-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع

الدبلوماسية الرياضية

ياسين معلومي
  • 2436
  • 0
الدبلوماسية الرياضية

عاش المنتخب الجزائري سلسلة من النكسات بعد المشاركة في كأس العالم 2014 والتأهُّل التاريخي إلى الدور الثاني، عجّلت برحيل المدرِّبين الواحد تلو الآخر، ليستقرّ المشرفون على الكرة الجزائرية شهر أوت 2018 على تعيين اللاعب الدولي السابق جمال بلماضي مدرِّبا للمنتخب. وتمكّن الناخبُ الجديد في ظرف 16 شهرا من العودة بالتاج القاري من القاهرة بلاعبين أغلبهم عاشوا مشاكل جمّة مع التقنيين السابقين الذين أشرفوا على “الخضر” قبل مجيء “المنقذ” الذي زرع فيهم ثقافة الفوز والنجاح وتحطيم كل الأرقام القياسية، والسير بخطى ثابتة نحو تأهُّلٍ خامس إلى نهائيات كأس العالم بقطر السَّنة القادمة، والمنافسة على الاحتفاظ بكأس إفريقيا المقررة شهر جانفي القادم بالكاميرون.

النتائج الإيجابية التي تحققها التشكيلة الوطنية في أدغال إفريقيا، وخاصة الفوز بكأس إفريقيا جعلت بعض الحاقدين يعملون كل ما في وسعهم من أجل تحطيم رفقاء رياض محرز وحرمانهم من التأهل إلى كأس العالم باستعمال وسائل غير رياضية، ومنها إشهار بطاقات صفراء مجّانية، وتعيين حكام مبتدئين لإدارة مباريات “الخضر”، رغبة منهم في إيقاف كتيبة بلماضي التي تسيطر على منتخبات القارة، ولازال الجميع يتذكر المهازل التحكيمية التي عاشتها التشكيلة الوطنية من بعض النافذين في الهيئة الإفريقية بغية ضرب استقرار المنتخب الجزائري الذي أصبح يضع دائما الحكام في خانة المنافس رقم 12، مثلما حدث شهر مارس المنصرم بالعاصمة الزامبية في إطار تصفيات كأس إفريقيا للأمم بالكاميرون، حين منح الحكم من جزر القمر ضربتي جزاء خياليتين للزامبيين، ومواقف أخرى في عديد اللقاءات في طبخةٍ تحاك ضد أحسن منتخب في إفريقيا…

حيل المتربصين الساعين إلى تحطيم المنتخب الوطني، وكم هم كثيرون، جعلت الناخب الوطني يوجّه لهم رسائل مشفرة في كل خرجاته الإعلامية، مفادها أن هؤلاء المحاربين الذين وصلوا إلى القمة سيعملون على البقاء في هذا المستوى ولسنوات طويلة باعتبار أغلبهم ينشطون في أكبر وأحسن الأندية الأوروبية، ويساعدون أيضا اللاعبين الشبان على شاكلة عمورة وزرقان وغيرهما على التألق في الفرق التي يلعبون لها من أجل التنقل إلى أكبر البطولات العالمية، وتمكين أيضا اللاعبين الذين ينشطون في بطولتنا المحلية من بذل قصارى جهودهم للانتقال إلى الخارج وسلك نفس طريق النجاح الذي سلكه خرّيجو بطولتنا وأصبحوا اليوم محل أطماع عديد الفرق العالمية؛ فمن كان يصدّق قبل أربع سنوات أن لاعبًا مثل بن سبعيني سيلعب في أحسن الأندية الألمانية، وسليماني في أكبر الأندية الفرنسية، والشاب آدم زرقان ابن اللاعب الدولي السابق مليك زرقان على أعتاب أحد أشهر الأندية الايطالية؟

المؤامرة التي لا تزال تحاك ضد المنتخب الجزائري تجعلنا نتساءل: هل يفكّر المسؤولون على الرياضة في الجزائر في الطريقة المثلى لإيقاف أعداء المنتخب وخاصَّة بعض النافذين في الهيئة الإفريقية؟ سؤالٌ أجابنا عنه أحدُ الذين اشتغلوا في الحقل الدبلوماسي سنوات طويلة، رده كان مختصرا وواضحا: “لا بد من تفعيل الدبلوماسية الرياضية”، ومعناه أنه لا بدّ من الاستنجاد بكل الشخصيات التي تركت بصمتها في الخارج، خاصة في الهيئات التي تسيِّر الرياضة قاريا أو عالميا. لا نعرف لماذا لا يتم الاستنجاد بمصطفى العرفاوي الذي كان ولسنوات رئيسا للاتحاد الدولي للسباحة، ومحمد روراوة الذي كان عضوا فعّالا في “الكاف” و”الفيفا”، مثله مثل ياسين زرقيني ومحمد مشرارة ومصطفى برّاف وغيرهم…؟

رسالتنا إلى المسؤولين على الرياضة في الجزائر.. يجب أن يتحركوا بسرعة وفعالية لإيقاف الخطر الذي يحاول إيقاف تفوُّقنا.. مع ضرورة تفعيل الدبلوماسية الرياضية في أقرب وقتٍ ممكن، حينها سنجد آذانا صاغية، لأن هذه الشخصيات خدمت الجزائر ولا تزال مستعدة لخدمتها في أي مكان يتواجدون فيه.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!