-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
عزيمة الشعب الصحراوي في تقرير المصير والاستقلال تبدد أحلام المغرب

الذكرى الـ 50 لتأسيس جبهة البوليساريو واندلاع الكفاح المسلح

ع. س
  • 761
  • 0
الذكرى الـ 50 لتأسيس جبهة البوليساريو واندلاع الكفاح المسلح
ح.م

خلد الشعب الصحراوي الذكرى الـ 50 لاندلاع الكفاح المسلح، السبت، تلك المحطة المفصلية في نضاله التي أبانت عن قوة المقاومة والصمود من أجل استرجاع أراضيه من المستعمر الاسباني ثم من المغتصب المغربي، هذا الأخير الذي ورغم ألاعيبه ومؤامراته، فشل في إسقاط حق تقرير المصير للصحراويين ونجح في عزل نفسه على المستويين الإقليمي والدولي.
وشكل اندلاع الكفاح المسلح في العشرين ماي 1973، محطة مفصلية في تاريخ الشعب الصحراوي، عكست تشبثه بقضيته العادلة وإيمانه القوي بها، وإيذانا منه بالقطيعة مع فترة من الهيمنة الاستعمارية، حيث حمل السلاح لمناهضة الاحتلال البغيض لأراضيه، ليضحى نموذجا تحرريا بين حركات التحرر التواقة للانعتاق من الاستعمار عبر العالم.
وتعود الذكرى هذه المرة، ووحدات جيش التحرير الصحراوي تواصل دك معاقل وتخندقات جنود الاحتلال، منذ قرار استئناف الكفاح المسلح في ال13 نوفمبر 2020 ردا على الخرق المغربي السافر لاتفاق وقف إطلاق النار.
فبعد ما يقارب الثلاثة عقود من الصبر والمراهنة على مخطط السلام الأممي-الإفريقي لتصفية الاستعمار في آخر مستعمرة بإفريقيا، شكلت أحداث الكركرات، عندما اعتدت قوات الاحتلال المغربي على متظاهرين مدنيين صحراويين عزل بالثغرة غير الشرعية بالكرات نقطة تحول في موقف الصحراويين الذين لطالما غلبوا السلام على السلاح، حيث قررت جبهة البوليساريو استئناف الحرب لحماية شعبها من العدوان الغاشم للمحتل والمضي في كفاحها المسلح إلى غاية استرجاع كل الأراضي المحتلة.
وهو أكده رئيس الصحراوي، الأمين العام للجبهة إبراهيم غالي، من أن اندلاع الكفاح المسلح منذ 50 سنة، كان محطة مفصلية في تاريخ الشعب الصحراوي وتحولا عميقا في منحى مقاومته، فقد شكل تاريخ ال13 نوفمبر 2020 نقطة تحول أخرى في مسار النضال الصحراوي، ترجمته الهبة الصحراوية الشاملة والداعمة لقرار جبهة البوليساريو، وهو ما أخلط أوراق المحتل، الذي فشل في إضفاء “الشرعية” على احتلاله للصحراء الغربية ومحاولته إخراج القضية الصحراوية من إطارها كقضية تصفية استعمار، والقضاء على حق الشعب الصحراوي في تقرير المصير الذي تكفله له المواثيق الدولية.
وأمام تمادي الاحتلال المغربي في مؤامراته لتكريس مطامعه التوسعية وفرض الأمر الواقع في الصحراء الغربية وفي ظل تخاذل المجتمع الدولي إزاء تطلعات الشعب الصحراوي في حقه في تقرير المصير، جاءت أحداث الكركرات لتدفع بالقيادة الصحراوية للإعلان عن الانتهاء بالعمل باتفاق وقف إطلاق النار الموقع سنة 1991 والعودة إلى الكفاح المسلح للذود عن النفس والوطن.
و شددت القيادة الصحراوية حينها على أن قرار العودة إلى الحرب سيطبق إلى غاية نهاية الاحتلال المغربي اللاشرعي للأراضي الصحراوية.

ومنذ استئناف الحرب، تتعرض قوات الاحتلال المغربي لقصف متكرر وشبه يومي من قبل وحدات جيش التحرير الشعبي الصحراوي، فيما يواصل الاحتلال التستر على الخسائر الجسيمة في الأرواح والمعدات التي يتكبدها جراء الهجمات.

ولم يكن قرار جبهة البوليساريو القاضي بإنهاء العمل باتفاق وقف إطلاق النار والعودة إلى الكفاح المسلح، مفاجئا بل سبقته مؤشرات وتحذيرات إلى الأمم المتحدة بشأن عدم الانخراط في عملية سياسية لا تهدف إلى تطبيق مقررات الشرعية الدولية في الصحراء الغربية، و التنبيه من غض الطرف عن تجاوزات ومماطلات المغرب من قبل مجلس الأمن التابع للهيئة الأممية.
وبينما يقف العالم على التخاذل الأممي والمحاولات اليائسة الاستعمارية التوسعية للمغرب، سيشهد التاريخ بالمقابل للشعب الصحراوي وقيادته، صبرهما ونفسهما الطويل، والتزامهما الثابت بالشرعية الدولية واستعداد جبهة البوليساريو لدعم كافة الجهود الرامية إلى بلوغ الهدف المنشود في تقرير المصير واستعادة الصحراويين لسيادتهم على أرضهم وثرواتهم.

وبخصوص آفاق عملية السلام الأممية، تواصل جبهة البوليساريو التأكيد على أن الأبواب تبقى مفتوحة أمام مبادرات الحلحلة السلمية، لكن وفق المنطق الجديد للطرف الصحراوي والمبني على التفاوض بالموازاة مع استمرار حرب التحرير.

وبالرغم من تبني العديد من قرارات الأمم المتحدة التي تدعو إلى تمكين الشعب الصحراوي من هذا الحق، إلا أن عملية إنهاء الاستعمار من الصحراء الغربية لا تزال لم تتم بعد بسبب عرقلة ورفض المغرب لجميع الجهود الدولية الهادفة إلى التوصل لتسوية سلمية ودائمة للنزاع.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!