوية الإيجابية، إضافة إلى سلسلة النتائج الإيجابية المحققة، سواء في المواعيد الودية أم الرسمية، آخرها البداية القوية في تصفيات مونديال 2026، بعد الفوز في ملعب براقي، أمام الصومال، ثم العودة بفوز ثمين من خارج الديار على حساب منتخب الموزمبيق.

الشارع الكروي يساند رفقاء محرز ويطالبهم بثورة كروية بكوت ديفوار

يشارك المنتخب الجزائري في النسخة الرابعة والثلاثين من بطولة كأس إفريقيا للأمم، المقررة بكوت ديفوار، وعينه على الذهاب بعيدا في هذه المنافسة، وبالمرة نسيان النكسة التي مني بها في نهائيات الكأس الإفريقية، التي لعبت بالكاميرون، مطلع عام 2022، حيث خرج رفقاء محرز من الدور الأول، بعد اكتفائهم بتعادل وحيد ونقطة يتيمة ووجه شاحب فاجأ الجميع، ما أثار حينها حفيظة الجزائريين الذين كانوا ينتظرون تتويجا بعد ذلك المحصل عليه صائفة 2019 بالقاهرة، وهو الأمر الذي يجعل نسخة كوت ديفوار فرصة لا تعوض للعودة إلى الواجهة، بلغة الإقناع والبرهان فوق الميدان، بغية التنافس على أهداف طموحة ونوعية، خاصة وأن الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، بقيادة رئيسها الجديد وليد صادي، قد رسمت الوصول إلى الدور نصف النهائي كهدف أساسي، ما يجعل الكرة في مرمى العناصر الوطنية والمدرب جمال بلماضي لتجسيد هذا الطموح على أرض الواقع.

اللاعبون عازمون على وجه جديد ينسي مهزلة “كان 2022”

أبدى لاعبو “الخضر” أملهم في تحقيق مشوار مميز خلال نهائيات “كان 2024” بكوت ديفوار، خاصة في ظل الإمكانات المسخرة من طرف الفاف، من أجل تحضير جيد ينسي نكسة كأس إفريقيا الماضية التي جرت في أجواء استثنائية، وعلى وقع مخلفات وتأثيرات “الكوفيد”، الذي حرم أغلب اللاعبين من التواجد في لياقتهم المعهودة، مثلما أكده المدرب جمال بلماضي، الذي اعترف بأن تحضيرات المنتخب الوطني لكأس إفريقيا يومها كانت “فوضوية”، مشيرا إلى أن الإخفاق في نسخة الكاميرون كان نتيجة حتمية لظروف غير مناسبة.. بدليل أن خمسة لاعبين فقط من التشكيلة لم يصابوا بفيروس كورونا، “الأمر الذي خلق لنا تعقيدات كبيرة في تحديد التشكيلة المناسبة، حيث لم نتوفر على مجموع التعداد طيلة المنافسة، غير أن الأمور تغيّرت اليوم، خاصة وأن عددا كبيرا من اللاعبين الجدد التحقوا بالتشكيلة الوطنية، مع مغادرة البعض لأسباب متعددة”. والواضح، من تصريحات بلماضي حول مخلفات الإخفاق في دورة الكاميرون لأسباب وعوامل مختلفة ومتداخلة، من بينها تأثيرات وباء كورونا ومشاكل فنية وتنظيمية مختلفة، إلا أن ما يهم الكثير هو ضرورة فتح صفحة جديدة وإيجابية تسمح للمنتخب الوطني بخوض غمار نهائيات “كان 2024” من موقع قوة، وبنية فرض نفسه بغية المراهنة على التتويج القاري، بصرف النظر عن صعوبة المنافسة واشتداد التنافس بين مختلف الأندية الطموحة أو الراغبة في إحداث المفاجأة.

