-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

“الخضر” ودرسُ الغياب عن المونديال

ياسين معلومي
  • 440
  • 0
“الخضر” ودرسُ الغياب عن المونديال

تتجه الأنظار بعد ساعات لحفل افتتاح النسخة الثانية والعشرين من بطولة كأس العالم، التي تستضيفها قطر في الفترة من 20 نوفمبر إلى 18 ديسمبر 2022، بعد رحلة طويلة وشاقة دام عمرها 12 عاما منذ أن مُنحت قطر الحق في استضافة -أعظم حدث في العالم- لأول مرة في المنطقة العربية.

ورغم الانتقادات التي توجَّه يوميا إلى البلد العربي بأنه غير جاهز لاحتضان منافسة بحجم كأس العالم، إلا أن الواقع يؤكد عكس ذلك، فكل المنتخبات التي حطت الرحال بقطر أثنت على جاهزيته، وكل النجوم العالميين يتقدمهم رونالدو وميسي وبن زيمة ومبابي ونيمار وغيرهم فوجئوا بالإمكانات الكبيرة المسخرة لإنجاح هذا العرس العالمي، الذي يشارك فيه 32 منتخبا.

حسن الذوادي، الأمين العام للجنة العليا للمشاريع والإرث، قطع الشك باليقين وساعات قبل الموعد العالمي حين قال بصريح العبارة موجها كلامه إلى المشككين والمنتقدين أن قطر، ستُسطر لحظة مهمة في تاريخ العالم العربي عند اللقاء الافتتاحي بين قطر والإكوادور وسيختتم حفل الافتتاح رحلة طويلة وشاقة عمرها 12 عاما منذ أن مُنحت قطر الحق في استضافة أعظم حدث رياضي في العالم، لأول مرة في المنطقة العربية.

من المؤسف للغاية أن الكثير من التعاليق قد انحرفت إلى قبول المعلومات المضللة، ورفض الفوارق، وغالبا ما يدعم باستعارات عنصرية قائمة على التحيزات والقوالب النمطية الراسخة في الشرق الأوسط والعالم العربي.. لا يعني هذا أن بلاده ترفض النقد البناء، بل تتفاعل مباشرة وتدرس كل كلمة. وأكد أن هذه البطولة هي منارة للتقدم والمساهمة في إصلاحات العمل في قطر المعترف بها دوليا. ورغم أولئك الذين يظنون أن قطر والعالم العربي لا يستحقون لعب دور المضيف، فإن الحقائق تشير إلى أن الناس يختلفون؛ فقد بيعت 97% من التذاكر، والمملكة المتحدة من بين الأسواق الخمس الأولى لتلك المبيعات.

نسخة مونديال2022 بالنسبة للجزائريين لها نكهة خاصة، فالجميع لازال متأثرا بالإقصاء وفي ذاكرتنا أخطاء بعض اللاعبين في لقاء العودة أمام الكاميرون، والتحكيم السيء والمنحاز للحكم الغامبي بكاري غاساما والذي حرمنا من التواجد في قطر، رغم أننا كنا نستحق التأهل، لكن القدر شاء أن لا نتواجد في المونديال التاريخي، وكرة القدم رفضت هذه المرة أن تحتضن هذا الجيل من اللاعبين، وتطالبهم بالاجتهاد أكثر، وتحفزهم لأن يكونوا حاضرين في قادم الاستحقاقات، لكن بالعمل والمثابرة.

اقتراب الحدث العالمي والتاريخي، والصور والأخبار الحية التي تصلنا من موقع الحدث، يجعلنا اليوم نفكر في كأس العالم القادمة التي ستُلعب في القارة الأمريكية، فالمدرب الوطني واللاعبون يشعرون اليوم بحقيقة عدم التواجد والمشاركة في المونديال، الذي سيشاهدونه على شاشة التلفاز.. لاعبو التشكيلة الحالية وخاصة محرز وسليماني ومبولحي وماندي الذين كانوا متواجدين في كأس العالم 2014 بالبرازيل يعرفون حلاوة كأس العالم، التي تتيح للاعبين فرصة الحصول على عقود جديدة، ويضيفون إلى مسيرتهم الكروية مشاركتهم في كأس العالم، وهو الحلم الذي يتمنى تحقيقه أي لاعب في مشواره الكروي.

رغم أن عقولنا كمحبين للكرة المستديرة في كأس العالم بقطر والنكهة والفرجة التي ستقدمها المنتخبات ونجومها، إلا أن قلوبنا  كجزائريين مع المنتخب الجزائري الذي لعب مقابلتين وديتين الأولى في وهران أمام مالي والثانية في مالمو أمام المنتخب السويدي، اللقاءان كانا فرصة للمدرب الوطني وكتيبته للتحضير للمنافسات القادمة، وخاصة التأهل إلى كأس إفريقيا 2024، وإعطاء الفرصة لبعض اللاعبين الجدد للتأقلم وإثبات جدارتهم ومكانهتم، والبحث عن حلول جديدة في عديد المراكز التي يكون قد لاحظ المدرب الوطني ضعفا أو نقصا فيها.. في انتظار قدوم أربعة أو خمسة لاعبين جدد إلى التشكيلة الوطنية والالتحاق باللاعب آيت نوري الذي أصبح منذ الأسبوع الماضي لاعبا دوليا جزائريا بعد أن تقمص سابقا ألوان المنتخب الفرنسي.

الإقصاء من المونديال هو درس حقيقي للمدرِّب وكل اللاعبين المجبَرين على انتفاضة في قادم الاستحقاقات، فلا أحد كان يظن أن “الخضر” سيغيبون عن المونديال القطري خاصة بعد الانطلاقة القوية سنة 2019، لا بد من تصحيح الأخطاء سريعا من أجل التأهل إلى كأس العالم القادمة في 2026 وهو الوعد الذي قطعه محاربو الصحراء مع أنفسهم، خاصة بعد عدم التأهل إلى مونديال قطر الذي لا زال يؤلمنا ويوجعنا ولن نشفى منه إلا بعد نهايته.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!