الخضر يلعبون بجمهور من ذهب وبأكشاك مغلقة
لا يمكن لجمال بلماضي وللاعبيه أن يحلموا بأحسن من الصور التي شاهدوها سهرة الجمعة، في ملعب وهران في مباراة كان الفوز فيها بشق الأنفس ومن دون مستوى كبير، فرغم سعة الملعب المقبولة والتي ترواح رقم الأربعين ألف متفرج، ورغم الظرف الكروي الخاص في غياب الخضر عن المونديال القطري القادم، ورغم ما حدث لسليماني ومحرز وحتى جمال بلماضي من سوء تفاهم مع الصحافة والأنصار وتزامن المباراة مع الدخول الاجتماعي، إلا أن الحصول على مقعد واحد في الملعب الأولمبي الجديد، لم يتسنى حتى لبعض الشوفينيين الذين بحثوا عن تذكرة بنصف مليون سنتيم في السوق السوداء ولم يحصلوا عليها.
لقد قدّم الجمهور الوهراني في سهرة الجمعة هدية من ذهب للاعبين، ولا يمكنهم أن يجدوا دفعا معنويا يمنحهم الرغبة في الإبداع والتعب وبذل العرق من أجل القميس الوطني مثل المشاهد الجميلة والحضارية التي قدمها جمهور وهران، والذي كان خاصا جدا بسبب تنوعه من الجنسين وأيضا من كل الأعمار بما في ذلك العائلات التي جاءت بكبيرها وصغيرها في منظر نادر في ملاعب الجزائر، وقد يتحول إلى تقليد خاصة في الملاعب الجديدة المنتظرة قريبا في براقي أولا ثم تيزي وزو ودويرة وحتى ملعبي قسنطينة وعنابة المعنيين بمنافسة كأس إفريقيا للمحليين بعد أن تم زرع الكراسي على المدرجات وتغيير أبواب الدخول التي صارت محترمة جدا.
المتتبع لبعض المباريات الودية التي لعبت في مختلف القارات، يلاحظ، بأن المنتخبات التي أخفقت في بلوغ نهائيات كأس العالم وحتى في مباريات الدوري الأوروبي للأمم، لعبت في أرضها أمام مدرجات شبه شاغرة بسبب الخيبة التي عاشها مناصروها بعد عجز منتخباتها في بلوغ مونديال قطر، كما أن الفارق الزمني الطويل جدا بين مباراة الجمعة والمباراة القادمة أمام نيجيريا وما بين الموعد الرسمي في نهاية مارس من السنة القادمة، كبير جدا، ومع ذلك قرر الأنصار منح الدعم غير المشروط لجمال بلماضي الذي تعوّد على الاستقبال في ملعب تشاكر بالبليدة، الذي بدا سعيدا وأحيانا مندهشا من الوفاء الذي يكنه المناصرون للمنتخب الجزائري الذي لم يمنحهم في الفترة الأخيرة خاصة في أمم إفريقيا في الكامرون ثم أمام الكامرون في المباراة الفاصلة المؤهلة للمونديال، سوى الخيبة.
أداء الأنصار الحضاري والمثالي، قبل وأثناء وبعد المباراة، رمى الكرة في منطقة المنتخب الجزائري، وطالب لاعبيه بمراجعة حساباتهم، وعدم الوقوع في الأخطاء من خلال تعاملهم الاستعلائي مع المناصرين، وأيضا من خلال ضرورة العودة بقوة وإيجاد الحلول الفنية للأداء المهتز في عديد الخرجات القليلة الماضية.
في وهران حقق المنتخب الجزائري أمام منتخب غينيا المتواضع، إنتصارا عابرا بهدف نظيف من دون إقناع، ولكنهم حققوا بأنصارهم انتصارات دائمة.
