جواهر

الرجال يستصرخون: الغيرة تقتل الحب!

جواهر الشروق
  • 12696
  • 0
ح.م
الغيرة.. فيروس قاتل يهدد الأزواج

الغيرة من أكثر ” الفيروسات” التي تسري في جسد الحب والسعادة فتمرضها وكلما زادت كلما زاد المرض حدة، حتى تؤدي به في النهاية إلى الموت البطيء، التي تصبح الحياة بعده مستحيلة، حيث قال عياض وغيره: “الغيرة مشتقة من تغيير القلب، وهيجان الغضب بسبب المشاركة فيما به الاختصاص وأشد ما يكون ذلك بين الزوجين”.

 وصية مؤلمة!

سمعنا كثيراً من النساء عن أسباب غيرتهن، وأسباب تملكها من قلوبهن سواء من رغبة الزوج في أخرى، أو شعورها بأن هناك من تحاول اختطافه منها، أو من عانت خيانة أبيها فتخشى أن تمر بنفس أزمة والدتها، وغير ذلك من الأسباب.. لذلك تركنا الحديث في موضوعنا هذا إلى الأزواج فقط في رسالة منهم إلى الزوجات، حيث يقول ح.ع: “زوجتي تحبني بشدة، لكنها مثل الدب الذي قتل صاحبه، وأنا كلما أغضب منها أذكرها بقصة الروائي الروسي الشهر “ليوتولسترى” الذي كان يعشق زوجته ويحبها حباً شديداً، وكانت هي تبادله نفس الحب لكن بمزيج من الغيرة التي كانت تزداد يوم عن يوم، وتطور الأمر إلى نكد لا يحتمل، حيث فرضت الكآبة والشقاء على بيتها، فترك زوجها البيت ليلاً في مساءً قارس البرودة، وهو لا يعرف إلى أين سيهرب، ولم يستطع أثناء هربه أن يحضر ملابس تقيه الثلوج، وبعد 11 يوماً من اختفائه وجد ميتاً في أحد محطات السكة الحديدة وقد كتب ورقة بجانبه فيها ألا تراه زوجته بعد موته وألا تحضر جنازته، وهنا فهل الزوجة العاشقة لزوجها تكون سبباً في نهاية كهذه؟؟”

طرفي المغناطيس

ويضيف هـ. م ” كلما خرجت مع زوجتي تظل تلاحقني بنظراتها إن مرت بجانبنا فتاة غير محجبة، رغم أني أخبرتها مراراً أنني أحبها ولن أنظر لأي فتاة غيرها، لكنها لا تتفهم ذلك، وللأسف لا تدرك أن تصرفها هذا يجعلني – بعد أن كنت لا أنظر لأي فتاة – أتعمد النظر لهذه التي استثارت غيرتها بشدة، وهذا للأسف يجعلني دائماً أشعر أن زوجتي رغم حبي لها تعاني من نقص ما في جمالها أو نفسها وهذا يسبب لي ألماً شديداً، حيث يقول لي الشيطان في كثير من الأوقات أن زوجتي لا تتميز عن غيرها من النساء”.

 ويتفق معه رشاد: “يجب أن تتفهم الزوجات أن المرأة بغيرتها الحمقاء تفتح على نفسها وزوجها باب شر عظيم وهم ومشاكل وخلافات لا تنقطع، وربما كانت النهاية محطمة للأسرة ومدمرة للزوجة، والحقيقة التي يجب أن تنقشها كل زوجة على جدران عقلها وذاكرتها ولا تنساها أبداً أن الرجل ينظر إلى المرأة شديدة الغيرة على أنها امرأة ناقصة، تعوض نقصها بالغيرة وهي مع ذلك عديمة الثقة بنفسها وأنوثتها وجمالها.

 نبض الحياة

أما هاني فقد كان له رأياً آخر حيث يقول :”في الحقيقة أنا لا أفكر أبداً في امرأة غير زوجتي، فهي تشبع كل رغباتي الجسدية والنفسية والعاطفية، لكني لا أتوانى عن إثارة غيرتها من وقت لآخر لأن هذا يشعرني بمدى تعلقها بي، وهذا كثيراً ما يتسبب في مشكلة كبيرة، حيث تغضب وتخاصمني، وهذا يسعدني، حيث نتصالح في آخر اليوم بمشاعر فياضة، فغيرة المرأة على زوجها كنز عظيم لا يفنى، بل أن هذه الغيرة تثير الحياة الزوجية”.

 ويتفق معه إبراهيم قائلاً:” كثيراً ما أستفز زوجتي برغبات الرجل في الزواج بأربعة، فأجدها تثور وتغضب وتقول سوف أقتلهن كلهن، فأسألها وأنا: فتقول لا أستطيع أن أراك تمس بسوء فكيف أقتلك، لكنك لي وحدي ولن تشاركني فيك أي امرأة في الكون، وهذا في الحقيقة يسعدني كثيراً، لأني أشعر بنبض قلبها تجاهي”.

