-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
راغبون في الترشح يروجون لأنفسهم ويرفعون شعار "نفسي نفسي"

“الخيانة” ترعب الأحزاب في التشريعيات

أسماء بهلولي
  • 3491
  • 2
“الخيانة” ترعب الأحزاب في التشريعيات

اشتد الصراع داخل الأحزاب السياسية مبكرا ساعات قبل الإعلان عن القوائم النهائية للمترشحين لتشريعيات 12 جوان المقبل، وسط تخوف مما وصفوه عارفين بالشأن السياسي من “خيانة” المترشحين لأحزابهم من خلال الترويج لأسمائهم على حساب القائمة الانتخابية تحت شعار “نفسي نفسي”، الأمر الذي من شأنه التسبب في نشوب صراعات وانقسامات داخل الحزب الواحد.

تتخوف العديد من التشكيلات الحزبية المعنية بالتشريعيات، من ارتدادات النمط الانتخابي الجديد الذي يمنح للمصوت حرية كبيرة في ممارسة خياراته بعيدا عن خيارات الحزب في ترتيب المترشحين، ما يطرح قضية تفضيل المترشح التصويت لصالحه بدل قائمة حزبه لضمان وجوده في البرلمان المقبل، وهو ما تسبب في بروز منافسة حادة داخل الحزب الواحد، وقد ظهرت هذه الصراعات في العديد من ولايات الوطن حسب الأصداء التي رصدتها “الشروق” لاسيما بالنسبة لحزب جبهة التحرير الوطني والتجمع الوطني الديمقراطي اللذان اعتادا الحصول على حصة الأسد من المقاعد داخل الهيئة التشريعية في السنوات الماضية.

ويبدو أن إلغاء التصويت المغلق على القائمة الانتخابية، وتعويضه بنظام الاقتراع النسبي على القائمة المفتوحة التي تمنح للناخب مستويات أعلى من الحرية في ممارسة خياراته وتسمح له باختيار الشخص المناسب بالنسبة له تجعل من الصراعات داخل القائمة الواحدة تشتد بعد ما كانت في وقت سابق المنافسة منحصرة بين الأحزاب السياسية، هذه الأخيرة التي وجدت نفسها اليوم “تفقد” خياراتها في ترتيب المترشحين، لاسيما وان الكثير منهم سيعتمدون على شعبيتهم لكسب الأصوات بعيدا عن وعاء الحزب، وهو ما يؤكد عليه الخبير والمحلل السياسي قوي بوحنية الذي يتوقع أن يكون البرلمان المقبل 80 بالمائة منه أشخاص وصلوا بسبب “شعبيتهم” وليس بسبب الحزب.

وأشار المتحدث في تصريح لـ”الشروق” أن النمط الانتخابي الجديد  يصلح في الأنظمة الديمقراطية التي تبحث عن مصلحة الحزب قبل التفكير في المصلحة الذاتية للأشخاص، ورغم أن الإجراء المعتمد خلال العملية الانتخابية استطاع أن يقضي على الممارسات السابقة التي طالما شوهت الاستحقاقات السياسية في البلاد على غرار قضية الشكارة وشراء الذمم والمواقع المتقدمة على رأس الأحزاب السياسية، فمن المنتظر أن يطرح هذا النمط الجديد إشكالية بالنسبة للأحزاب السياسية التي ستجد نفسها اليوم تحت رحمة مرشحيها الذين سيروجون لأنفسهم بدلا من القائمة الانتخابية وبالتالي فإن أولويات وخيارات هذه الأحزاب “ستسقط في الماء”. وحسب قوي بوحنية، فإن اغلب التشكيلات الحزبية في البلاد اليوم  تعيش حالة من عدم الاستقرار السياسي  في قواعدها الحزبية، حيث نجد سوى 15 بالمائة فقط من مناضليها متمسكون بالقاعدة الصلبة للحزب أما الباقية يضيف – المتحدث – يمارسون التجوال السياسي ويبحثون عن المناصب فقط قائلا: “المترشحون اليوم يقومون بنفس الدور الذي سبق وأن مارسه سابقوهم في الاستحقاقات السياسية الماضية، فهم يبحثون عن مصلحتهم الشخصية على حساب فوز التشكيلة السياسية في الانتخابات.. وبالتالي سوف نرى صراعا داخليا بين القوائم الحزبية”.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
2
  • خليفة

    كل مترشح يبحث عن مصالحه الخاصة ،سواء كان شخصا او حزبا ،فكل هذا الجري و التنافس بين هولاء الناس هو البحث عن الثراء و الاستفادة من امتيازات البرلمان،فلو كان هذا الاخير بلا امتيازات ،هل يحصل مثل هذا التهافت بين هؤلاء الناس؟ و لذا على الدولة ان تعيد النظر في اجور و منح تقاعد البرلماني،ترشيدا للنفقات، و يمكن ان يحتفظ المرشح براتبه السابق، و الذي ليس له راتب يستفيد من راتب لا يتجاوز حدود 80 الف دينار، لان المسؤلية في نهاية المطاف تكليف و ليست تشريف.

  • Imazighen

    (...الخيانة” ترعب الأحزاب في التشريعيات)، كلهم خونة، الخائن يعاشر كائن قاعدة..