-- -- -- / -- -- --
إدارة الموقع
الأحياء الجديدة ضاعفت من أعباءها

“الرحلة” تتحول إلى نقمة على البلديات الفقيرة

راضية مرباح
  • 1717
  • 1
“الرحلة” تتحول إلى نقمة على البلديات الفقيرة
ح.م

تحوّلت عمليات الترحيل التي شهدتها العاصمة خلال السنوات الأخيرة، ببروز أحياء جديدة بمناطق وبلديات ظلت تعاني العزلة والفقر، إلى نقمة حقيقية على “الأميار” الذين يرون أن مثل هذه العمليات ضاعفت من الأعباء الملقاة على عاتقهم نظير العدد الهائل من الأحياء المستحدثة مقابل ارتفاع في عدد القاطنين المستقدمين من بلدياتهم الأصلية، مشكلين ضغطا رهيبا على مختلف المؤسسات العمومية أكثرها المدارس، في وقت يتطلب الاعتناء بهذه الأحياء أعباء إضافية، خاصة وأن أغلب البلديات المعنية بالأحياء الجديدة تصنف ضمن الفقيرة.
ظلت البلديات الفقيرة طيلة فترة من الزمن تتجرع العزلة والفقر نتيجة ظروفها المادية التي تعتمد سوى على ميزانية الولاية، وهي الأموال التي عادة ما تنفق سوى على أجرة عمال البلديات في ظل غياب مداخيل جبائية وانعدام مؤسسات اقتصادية ومناطق صناعية يمكنها تقليص النفقات وانجاز المشاريع.. وبانجاز مشاريع سكنية تماشيا وبرنامج الولاية للقضاء على القصدير كانت تلك البلديات الأكثر استقطابا للأحياء الجديدة، فبقدر ما كانت نعمة على تلك البلديات بسبب إنعاش سكونها وإحياء سباتها، تحوّلت بالنسبة لـ”الأميار” إلى هاجس حقيقي ونقمة مفروضة عليهم نتيجة ارتفاع معها مختلف المتطلبات التي ظلت كابوسا يطاردهم في الماضي، ليجدوا أنفسهم مضطرين لمواجهة مشاكل ومتطلبات وأعباء بأضعاف مضاعفة من تلك التي يسجلها “الأميار” في الماضي، أبرزها النقل، عمال النظافة، التهيئة، المدارس ممرات للراجلين وغيرها من المتطلبات اليومية الضرورية التي رصدتها “الشروق” من بعض البلديات على سبيل المثال لا الحصر.

بئر توتة، أولاد شبل..أحياء جديدة بلا مرافق

طرح المرحلون الجدد نحو 871 مسكن اجتماعي ببئر توتة العديد من النقائص التي لا تزال تنتظر الالتفاتة، فمنذ ترحيلهم في 14 ماي 2016 أي منذ سنتين وهم ينتظرون تجسيد خطوط النقل لتكون سارية المفعول، حيث أكد السكان أن مسؤولي مؤسسة النقل الحضري وشبه الحضري كانوا قد عاينوا الحي منذ فترة، غير أنهم لم يزوّدوهم بأي حافلة، كما طرح هؤلاء غياب الممهلات التي أثرت على بروز حوادث مرور بالحي خاصة بالنسبة لأبنائهم، غياب فضاءات اللعب والمساحات الخضراء لفائدة الأطفال أثرت بشكل واضح على الآباء الذين أكدوا أن حيّهم الوحيد الذي تنعدم فيه مثل هذه الأماكن مقارنة بالأحياء الأخرى ما يضطرهم إلى نقل أبناءهم إلى مواقع أخرى للعب. غياب فرع بلدي هو الآخر ظل مطلب المرحلين الذين صبوا جم غضبهم على السلطات المحلية وعلى رأسها البلدية التي لم تتخذ الإجراءات المطلوبة لاستحداث مثل هذه المواقع التي يكثر عليها الطلب شأنها شأن فرع مكتب بريد، مصحة ومحلات فضلا عن الأمن، وهي المطالب التي تعتبر من المستحيل تطبيقها من طرف البلدية لقلة ميزانياتها حسب ما أكدته العديد من التصريحات.. أولاد شبل هي الأخرى شهدت عملية ترحيل على مستوى أراضيها بشكل كبير، غير أن نقص الخدمات حال دون استكمال فرحة المرحلين الذين يضطرون للتنقل إلى مناطق متفرقة لقضاء حوائجهم في ظل غياب إمكانيات مادية بالنسبة لمثل هذه البلديات التي لا تستطيع حتى تلبية مطالب أحيائها القديمة.

