جواهر
وجهات نظر

الذل بالنسبة لهذه المرأة قوة!

وردية فضيل
  • 2746
  • 7
ح.م

الذّل؟ هذه المفرقعة التي تحرق صاحبها، النفوس لا تتوق لسماعها، لا تهلّل ولا تستبشر، تعافها وتشمئز لذكرها، ومن يرضى به حتما سيعيش على الهامش وعلى الحافة، مكبّلا بالقيود يتوق لعزّته وكرامته.

لكن تلك التي الجنّة تحت أقدامها، ترضى وتتحمّل وتهون كل الصعاب ومشاق المذلّة في سبيل سعادة أبنائها اتقاء لضياعهم وتشريدهم.. الذّل بالنسبة لها قوّة، عزّة، إباء، كبرياء وشموخ، تحضنهم وتحتضنهم وتقف في وجه الأعاصير لتقيهم برد الشتاء وحرّ الصيف وتعمل جاهدة لحمايتهم، وحماية سقف بيتها من الانزلاق والانهيار والسقوط.

الأم تتحمّل مجبرة، محبة في أبنائها، لا حبا في من تسبّب ويتسبب في إذلالها وقهرها وقصم ظهرها، وكم من حواء تئن وترزح تحت وطأة الذّل الذي يكسر حياتها، يهشمها إلى شظايا ويبعثرها هناك وهناك… وهناك الكثيرات.

ولم تسلم حتى المثقفة والمتعلمة والعاملة وكثيرا ما تحرم من العمل في ميدان تخصصها ولو كانت تحمل شهادة كبيرة، تجبر وتعمل في ميدان لا يتناسب وطموحاتها وهكذا تهمش وتقبر بتعسف وتذّل بأبشع الطرق، ولا يشفع لها مستواها العلمي، وهذا لأنها امرأة وعليها أن تطيع سيدها وتحترم قراره، ولو كان دون مستواها العلمي.

لكن إذا زاد الشيء عن حدّه،  وبلغ السيل الزبى، عليها أن تنتفض وتزيل الغبار عن نفسها وتعيد لها الاعتبار، لأن هذا ينعكس على نفسيتها ونفسية الأبناء إن وجدوا وعلى راحتهم، ويتسبب في انزلاقهم ولجوئهم إلى طرق غير سوية ومخالطة رفاق السوء، وتناول الممنوعات والوقوع في براثن المخدرات.

والوردة تذبل إذا طالها الإهمال وتنكسر وتموت، فرفقا بالقوارير، إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان.

مقالات ذات صلة