لقبان قاريان في تاريخ الجزائر في انتظار التتويج الثالث

وبالعودة إلى تاريخ المنتخب الوطني في نهائيات كأس أمم إفريقيا، ومنذ أول مشاركة بدأت سنة 1968، فقد فاز “الخضر” بالتاج القاري مرتين، الأول كان ربيع سنة 1990 في بطولة أقيمت بالجزائر، وذلك على حساب منتخب نيجيريا في النهائي بهدف وقعه اللاعب وجاني، حيث ضمت مجموعة الجزائر كلا من نيجيريا وساحل العاج ومصر، وقد كانت المباراة الافتتاحية أمام نيجيريا التي سحقها رفقاء ماجر ومناد بخماسية كاملة، مقابل هدف، والفوز على ساحل العاج في المباراة الثانية كان بثلاثية نظيفة، ثم جاء دور مصر في الجولة الثالثة، وقد فاز بدلاء المنتخب الوطني على الفراعنة بثنائية نظيفة. لتتأهل الجزائر بكل جدارة للدور نصف النهائي، وقد قابلت منتخب السنغال الذي فازت عليه بهدفين مقابل هدف، فكان الموعد لتنشيط النهائي، لثاني مرة في تاريخ المنتخب الوطني، حيث فاز رفقاء ماجر بهدف لصفر، وحققوا بذلك حلم الجزائريين، بافتكاك أول لقب قاري في تاريخ الكرة الجزائرية، وكانت الكأس الإفريقية الثانية سنة 2019 في الأراضي المصرية، حيث أوقعت القرعة الجزائر في مجموعة ضمن منتخبات السنغال وكينيا وتنزانيا. وقد فرض رفقاء مبولحي منطقهم في المرتبة الأولى بالعلامة الكاملة (9 نقاط)، فكان الموعد مع منتخب غينيا في الدور الـ 16 على وقع الفوز بثلاثية نظيفة، ثم منتخب كوت ديفوار في دور ثمن النهائي بركلات الترجيح (4-3) بعد انتهاء المباراة في وقتها الأصلي بهدف لكل فريق، ثم التغلب على نيجيريا في نصف النهائي بهدفين مقابل هدف، ليتجدد الموعد مع منتخب السنغال في النهائي، وعادت الكلمة للمنتخب الوطني بهدف وقعه بونجاح، مانحا بذلك اللقب القاري الثاني في تاريخ الكرة الجزائرية، لكن هذه المرة خارج القواعد.

إمكانات كبيرة تحت تصرف “الخضر” ولقب “كان 2019” في الأذهان

بلوغ نصف النهائي الهدف المسطر للفاف

والواضح، أن المكتب الفدرالي الجديد يعول كثيرا على نسخة 2024 من “الكان”، بدليل الإمكانات المسخرة من طرف هيئة وليد صادي، من الناحية المادية والتنظيمية، وهذا كله يصب في خانة تحفيز اللاعبين على توظيف جميع إمكاناتهم، للعب على أدوار طموحة تسمح بالذهاب بعيدا في هذه المنافسة. وفي هذا الجانب، فقد قال رئيس الاتحاد الجزائري الجديد وليد صادي عن مشاركة “الخضر” في كأس إفريقيا المقبلة بكوت ديفوار: “الهدف المسطر، هو بلوغ نصف نهائيات كأس أمم أفريقيا 2024، وأعتقد أن المدرب جمال بلماضي يُشاركني الرأي، فقد قال بعد مباراة السنغال الودية إنه يهدف إلى مواجهة ضد نفس المنتخب في نهائي العرس القاري..”. وبقدر دعوة صادي إلى مبدإ قيام اللاعبين بواجبهم فوق الميدان، فإنه حرص على ضمان الحقوق وتوفير الإمكانات المناسبة، حيث قال في هذا الجانب: “سأجنب المدرب جمال بلماضي التفكير في الأشياء الجانبية التي من الممكن أن تؤثر على تحضيرات المنتخب الجزائري، هذا المدرب سيكون عليه التركيز فقط على الجانب الفني، بدوري، أكن له كل الاحترام والتقدير لشخصه، وكذلك للعمل الذي يقوم به منذ توليه هذه المهمة”.

الشارع الكروي يساند رفقاء محرز ويطالبهم بثورة كروية بكوت ديفوار

ولم يتوان الشارع الكروي الجزائري في الكشف عن طموحاته وتطلعاته بخصوص التحديات التي تنتظر المنتخب الوطني في نهائيات “كان 2024” بكوت ديفوار، حيث يأمل في ظهور رفقاء بن سبعيني بوجه إيجابي يسمح لهم بتجاوز عقبة الدور الأول كهدف أولي، مع العمل على التفاوض من موقع جيد مع بقية الأدوار الأخرى بغية تحقيق مشوار إيجابي، يسمح بالذهاب بعيدا في هذا العرس القاري، خاصة بعد استعادة المنتخب الوطني لتوازنه بناء على النتائج الإيجابية، المحققة خلال الأشهر الأخيرة، سواء في المواعيد الودية أم الرسمية، من ذلك فوزه الودي في السنغال، وكذلك سلسلة النتائج الإيجابية المتتالية خلال تصفيات “كان”، وكذلك تدشين التصفيات المؤهلة لمونديال 2026 بفوزين هامين على حساب الصومال والموزمبيق، حيث فاز المنتخب الوطني على الأول في عقر الديار، والثاني خارج الديار، وهو الأمر الذي يجعله يسير بخطى ثابتة نحو التحكم في مجريات مجموعته، حتى يسير بخطى ثابتة نحو التواجد في مونديال 2026، مثلما تعد النتائج الإيجابية الأخيرة محفزا هاما لخوض غمار كأس أمم إفريقيا بكوت ديفوار، بنية التنافس على اللقب القاري، أملا في إثراء خزانة التتويجات بالنجمة الثالثة.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!