الدرس الجزائري
أعطت الأسبوع الماضي الكرة الجزائرية درسا لكل الأفارقة، بتأهل ثلاث أندية جزائرية بامتياز لدور المجموعات بدوري أبطال إفريقيا، وفاق سطيف المتوج بالنسخة الماضية واتحاد العاصمة ومولودية العالمة.. تأهل اعتبره البعض صفعة جديدة لأعضاء المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي لكرة القدم، الذين شككوا في عدم قدرة الجزائر احتضان كأس إفريقيا للأمم 2017، خاصة جماعة الرئيس حياتو، التي فضلت الأموال و”الرشوة القادمة” من الغابون على بلد كرة القدم يشارك منه ثلاثة أندية من أصل ثمانية في المنافسة الأكثر شعبية وإثارة في إفريقيا، ولديه منتخب وطني أدهش العالم وأسال العرق البارد للمنتخب الألماني المتوج بكأس العالم.
لا أظن أن عيسى حياتو وجماعته ناموا نوما “هادئا” الأسبوع الماضي، وهم يعرفون في قرارة أنفسهم أن إبعاد الجزائر من تنظيم كأس أفريقيا، كان خطأ جسيما يصعب على الجزائريين تقبله لسنوات، معتبرين ذلك وصمة عار في جبين من يسيرون الكرة الإفريقية، الذين يحاولون حتى التدخل في شؤون كرتنا بمحاولتهم الضغط على مسؤولينا لتعيين من يشوشون ويزرعون البلبلة، وهم يعرفون جيدا أن الجزائر وأنديتها يشرفون القارة السمراء في المحافل الدولية بإمكاناتهم التي تمنحها لهم الدولة الجزائرية ومؤسساتها..
ما فعله الوفاق السطايفي بتتويجه برابطة الأبطال الإفريقية ومشاركته في كأس العالم للأندية بالمغرب، وما صنعه الجزائريون في المونديال الأخير بالبرازيل، وتأهل الثلاثة أندية لدوري المجموعات، رسالة إلى إفريقيا مفادها أن كرة القدم الجزائرية بخير وعلى عصابة “سي عيسى” مراجعة حساباتها تجاه كرتنا المسكينة التي ذهبت ضحية حسابات إفريقية ضيقة.
كل المسؤولين الكرويين في إفريقيا، سواء الذين تعاطفوا مع الجزائر أم من طعنوها في الظهر مجبرون على سماع اسم الجزائر رغما عنهم كلما لعبت جولة من رابطة الأبطال الإفريقية، ومتأكدون من أن بلدنا سيكون حاضرا في نصف نهائي رابطة الأبطال الإفريقية وربما حتى في النهائي ولم لا التتويج بلقب آخر.
لقد أصبحت الكرة الجزائرية تتربع على عرش الكرة رغم أنف مسؤوليها، الذين يعملون على تحطيمها مثلما فعل حكام مباراة الوفاق السطايفي بالمغرب، ومثلما سيفعل حكام آخرون في المسابقات التي تديرها الكاف، ومثلما فعل الشيخ حياتو وعصابته حين اتفقوا جميعا على حرمان بلدنا من احتضان الكأس الإفريقية، وهم متأكدون أن بلدنا ربما هو الوحيد في إفريقيا الذي يساعد بلدانها بكل الإمكانات ويمسح حتى ديونها لتبقى واقفة تسير نحو النمو بإمدادات ومساعدات كبيرة يشهد عليها العدو قبل الصديق.
لا أحد يستطيع أن ينكر الجميل الذي قدمته وتقدمه الجزائر لأبناء قارتها منذ سنوات بعيدة، لكن “نكارين الخير” من مسيري الكرة في إفريقيا فضلوا الأموال والرشوة والحقد على بلدنا.
لا أقول إن الكرة الجزائرية داخليا بخير بل تعاني من مشاكل كثيرة لم تجد لها هيئتنا حلولا آنية كالرشوة والعنف والمحسوبية، غير أننا لا نقبل أبدا أن نهان من طرف من نصبناهم يوما وساعدناهم على رئاسة الكاف، ونظلم من طرف “مرتشين” لا تهمهم الكرة الإفريقية ولا تطويرها.. همهم الأول والأخير أن تملأ جيوبهم بأموال حرام.