جواهر
تعتمد على الخيال والأوهام والسرية

الخيانة الزوجية ب “الويفي”…ازواج يبحثون عن السعادة “الرقمية”

جواهر الشروق
  • 21564
  • 0
ح.م

تحول الهاتف الذكي والكمبيوتر و”الويفي” إلى ضرة حقيقية للزوجة نتيجة إدمان الأزواج للانترنت والانطواء في غرفة أو في زاوية وإهمال الشريك لساعات طويلة بحثا عن ما هو جديد وعن مغامرات عاطفية افتراضية خارقة للواقع وعابرة للقارات وبات الاستعمال السيئ للانترنت من أهم مسببات الطلاق والانفصال، ويطلق عليه أيضا بالخيانة الالكترونية أو الخيانة نت وهي واقع يهدد الأسرة والنسيج الاجتماعي في كل دول العالم حيث سارعت الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا ودول العالم العربي بما فيها الأردن والعراق ومصر إلى دراسات اجتماعية لمعرفة أسباب هذا النوع الجديد من الخيانة الزوجية الذي انتشر بشكل رهيب حتى في الجزائر حيث ارتفعت نسبة الطلاق نتيجة العلاقات الافتراضية التي يقيمها الأزواج خارج الأسرة وخارج إطار الزواج على شبكة الانترنت، ويصف بعض الأخصائيين إن ظاهرة البحث عن السعادة الرقمية وهم سيدمر الأسرة والمجتمع خلال العقود القادمة.

وتشتكي أغلب الزوجات من سلوك الأزواج بسبب الانتشار الرهيب للنت مع تقنية التدفق العالي و”الويفي” من ابتعاد الأزواج عن العائلة ونقص الاهتمام بشؤون الأسرة وهروبهم نحو العالم الافتراضي بإقامة علاقات عاطفية على الشبكة العنكبوتية أو ما يوصف بالخيانة الالكترونية المؤدية للطلاق.

وأسباب هذا النوع من الخيانة المنتشر بقوة حسب دراسات علماء الاجتماع والمحللين النفسانيين هو الفراغ العاطفي نتيجة إهمال الشريك وانشغاله الدائم والملل والفتور وضعف الوازع الديني، ومتعة المغامرة، فالخيانة الافتراضية عبر الانترنت لا تترك آثارا أو أدلة أو لبس نظرا لوجود تقنيات الحماية والأمن الالكتروني للحسابات الخاصة عن طريق كلمات السر، وكانت إحدى القنوات العربية قد تحدثت مؤخرا عن وقوع حالة  طلاق من بين سبع زيجات سنويا  بسبب شبكات التواصل الاجتماعي وإدمان أحد الأزواج عليها والشكوك التي تراود الطرف الآخر بحادثة الخيانة.

في العربية السعودية أظهرت دراسات قامت بها جهات حكومية أن دخول الانترنت إلى البيوت بشكل كبير والاستعمال السئ لها ساهم في ارتفاع نسبة الطلاق إلى 24 بالمائة وتقول الدراسة أن إدمان أحد الزوجيين للانترنت وخاصة ارتياد مواقع التعارف والدردشة، من شأنه أن يقلل فرص التفاعل والنمو الاجتماعي والانفعالي والصحي بين الزوجين الأمر الذي يسبب النزاع الأسري المؤدي إلى الطلاق.

وفي إيران قالت شرطة الانترنت أن الفايسبوك  تسبب في ثلث حالات الطلاق  حتى بعد حجب خمسة ملايين موقع غير أخلاقي،  ونفس المشكل في ايطاليا والأردن والولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ومصر والعراق، أما الجزائر فهي في مرتبة متأخرة من ناحية استعمال الانترنت في العالم حيث تأتي في المرتبة 176  بعد رواندا ودول إفريقيا الفقيرة، ومع ذلك فإن الانترنت أصبحت جزء من الحياة كالحاجة إلى الغذاء أو الماء، وبدأت الخيانة الزوجية عن طريق شبكات التواصل الاجتماعي تظهر داخل الأسر وتأخذ منحى خطير، حيث تقول إحدى السيدات وهي مستاءة “زوجي ليس باحثا ولا عالما حتى يقبع بالساعات خلف شاشة الكمبيوتر، فأحيانا يقضي الليل وهو يتنقل بين المواقع ويدردش ويتعارف.. إنها خيانة زوجية في ثوب جديد”.

