الرأي

الخمر لتعويض النفط

عمار يزلي
  • 3409
  • 0

خرجت منذ أيام قليلة الندوة الوطنية (جدا) للتجارة الخارجية بتوصيات للحكومة ووزارة بن يونس، مفادها أن تجارة الخمور، تعتبر إحدى أوراق اللعب الرابحة في مجال التجارة الخارجية خارج المحروقات، وتوصي بضرورة الاهتمام بزراعة الكروم وتطوير إنتاج واستهلاك الخمور وتصديرها.

نمتُ على وقع هذا الخبر لأجد نفسي أرأس لجنة  خبراء” (في السكر) واسمي هوعمار بن نواس، من أجل تحضير أرضية لقانونمحروقاتجديد (محروقات الآخرة قبل الدنيا)، ويتعلق الأمر بتطوير إنتاج واستهلاك وتوزيع وتصدير كل أنواع الخمور، وتعميمها لتصبح أرخص من الماء والبنزين والمازوت والزيت، لكي يقبل عليها المواطن المسلم، ويتم بذلك تحقيق إنتاج مجتمع عصريمناهض للإرهاب (الإسلامي). هذا هو تصوّري، وتصوّرنا في اللجنة، والذي أوعز لي به هو الوزيرصخشيا“. فلقد قال لي: الحكومة تريد أن نجعل من الخمور مادة أولية تكفي للاستهلاك المحلي وللتصدير لتعويض النفط والغاز. الأمريكان والفرنسيون هم من سيتكلفون بزراعة وإنتاج الخمور وتسويقها أيضا. وزارة التجارة ستعوّض عما قريب سوناطراك في مجالالريعستصبح الجزائر بفضل هذا المشروع، تعتمد على ريع الخمر عوض النفط. هكذا سيدخل الجزائريون جنات تجري منها تحتها الأنهار ولا حاجة لهم لكي يصلّوا أو يحجّوا (الصيام جائز) حتى يموتوا ليدخلوها!

لم يطل المشروع، ومرّرنا تحت أنف البرلمان قانون المحروقات الخمرية، بلا نقاش، بين الدورتين بمرسوم. وجاء الأمريكان للفلاحة والفرنسيون للتجارة والصينيون والهنود والأفارقة للعمالة، وصارت الخمور في كل مكان حتى أنه حُفرت لها قنواتٌ عابرة للصحراء لتصل إلى أعماق صحرائنا الشاسعة في عين أميناس وتمرانست وإيليزي وغرداية والوادي وبـسكرة“! لم يقبل الجزائريون هذا الأمر في البداية، لكن تعوّدوا عليه بعدما أقفلنا عليهم حنفيات الماء (عين) الصالح للشرب وصار سعر الخمور بنصف سعر الماء! حتى الخنادق التي حفرناها في معركة الخندق في حدودنا الغربية مع المغرب، صارت تسيل وديانا من خمر لذة للشاربين، مما أنهى عملية تهريب المازوت والبنزين، وعوضت الخمرة الزطلة، وصار الناس يقبلون على فلاحة الكروم أكثر من أي شيء آخر! حتى المغرب، ترك زراعة الكيف وتكيّف مع وضعنا نحن وصار ينتج الخمور، مما سهل وحدة المغرب العربي وفتح الحدود التي أغلقناها نكاية في المخزن الذي جهّز نفسه على الحدود لاستقبال السياح الجزائريين الذين سيتوافدون بالملايين في حالة فتح الحدود. فقلد بنى وحوّل مدينة وجدة إلىأليكانتبجمالها ونظافتها وفنادقها وساحاتها وشوارعها ومطاعمها الفخمة والكثيرة والتي تصل إلى غاية نقطة الحدودزوج بغال“! من خلال سياسة الخمر، التي اختمرت في أذهان الحكومة الوطنية، سنقضي على الإرهاب والكيف والسلاح، ونبني المغرب البربري الكبير.

وأفيق وأنا مصروع كمن كان حاضرا فعلا في لجنة السكارى

مقالات ذات صلة