الجزائر
المكلف بمهمة في الرئاسة ينشط ندوة صحفية

الرئاسة ترسي تقاليد جديدة في التعامل مع الصحافة

محمد مسلم
  • 4779
  • 3
الشروق أونلاين

يبدو أن رئاسة الجمهورية شرعت في فتح صفحة جديدة في التعاطي مع الشأن الإعلامي، فبعد اللقاء الأول الذي أجراه الرئيس عبد المجيد تبون مع مسؤولي المؤسسات الصحفية، نظم المكلف بهمة برئاسة الجمهورية، محمد لعقاب، ندوة صحفية شرح من خلالها تطورات مسألة مراجعة الدستور.

لعقاب أوضح أن المشاورات التي أطلقتها رئاسة الجمهورية، إنما الهدف منها وضع دستور محصن قابل للاستمرار، بعيدا عن النزوات الشخصية يحظى بتوافق مجتمعي، فيما بدا تأكيدا على عدم تكرار ما حصل في عهد الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة، الذي أقدم على إجراء ثلاثة تعديلات في عهداته الثلاث الأولى.

المسؤول برئاسة الجمهورية أفاد بأن اللجنة التي كلفها رئيس الجمهورية بإعداد مسودة الدستور الجديد، والتي أسندت رئاستها للخبير الدستوري محمد لعرابة، لا زالت تعمل على دراسة المقترحات المقدمة لها، مشيرا إلى أن المدة التي حددها الرئيس لا تتعدى الثلاثة أشهر، موزعة بين شهرين هي مدة إعداد المسودة التي كلفت بها اللجنة، أما الشهر المتبقي فيخصص لطرح المسودة للنقاش مع الشركاء السياسيين والخبراء وممثلي المجتمع المدني، على أمل بلورة توافق يقود إلى وثيقة دستورية مقبولة من قبل غالبية الجزائريين.

أهمية ندوة محمد لعقاب لا تكمن فقط في الحرص على تنوير الرأي العام بشأن تطورات قضية مراجعة الدستور، بل في كونها بداية رسم لمعالم علاقة جديدة بين المؤسسة الأولى في البلاد، والمسائل التي تهم الرأي العام، ويمكن الوقوف على هذا المستجد من خلال استحداث الرئيس تبون لمنصب وزير مستشار مكلف بالاتصال، وهي المهمة التي أوكلت للصحفي والوزير السابق، بلعيد محند أوسعيد، الذي شرب من الكأس ذاته الذي شرب منه الرئيس تبون، عندما كان وزيرا أول.

ويعتبر هذا النشاط الثاني من نوعه لمسؤول في رئاسة الجمهورية بعد ذلك الذي قاده الرئيس تبون شخصيا، ما يؤشر على أن رئاسة الجمهورية تهدف إلى إرساء تقاليد جديدة على صعيد التعامل مع رجال الإعلام على الخصوص ومع الرأي العام بصفة عامة.

ومعلوم، أن الرئيس السابق، لم يسبق له أن أدلى بحوار لمؤسسة إعلامية جزائرية عمومية كانت أو خاصة، باستثناء حوار مشكوك في صدقيته وأهدافه، لإحدى الجرائد الوطنية الناطقة بالفرنسية، في حين أغدق الحوارات على صحف أجنبية.

وكانت الرئاسة قد حذرت مؤخرا من نشر معلومات مجهولة المصدر محسوبة على الرئاسة، ونبهت إلى أن وكالة الأنباء هي القناة الرسمية الوحيدة التي يمكن النقل عنها، كما تندرج إقامة الندوات الصحفية في هذا المسعى.

مقالات ذات صلة