وتضيف سيدة أخرى أن “الويفي” أصبح ضرة لها فعندما ينقطع ويتوقف تدفق الانترنت يختنق زوجها ويشعر بالملل وتزداد عصبيته  فلا يأكل ولا  يشرب حتى يحصل عليه وعندما “يعود الويفي” تعود له الحياة، فيقضي ساعات طويلة أمام الكمبيوتر يحرر رسائل ويدردش مع صديقاته ولم تتمكن من معرف هويتهن، وهي متأكدة أن زوجها يخونها “الكترونيا” لكنها تفضل السكوت والصمت وعدم المواجهة ما دامت الخيانة” افتراضية” حتى لا تحطم رابطة الزواج.

أما الزوج الذي يقيم العلاقات العاطفية على النت فانه لا يثق في زوجته  فيراقب حسابها الالكتروني ويجبرها على معرفة كلمة السر وتفقد الرسائل التي تستقبلها ، حيث أكدت لنا سيدة متزوجة منذ فترة قصيرة ان زوجها اشترط عليها عدم فتح حساب على الفيسبوك إلا بعلمه وهو من يختار لها كلمة المرور إلى حسابها ، ولم تجد حرجا في ذلك ما دامت لا تقوم بأي شيء يخالف الأخلاق أو يهدد زواجها.

وقالت زوجة أخرى أن زوجها طلب “الويفي” من جيرانه ومنحوه كلمة السر مقابل تحمل الأعباء بالتناوب في دفع مستحقات الانترنت وأصبح لا يستغنى عنها وفي حال انقطاع التدفق يسارع في مهاتفة جاره ويسأله عن سبب انقطاع الانترنت التي أصبحت بالنسبة إليه أهم من الماء والكهرباء والغاز الطبيعي..

هذه الحقيقة التي تتغاضى عنها بعض النساء لكن البعض الأخر لا يتحملها وتراودهن الشكوك القاتلة المؤدية إلى نزاع أسري حاد قد يصل إلى الانفصال، نفس الشيء بالنسبة للأزواج فهناك زوجات مدمنات على مواقع التواصل الاجتماعي وتربط علاقات صداقة مختلفة، لكن الزوج يراها من وجهة نظره خيانة له، ويحاول التجسس على حسابها وأحيانا يجبرها على كشف كلمة السر لقراءة بريدها الالكتروني، ويسألها عن هوية الأشخاص الذين تتواصل معهم .

يذكر أنه لا توجد لحد الآن في الجزائر دراسة اجتماعية ونفسية رسمية حول تأثير الانترنت ووسائل التواصل الاجتماعي على العلاقات الزوجية وتثيرها في النزاعات الأسرية، فالقانون الجزائري لا يعترف بالخيانة الالكترونية لعدم وجود شرط التلبس كما يحدث في الخيانة “الواقعية” وبالتالي تطبيق المادة 339 من قانون العقوبات القاضية بالحبس من سنة إلى سنتين على كل زوج خائن مع إثبات الخيانة أمر مستحيل، ويرى لرجال القانون أن الأزواج يلجؤون إلى الخيانة الافتراضية لأنها تحدث في سرية تامة وتحدث حتى في الأسر المحافظة والمنغلقة.

وكان نواب المجلس الشعبي الوطني قد طالبوا من سلطة الضبط لوزارة البريد وتكنولوجيا الاتصالات بحجب المواقع الإباحية التي يتردد عليها الشباب والأزواج والتي تؤدي إلى تفجير الأسرة وانهيار العلاقات الزوجية إضافة إلى أن المجتمع الجزائري مجتمع مسلم والمواقع الإباحية مخلة بالأخلاق تتنافى وتعاليم الدين الإسلامي الذي يدعو إلى العفة.

مقالات ذات صلة