-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
لقاءات ثنائية بين الرؤساء على هامش قمة الجزائر

الرئيسان تبون والسيسي يتفقان على الدفع بالعملية الانتخابية في ليبيا

محمد مسلم
  • 920
  • 0
الرئيسان تبون والسيسي يتفقان على الدفع بالعملية الانتخابية في ليبيا
ح.م

كانت القمة الـ31 للجامعة العربية بالجزائر، فرصة لإقامة لقاءات ثنائية بين القادة العرب على هامش القمة، لتسوية بعض المسائل العالقة، أو تبديد سوء فهم يكون قد حصل بشأن بعض القضايا.
اللقاءات كانت كثيرة وحافلة، ومن بينها اللقاء الذي جمع الرئيس عبد المجيد تبون، بنظيره المصري، عبد الفتاح السيسي، الذي أعطى حضوره زخما للقمة بالنظر لحجم مصر بين جميع البلدان العربية.
وعلاوة على التباحث حول سبل دعم التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات، كانت القضية الليبية حاضرة بقوة في تلك المباحثات، لما لها من تأثيرات على العلاقات الثنائية، بحيث ظلت الأزمة الليبية على مدار السنوات العشر الماضية، واحدة من المسائل التي تسببت في حصول تباين في وجهات النظر في كيفية التعاطي معها في ظل حالة الانشطار الداخلي للجارة الشرقية وتداعياته على دول الجوار.
وتحدثت الرئاسة المصرية عن “توافق الزعيمين (الرئيس عبد المجيد تبون ونظيره عبد الفتاح السيسي) بشأن أهمية تعزيز أطر التعاون والتنسيق بين البلدين الشقيقين إزاء كافة القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً ما يتعلق بالأزمة الليبية”.
وأكد القائدان على ضرورة العمل على تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية لتتناسب مع العلاقات السياسية المتميزة، فضلًا عن مواصلة التعاون والتنسيق العسكرى والمعلوماتى بين البلدين، وكذا تعزيز الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، خاصة فى ظل التحديات الأمنية المختلفة التى تفرضها المستجدات الإقليمية الأخيرة.
وأوضحت الرئاسة المصرية في حسابها على موقع الرسائل النصية القصيرة “تويتر”، أن الرؤى تلاقت بشأن “أهمية العمل على تحقيق الأمن والاستقرار وصون وحدة وسيادة ليبيا الشقيقة”، وذلك من خلال “ضرورة الدفع نحو عقد الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في أقرب وقت، بالإضافة إلى الحفاظ على المؤسسات الليبية الوطنية، وتعزيز دور الجهات الأمنية في مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة، وكذلك تعظيم الجهود الدولية لإخراج كافة القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية”.
وتعتبر القضية الليبية نقطة الخلاف الوحيدة بين الجزائر والقاهرة، إذ يبني كل طرف مواقفه انطلاقا من أمن بلاده الحيوي ومصالحها الاستراتيجية، فكلاهما يقف إلى جانب الطرف الذي يسيطر على المنطقة القريبة من حدوده.
واختار الرئيسان تبون والسيسي، الطريق الذي يجمع ولا يفرق، وهو خيار الانتخابات باعتباره السبيل الأمثل والأكثر مصداقية لإعادة اللحمة بين الفرقاء السياسيين، وتجنيب البلاد انشطارا قد يودي بوحدتها الترابية، بديلا عن لغة السلاح التي أودت بحياة الآلاف من الأبرياء، وطالت شرارتها دول الجوار.
وتقف الجزائر كما هو معلوم، إلى جانب حكومة عبد الحميد الدبيبة، المعترف بها دوليا والتي تتخذ من العاصمة طرابلس مقرا لنشاطها، فيما تدعم مصر الفريق الذي يتخذ من مدينة بنغازي في أقصى الشرق الليبي، مقرا له، والذي يتزعمه الجنرال المتقاعد، خليفة حفتر، الذي كان محل تحذيرات من قبل السلطات الجزائرية في أكثر من مناسبة، على خلفية حملته العسكرية غير المبررة على العاصمة طرابلس، في محاولة للانفراد بالسلطة، عن طريق القوة.
ولم يكن تباين وجهات النظر بين الجزائر والقاهرة بشأن القضية الليبية، هو الذي مدد من عمر الأزمة الليبية، بل يعود السبب الحقيقي إلى تدخل أطراف خارجية، ساهمت في تغذية الصراع عبر مد الطرفين المتصارعين بالسلاح والمال، مدفوعة بأجندات جيوسياسية لا تهم الشعب الليبي، وكذا الجري وراء ثروات الجارة الشرقية، وخاصة النفطية منها.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
0
معذرة! لا يوجد أي محتوى لعرضه!