برج البحري.. 15 ألف مسكن جديد ومعاناة مع نقص المداخيل

بلدية برج البحري وبالرغم من تصنيفها ضمن تلك الساحلية السياحية، إلا أن الضغط الرهيب الذي قد تعرفه مستقبلا نظير الأحياء الجديدة والمشاريع السكنية المتنوعة التي ستعيق البلدية من تلبية طلبات المرحلين الجدد سواء، حيث لا تزال تخوفات المجلس الشعبي البلدي قائمة بشأن 15 ألف مشروع سكني ما بين “أل بي بي” و”عدل” سيلهبان الأعباء الإضافية على البلدية حسب ما كشفته مصادر من داخل مبنى البلدية، وتؤكد ذات التصريحات أن مصالحهم لن تتمكن من التحكم في عدد النسمة التي ستستقبلها المنطقة، مشيرا أن بلديتهم فقيرة لا تتوفر على جباية ولا على مشاريع تنموية لتغطية الأعباء الإضافية، وتساءل المصدر كيف سيدرس أبناء المرحلين؟ وأي مصحات أو عيادات ستستقبلهم؟

الدويرة.. عجز مالي والترحيل يرفع الكثافة السكانية إلى 15 بالمائة

وجهة أخرى قادتنا إلى بلدية الدويرة الواقعة جنوبي غرب العاصمة، والتي عرفت خلال السنوات الأخيرة مشاريع سكنية عديدة انتشرت كالفطريات، وها هي اليوم من ضمن البلديات التي تستقطب أحياء جديدة للمرحلين من مختلف مناطق وسط العاصمة، وإن كانت البلديات حتى الغنية منها كالشراقة، الجزائر الوسطى، الدار البيضاء وغيرها قد تخلصت من أحيائها القديمة، ومعها سكانها، إلا أنها لن تمنح أي سنتيم للبلدية المستقبلة لتسيير أمور أبناء منطقتها أو مساعدتهم بأمور مادية كوسائل التنظيف وغيرها.
المشكل طُرح على رئيس البلدية، فأكد جيلالي روماني في تصريح لـ”الشروق”، أن المرافق التربوية من أكثر المشاكل التي أثرت عليها عملية الترحيل، خاصة تلك الأحياء التي لم تسايرها مثل هذه المشاريع، وأشار “المير” أن العجز في المرافق المذكورة سيكون له الأثر السلبي في احتواء العدد الهائل من التلاميذ، وبالتالي تكرار سيناريو الاكتظاظ، كما تطرق المتحدث لمشكل النقل فضلا عن العجز الذي سجلته البلدية بتلك الأحياء إلى جانب الصيانة ويقول روماني إن بلدية الدويرة تصنف من ضمن تلك الفقيرة يستحيل أن تتمكن من تغطية عدد المرحلين إليها، متسائلا :”كيف لأعوان النظافة حمل القمامة وتنظيف الأحياء الجديدة ودوريا وهم عاجزون عن تغطية الطلب قبل فتح تلك الأحياء الجديدة؟” كما طرح إشكالية نقص العتاد وعمال النظافة في ظل غياب أبواب التوظيف، مشيرا أن ميزانية البلدية عاجزة والدعم تتلقاه من الولاية. وعن عدد الأحياء الجديدة، ذكر روماني 6 أحياء فتحت أبوابها وعدد آخر من تلك التي هي قيد الانجاز بنسبة من 10 إلى 15 بالمائة نسمة إضافية عرفتها البلدية مؤخرا تتطلب ميزانية إضافية للتكفل بمتطلباتهم.

أضف تعليقك

جميع الحقول مطلوبة, ولن يتم نشر بريدك الإلكتروني. يرجى منكم الإلتزام بسياسة الموقع في التعليقات.

لقد تم ارسال تعليقكم للمراجعة, سيتم نشره بعد الموافقة!
التعليقات
1
  • El Che

    مافهمت والو في هاد البلاد اللي يدي سكن اجتماعي يعطوه في دويرة واللي يدفع من جيبه في بوينان