-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
تحوّلت إلى آلة لصناعة الموت في سطيف

الدرّاجات النارية.. مناورات مميتة وسرقة بالنشل

سمير مخربش
  • 769
  • 0
الدرّاجات النارية.. مناورات مميتة وسرقة بالنشل
أرشيف

بالغ أصحاب الدراجات النارية بولاية سطيف في زرع الرعب وسط المارة، وأصبحوا اليوم يجمعون بين المناورات المميتة والسرقة عن طريق النشل كتقليد مستوحى من أفلام الأكشن.

لقد انتشروا كالفطريات، فلا يكاد طريق يخلو من دراجة نارية يقودها شاب متهور يحترف المغامرة مع مرافقه لجلب الانتباه بمناورات خطيرة تنتهي في بعض الأحيان بحوادث مميتة تجعل الحليم حيران.

وتحولت الدراجة النارية بولاية سطيف وغيرها من الولايات إلى آلة لصناعة الموت، وتهديد السلامة في طرقات تعج بخرجات غير متوقعة. فالتفاخر والتباهي اليوم أصبح بالدراجات النارية التي تصول وتجول في الطرقات، ومشهد ذلك الشاب الذي يمتطي دراجته رفقة صديقه يكاد يتكرر كل يوم، فيبدأ “استعراض” الذهاب والإياب مع إطلاق الأصوات المرعبة للدراجات، ولكل واحد تخيلاته وأفكاره المستوحاة من أفلام الأكشن المحفوفة بالمخاطرة.
هذه المشاهد ألفناها من بعض المراهقين الذين يحبذون الاستعراض في الطرقات بدراجات نارية من مختلفة الأنواع والأحجام، ويكون ذلك بالسير على عجلة واحدة، والمجازفة بالتجاوز في المنعرجات والتمايل بين السيارات والتقاطع معها في أحلك الظروف.

وبلغت درجة التهور ذروتها بتعمد التملص من نقاط المراقبة التابعة للشرطة، حيث يفر هؤلاء من رجال الأمن دون تقدير خطورة هذه الخطوة التي يعاقب عليها القانون. ويفضل بعضهم تحويل الوجهة نحو المناطق الحضرية خاصة في رحلاتهم نحو الشواطئ، التي لازالت تعرف توفدا لأصحاب الدراجات رغم التدخلات المكثفة لرجال الأمن والدرك.

وحسب مصالح أمن ولاية سطيف فقد تم خلال الفترة الممتدة من بداية شهر جوان إلى نهاية شهر أوت لهذا العام إحصاء 122 حادث مرور جسماني خلف 5 قتلى و126 جريح. ويؤكد السيد عبد الوهاب عيساني المكلف بالإعلام بأمن ولاية سطيف بأنّ 30 بالمائة من حوادث المرور سببها أصحاب الدراجات النارية، الذين يتعمدون اختراق قانون المرور والتمرد في الطرقات دون استعمال الخوذة ودون مراعاة السلامة المرورية. وهي الفئة التي وقفت لها مصالح الأمن بالمرصاد خلال موسم الاصطياف، حيث تم تحرير 641 مخالفة مع رفع 770 جنحة، ووضع 2198 دراجة نارية بالمحشر مع اعتماد مخطط أمني خاص لردع أصحاب هذه الدراجات النارية.

والى جانب المناورات الخطيرة أصبحت الدراجة النارية وسيلة فعالة للسرقة، ويكون ذلك في الطرق العمومية ومحطات نقل المسافرين، أين تم تسجيل عدة عمليات يقوم بها عادة سائق دراجة نارية ومرافقه الذي يتولى عملية النشل باستهداف هواتف المارة والمصوغات الذهبية للفتيات، وبلغ الأمر حد سرقة الدراجات الهوائية من أيادي الأطفال القصر. ويقوم بعضهم بالسطو على محلات المجوهرات بالاستعانة بدراجة نارية ومطرقة، وهي العملية التي سجلت أكثر من مرة بولاية سطيف.
وقد قام مؤخرا شابان بشن هجوم على محل للمجوهرات بوسط مدينة سطيف، فقام أحدهما بكسر الواجهة الزجاجية للمحل بالمطرقة والاستيلاء على المصوغات الذهبية التي فاقت قيمتها 250 مليون سنتيم، ولاذ بعدها المتهمان بالفرار على متن دراجة نارية، لتتحول هذه المركبة إلى وسيلة نارية في صناعة الموت والسرقة ونشر الفزع وسط الناس.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!