 وللرجال نصيب

وفي فكرة أخرى يرى أمجد أن الغيرة لا تقتصر على النساء فقط، حيث يقول:” أنا أغار على زوجتي كثيراً، وفي بداية زواجنا كنت أحاول أن أخفي هذه الغيرة خوفاً من أن تشعر بأني أضايقها، رغم أن قلبي كان يشتعل تجاهها، وكنت أطلب منها مرارا أن تغطي وجهها بالنقاب فكانت ترفض، وذات يوم كنا في إحدى الحدائق وشعرت بأحد الشباب ينظر إليها فعدنا إلى البيت سريعاً ووجدتني أبكي، وعندما علمت السبب وافقت على الفور، فحياتنا الزوجية لا تقوم أبداً على فرض شيء من طرف على الآخر، وكلانا يعرف أن ضعف الطرف الآخر في حب شريك حياته ليس ضعفاً بالمعنى المتعارف عليه، فالحب والغيرة متلازمان”.

 وقتل الحب!

وهنا يقول الخبير الاجتماعي الدكتور خالد عبد العال: “المرأة يجب أن تكون عاقلة، مدركة لطبيعة زوجها، وأخلاقه ودينه، حتى لا تظل تلاحقه بأشياء لا أصل لها، وتوهمات وتخيلات بعيدة عن طبيعته وأخلاقه وتدينه، وحماقة الغيرة تجعل المرأة لا شعورياً تظهر عيوبها ونواقصها شيئاً فشيء حتى يتبين الأمر للرجل تماماً، فيبدأ بالتحول عنها إلى من يرى فيها انتفاء عيوب زوجته، كما أن الغيرة مهما كانت أسبابها ودوافعها قد تؤدي لأن تصيب المرأة بالأمراض والعلل النفسية التي تحطم كل شيء في حياتها وتصبح كالنار التي أضرمت في الهشيم تلتهم كل ما تقع عليه.

وهنا يجب أن تدرك الزوجة جيداً أن الغيرة هي قبر الحياة الزوجية، تحفره الزوجة بواسطة سلسلة من الحفر الصغيرة، غيرة، نكد، عصبية، مشاكل، طلبات، والرجل الذي يبتلى بامرأة تحول حياته إلى تعاسة بغيرتها الشكاكة يفضل الطلاق على استمراره في الحياة معها ليبحث عن امرأة لا تقتله بنار غيرتها، فمثل هذه المرأة تحتاج إلى طبيب نفسي بدلاً من زوج!

 وعن رأي الشرع في هذه القضية يضيف قائلاً:” قيل أن الغيراء وقت الغيرة يكون عقلها محجوبا بشدة الغضب الذي أثارته الغيرة، وقد أخرج أبو يعلى بسند لا بأس به عن عائشة مرفوعاً “أن الغيراء لا تبصر أسفل الوادي من أعلاه” وأخرج البزار عن ابن مسعود مرفوعاً “أن الله كتب الغيرة على النساء، فمن صبر منهن كان لها أجر شهيد” وقال ابن حجر: وأصل الغيرة غير مكتسب ( أي مجبولة عليه)، ولكن إذا أفرطت في ذلك بقدر زائد تلام عليه، وضابط ذلك ما ورد في الحديث عن جابر بن عتيك مرفوعاً” إن من الغيرة ما يحب الله، ومنها ما يبغض الله، فالغيرة التي يحب الله الغيرة في غير ريبة، وأما الغيرة التي يبغض الله فالغيرة في الريبة”.

وروى البخاري عن حديث عائشة رضي الله عنها قالت:” قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، إني لأعلم إذا كنتِ عني راضية، وإذا كنتِ علي غضبى، قالت: فقلت: من أين تعرف ذلك؟ فقال: أما إذا كنتِ عني راضية فإنكِ تقولين لا ورب محمد، وإذا كنتِ غضبى قلتِ لا ورب إبراهيم، قالت: قلت: أجل والله يا رسول الله، ما أهجر إلا اسمك”. وهنا يقول الطيبى: هذا الحصر لطيف جداً لأنها أخبرت أنه إذا كانت في حال الغضب الذي يسلب الأقل اختياره لا تتغير المحبة المستقرة.

وهنا فالمرأة الطبيعية هي التي تغار، والتي لا تغار فهي بليدة، أما من كانت غيرتها معتدلة فهي حكيمة، ومن أفرطت في الغيرة فهي حمقاء، وهنا فنحن لا نطلب من الزوجة البعد عن الغيرة، بل بحدود ومعرفة آداب وأصول الغيرة، فقد غارت من هي خير من ملء الأرض مثلك، وعلى الزوجة أن تتفهم الحقيقة الثابتة وهي أن الرجل يحب أن تغار زوجته عليه لأن هذا يشعرها بمقدار حبها له، ويجعلها دائماً تتفنن في إظهار ما عندها من مشاعر الحب والجمال، ولكنه يكره أن يزيد هذا الأمر إلى القدر الذي ينغص عليه حياته ويفسد عليه سعادته.

مقالات ذات صلة